كشفت جائحة فيروس كورونا سراً كبيراً جداً نخفيه عن أنفسنا وعن بعضنا، وهو أنه بإمكاننا التحرك بخفة وذكاء في مواجهة التغيير بصورة ملحوظة. كيف بمقدورنا تغيير سلوكنا اليومي بشكل جذري وسريع من أجل اتباع سياسات التباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل أثناء الوباء، بينما نجد من الصعب، إن لم يكن من المستحيل (سواء بوجود الوباء أو عدم وجوده) الوصول إلى أهداف شخصية أصغر مثل اتباع نظام غذائي أو تنظيم أمورنا أو تغيير عاداتنا الهدامة؟
يهدد الوباء حياتنا، وبالتالي فإنه يوقد غرائز البقاء لدينا، وينشط ذلك الجزء من أدمغتنا الموكل بإيصالنا إلى بر الأمان بسرعة وفاعلية. ولكن الكوليسترول والكحول والخمول الجسدي كلها أيضاً عوامل مهددة للحياة، ومع ذلك كان أداء الكثير منا رديئاً في تغيير هذه القضايا، حتى مع وجود معلومات موثوقة لدينا بأنها عوامل قاتلة. لماذا نكافح إذاً لتغيير ما هو واضح أنه يساعد أنفسنا بصورة فردية؟
يرى روس إلينهورن في كتاب: «كيف نتغير، والأسباب العشرة لعدم قيامنا بالتغيير» أننا ننظر غالباً في الاتجاه الخاطئ عندما نحاول فك رموز العوامل التي تدعم التغيير الإنساني. ويقترح أنه من المثمر للغاية النظر إلى أسباب عدم قيامنا بالتغيير، أكثر من العمل على فهم أسباب قيامنا بالتغيير. لأنه من خلال النظر في أسباب عدم التغيير، فإننا نمنح أنفسنا أفضل فرصة للتغيير الفعلي بطرق هادفة.