وكالات:
شرع الأسرى في سجن “عوفر” بخطوات احتجاجية، رفضا لعمليات التفتيش والقمع المتصاعدة بحقهم، في وقت أطلق فيه الاحتلال سراح أسير يعاني من مرض “سرطان الدم” بسبب وضعه الصحي الخطير.
وقال نادي الأسير في بيان له، إن الخطوات الاحتجاجية تتمثل بشكلٍ أولي في إرجاع وجبات الطعام ليوم الإثنين، على أن تشمل خطوات تدريجية ستتبعها، لافتا إلى أنها ستكون مرهونة برد إدارة سجون الاحتلال على مطالبهم التي أبرزها وقف عمليات التفتيش والقمع.
وأوضح نادي الأسير أن قرار الأسرى جاء بعد عملية تفتيش واسعة نفذتها قوات القمع في قسمي (19، و20)، مشيرا إلى أنه منذ مطلع العام الجاري تعرض الأسرى في سجن “عوفر” لعمليات اقتحام وتفتيش واسعة ومتكررة، أعنفها جرت في السادس من يناير الماضي.
يُشار إلى أن إدارة سجون الاحتلال تنتهج عمليات القمع والتفتيش المتكررة للتنكيل بالأسرى، وفرض مزيد من السيطرة والرقابة عليهم، وضرب أي حالة “استقرار” داخل الأقسام، كما صعدت من عمليات القمع منذ بداية عام 2019، مقارنة مع السنوات التي سبقتها.
وكانت عمليات القمع في حينه الأعنف منذ ما يزيد عن عشر سنوات، وكان من بين السجون التي تعرض فيها الأسرى لأشد عمليات القمع سجن “عوفر”، خلالها أُصيب عشرات الأسرى بإصابات مختلفة.
وفي السياق، أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن الأسير المريض بالسرطان حسين مسالمة “حر طليق”، لكنه لا يزال يمكث في مستشفى “سوروكا” الإسرائيلي، نظرًا لصعوبة حالته الصحية.
لفت المستشار الإعلامي للهيئة حسن عبد ربه، إلى أن الهيئة ووزارة الصحة تتابع الآن حالة الأسير مسالمة الصحية داخل مستشفى سوروكا، وتبحث إمكانية نقله لأي مستشفى فلسطيني في حال توفر له علاج، وإذا كانت حالته الصحية تسمح بنقله، وفقًا للتقارير الطبية.
وأصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الأحد، قرارًا بالإفراج عن الأسير مسالمة (39 عاما) من بلدة الخضر جنوب بيت لحم، بسبب تدهور حالته الصحية.
وأوضح عبد ربه أن السجانين انسحبوا صباح الإثنين من أمام غرفته في المستشفى، بعد أن أزالوا القيود عنه، مشيرًا الى أنه حر طليق ولكنه لا يزال يمكث في غرفة العناية المكثفة، بسبب صعوبة حالته الصحية.
وأكد عبد ربه أن الأسير مسالمة في حالة شبه غيبوبة ويعاني من آلام شديدة في جسمه، لافتا إلى أنه كان يعاني في الفترة السابقة من آلام وأوجاع حادة في البطن، لكن إدارة المعتقل لم تكترث لوضعه وماطلت بتحويله للمستشفى، لتشخيص حالته وتلقي العلاج، ليتبين إصابته فيما بعد بسرطان الدم (اللوكيميا)، وخضع لجلسة علاج كيماوي، ومنذ أكثر من شهر تدهورت حالته الصحية.
ولفت الى أن ما تعرض له الأسير هو ارتكاب جريمة بحقه، وبمثابة قتل بطيء له، كونه كان يعاني من آلام وأوجاع مسبقًا، ولكن إدارة السجون لم تكترث له، وهي من تتحمل المسؤولية عن تدهور حالته الصحية.
يشار إلى أن الأسير حسين مسالمة معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن 20 عاما.
ويواصل الاحتلال اعتقال نحو 4300 أسير فلسطيني، منهم 700 مريض، منهم 40 يعانون أمراضا مستعصية.
ومن بين العدد الإجمالي هناك نساء وأطفال وكبار في السن، ويشكو جميعهم من سوء المعاملة، ومن تعرضهم للإهانة والتعذيب، فيما هناك العديد منهم محرومون من زيارة الأهل، ويقبع آخرون في زنازين عزل انفرادي.