الوحدة نيوز/
تجددت الدعوات والتصريحات التي تتحدث عن ضرورة الحوار الخليجي- الإيراني فقد دعت قطر، دول الخليج الى الدخول في حوار مع إيران.. معتبرة أن هذا هو الوقت المناسب للدوحة للتوسط في مفاوضات، فيما أبدت موسكو اهتمامها بإطلاق حوار طبيعي بين طهران ودول الخليج.
وفي هذا السياق، طالب وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، دول الخليج العربية بالدخول في حوار مع إيران.. مشيرا إلى أن هذا هو الوقت المناسب للدوحة للتوسط في مفاوضات.
وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ، أن دول مجلس التعاون الخليجي لديها أيضا نفس الرغبة، حسبما ذكرت “رويترز”.
وتأتي التصريحات القطرية المطالبة بالحوار في المنطقة اليوم بعد أسبوعين من المصالحة الخليجية وفي ظل رغبة الدوحة في بدايات جديدة للتعاون بدلا عن التنافس والصراع.
وسبق أن أجرت طهران الكثير من الاتصالات والمباحثات مع دول خليجية منها عمان والكويت وقطر ،وذلك استجابة للتحولات والتطورات التي وقعت على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ولهذه الاتصالات تأثير كبير على مجمل العلاقات الخليجية- الإيرانية، ولكنها في التحليل النهائي تمثل تطورا إيجابيا فاعلا وبداية مهمة لصياغة علاقات بناءة وربما التمهيد لصيغة للأمن الإقليمي تصون وتحمي مصالح مختلف الأطراف، بحسب المحللين.
ويرى المحللون أن الحاجة تبقى ماسة للحوار الخليجي والإيراني لمواكبة الكثير من التغيرات السياسية العالمية التي قد تفرض نهجا مختلفا في الوسائل وصولا إلى المصالح المشتركة للطرفين الجارين.
وتدعو طهران إلى تعزيز الحوار مع دول الخليج للتصدي لمجموعة من المشكلات المشتركة.
ويبدو أن لدى السعودية مخاوف محددة حول بعض المسائل ولهذا طرحت موسكو مبادرة لتخفيف التوتر مع طهران، فيما تأمل روسيا أن تصب المعطيات الإيجابية، في صالح بناء صيغة تحقق الاستقرار في المنطقة، وأن تلعب موسكو دورا في عودة الاستقرار المفقود.
وفي السياق، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن روسيا تتفهم تماما مخاوف السعودية إزاء إيران، وطرحت مبادرة من شأنها تخفيف التوتر بين الرياض وطهران.
وأعرب لافروف، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان في موسكو يوم الخميس الماضي 14/1/2021، وفق وكالة سبوتنيك الروسية ،عن اهتمام روسيا بإطلاق حوار طبيعي بين إيران ودول الخليج والتوصل إلى إجراءات بناء ثقة بين الطرفين.
وقال: “بطبيعة الحال، أنا موافق على أن التدخل في الشؤون الداخلية لدول ذات سيادة وفرض نماذج إيديولوجية عليها من الخارج أمر غير مقبول، ولا يجب على أي جهة ممارسة مثل هذا السلوك”.
وبهذا الصدد، أشار وزير الخارجية الروسي إلى تصرفات الولايات المتحدة وحلفائها في العراق وليبيا وسوريا، مشددا على أن هذه الخطوات تجلب عواقب وخيمة إلى دول المنطقة وشعوبها.
وتابع قائلا: “بحثنا هذا بالتفصيل اليوم، وأكدت مرة أخرى أننا نتفهم مخاوف السعودية، لاسيما بشأن الوضع حول إيران.. ونتفهم أن السعودية قلقة إزاء ما يجري حول برنامج إيران الصاروخي وتصرفات إيران المحددة في بعض دول المنطقة.. وتحدثا اليوم عن أن أجندة المؤتمر الذي نقترح عقده لبحث مفهوم الأمن الجماعي في الخليج قد تشمل كل هذه الأسئلة، بالإضافة إلى مخاوف الأطراف الأخرى ومنها إيران”.
وشدد لافروف على أن الشيء الأهم هو أن يعتمد مثل هذا الحوار على المساواة الحقيقية في الحقوق وأن يسهم جميع اللاعبين الخارجيين في توصل الأطراف المعنية إلى تفاهمات بدلا من تحريضها ضد بعضها البعض.
واتهم وزير الخارجية الروسي في هذا الصدد الإدارة الأمريكية الحالية بفعل كل ما بوسعها من أجل منع إطلاق مثل هذا الحوار والحيلولة دون تهيئة الظروف الملائمة له.
وأكد لافروف أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من المتوقع أن يزور موسكو في يناير الجاري، مبديا نيته مواصلة النقاش معه بهذا الشأن مع مراعاة نتائج مفاوضاته مع الأمير فيصل اليوم.
ويرى الكثير من المراقبين أن الحوار الخليجي- الإيراني بات ضرورة حيوية أكثر منه مجرد دعوة أو رغبة لإنهاء التوتر في المنطقة التي باتت فوق بركان بارود جراء التطورات والتدخلات الدولية والخارجية والحرب العدوانية على اليمن وسوريا التي ألقت بظلالها وتأثيراته السلبية على أوضاعها الاقتصادية، فضلا عن المآسي الإنسانية التي نجمت عنها بسقوط مئات الآلاف من القتلى والجرحى وتشريد الملايين.