تزداد حدة المواجهات ضراوة في مأرب في ظل اقتراب قوات صنعاء من تخوم عاصمتها ومع ايماني من ان اي دم يمني يراق يعد خسارة وطنية فادحة الا انه مع ذلك يتم القفز على حقائق واسباب ودواعي صنعاء في ايصال الحرب الى مرحلة الحسم.
والذي يعد من أهمها -ان مأرب لم يسمح لها التحالف السعودي الاماراتي ان تكون ارض يمنية محايدة ومعافاة تخلق وترعى فرص السلام .
وبدلا من ذلك تم اقحام كثير من اهلها بالترغيب والترهيب ليصبحوا بنادق حرب وبلادهم محطة اعداد -وانطلاق لقوات اجنبية لتدمير عاصمة اليمن التأريخية واسقاطها .
بعد ان تبنت الرياض سياسة فرق تسد بغرض احكام سيطرتها على المحافظة من خلال اذكاء الصراعات الحزبية والثارات القبلية وخلق الشكوك بين المشائخ والوجاهات من جهة وبين القيادات العسكرية ماجعل المحافظة بكاملها اشبه بصندوق بارود قابل للانفجار في حال تبدت عوامل استقرار مترافقة مع بوادر تمرد له طابع وطني.
رفض النظام السعودي بعد ان استحسنها مشائخ مأرب بنود مبادرة قدمتها صنعاء لتجنيب نقل المواجهات الى محافظتهم مع ان مطالبها ذات طابع حقوقي مشروع تتمثل بتأمين المسافرين عبرها وعدم الاعتداء على من هم من ساكنيها وان لا تكون من ضمن اليات الحصار الاقتصادي السعودي على اليمنين
ولذا فأنه من بديهيات العقل والمنطق ان لا ينتظر ابناء صنعاء وبقية المحافظات جحافل الغزو حتى تدق ابوابهم لتلحق بأمثالها المحتلة عدن والمهرة وسقطرى وغيرها .
وهذا التوصيف ليس لي وانما لمن هم ادوات للتحالف وقاتلوا تحت لوائه – وكنتيجة لما سبق فأن دعوات المبعوث الأممي والأمريكي او حتى التهديدات الدولية لمنع دخول مأرب ستظل فاقدة للمعنى وللجدية مالم يتم تضمين حلول واقعية للأسباب التي لأجلها تم الاضطرار لاتخاذ قرار نقل المواجهة، والتي يفترض ان تبدأ من توجه المجتمع الدولي لتبني قرارات تقضي بإخراج القوات القادمة من خارج حدود اليمن، ومن خارج محافظة مأرب وتسليمها لأبنائها جميعا وفق الية يتم الاتفاق عليها ، ومساعدتهم في اختيار سلطتهم المحلية البعيدة عن أي هيمنة داخلية او خارجية لتصبح تجربة ونموذج لحكم محلي محايد يعمل كمساعد على تقريب وجهات نظر الأطراف لتحقيق السلام الشامل.