صدرت للشاعر والكاتب العراقي هاشم شفيق رواية جديدة بعنوان «الوزن الآخر للزهرة»، وهي الرابعة له في سياق نتاجه الروائي، وتأتي بعد « بيت تحت السحاب»، بيروت 1990 و«أشهر من شهريار»، بيروت 2011 و«البرج الأحمر» بيروت 2014.
تدور أحداث الرواية وهي نوع من السيرة الذاتية للكاتب، في بيروت، حيث تبدأ
زمانياً من عام 1979 وحتى خروج المقاومة الفلسطينية منها عام 1982 ومكانياً منذ لحظة وصول بطل الرواية الى منطقة «الملعب البلدي» في بيروت الغربية، في أوج تصاعد النضال الفلسطيني والعربي هناك، ومن ثم انخراط البطل عاملاً في الإعلام الفلسطيني، متعدّد المنابر والاتجاهات والأفكار والرؤى، في تلك الأزمنة التي تعد ذهبية، بقياس أزمنة اليوم.
تتحدّث الرواية بلسان ضمير المتكلم، وتنطوي على شخصيات رئيسية كثيرة، وثانوية، وهامشية، بحكم علاقة الشخصية المركزية في الرواية بها، وثمة شخصيات فاعلة ومناضلة وثائرة، وأخرى بوهيمية، متصعلكة وحائرة، ولكن يجمعها مكان ثوري واحد، وهو رقعة صغيرة تسمّى «الفاكهاني» وشخصياتها ينتقلون بين هذا المكان والأمكنة المحيطة به، ولا يتوانون في الوصول الى «شارع الحمرا» و«الروشة» و«عين المريسة» و«الجبل» في زمن يبدو صعباً، كونه حربياً بامتياز، حيث ثمة فصائل فلسطينية لا تعد وتحصى، وثمة حرب أخرى أهلية لم تزل قائمة في البلاد، حصدت الكثير من الضحايا، وخلفت جروحاً كثيرة.
ولكن رغم ما تقدم يظهر من بين دخان المدافع ورائحة البارود، ودوي القاذفات، يظهر الحب في أبهى صوره، حب يجمع بطل الرواية بفتاة لبنانية ليرسما مستقبلهما، وسط ذلك الضجيج والصخب والدوي السائد في تلك الفترة.
إنها رواية تعيد إلينا نوعاً من التآلف والتلاحم والتآزر السابق الذي كان مألوفاً قبل أربعة عقود.
احتوت الرواية الصادرة عن» دار المدى «على أربعة فصول، وقد أهداها الكاتب الى جميع الصديقات والأصدقاء من الشعراء والأدباء والكتاب والفنانين والصحافيين الذين عايشوا تلك الفترة.