يحتفل اليمن غداً الإثنين باليوم العربي لمحو الأمية، الذي يوافق الثامن من يناير من كل عام، في ظل ارتفاع نسبة الأمية إلى 65 بالمئة مقارنة بـ 45 بالمئة قبل العدوان الغاشم.
وعزا رئيس جهاز محو الأمية وتعليم الكبار فؤاد الشامي في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، هذا الارتفاع إلى استمرار العدوان وحصاره الجائر للعام السادس على التوالي واستهدافه المباشر والممنهج للعملية التعليمة وبنيتها التحتية ما أدى إلى تدمير آلاف المدارس ونزوح آلاف الأسر وتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع نسبة الفقر .
وأشار إلى أن كل تلك العوامل أسهمت في ارتفاع نسبة التسرب من المدارس وعمالة الأطفال نتيجة تدهور الأوضاع المعيشية لآلاف الأسر ما أجبرها على الدفع بأبنائها إلى سوق العمل .
وأوضح مخاطر ارتفاع نسبة الأمية على مستقبل البلاد وانعكاساتها السلبية في عرقلة عجلة التنمية في ظل ضعف الوعي بخطورتها والقضاء عليها .
وأكد الشامي أهمية تضافر الجهود وحشد الجهود الرسمية والشعبية للإسهام الفاعل في الحد من الأمية ودعم وتشجيع المبادرات الطوعية وصولاً للقضاء على الأمية وتحقيق التنمية المستدامة.
ولفت إلى جهود الجهاز الحثيثة لرفع نسبة الدارسين خلال هذا العام إلى 350 ألف دارس ودارسة رغم شحة الإمكانيات، مبيناً أن الخطط تسعى للوصول إلى مليون دارس ودارسة بحلول العام 2023.
من جانبه أوضح مدير إدارة الإحصاء والتخطيط بالجهاز حسين المشدلي أن عدد الدارسين بمراكز محو الأمية لمرحلتي الأساس والمتابعة ارتفع خلال العام الدراسي 2019ـ2020م إلى 209 آلاف و 701 دارس ودارسة منهم عشرة آلاف و 624 متدربة في مراكز التدريب النسوية مقارنة بـ 146 ألف و 202 دارس ودارسة في العام 2014ـ2015م منهم سبعة آلاف و 161 متدربة في مراكز التدريب النسوية .
وأشار إلى ارتفاع الفصول الدراسية لمرحلتي الأساس والمتابعة من خمسة آلاف و 714 فصلاً دراسياً في 2014ـ 2015، إلى عشرة آلاف و 231 فصلاً دراسياً خلال العام 2019ـ2020م .
وتطرق رئيس جهاز محو الأمية، إلى الجهود المبذولة في مجال التأهيل وبناء قدرات العاملين في الجهاز وفروعه بالمحافظات من خلال ورش العمل والدورات التدريبية في مجال بناء القدرات والمهارات الإدارية التي مولها الصندوق الاجتماعي للتنمية واستهدفت أكثر من مائة موظف وموظفة .
ولفت إلى البدء بتنفيذ مشروع نظام حوسبة الاختبارات والربط الشبكي بين إدارات الاختبارات بديوان الجهاز وفروعه بالمحافظات ورصد الدرجات والنتيجة آلياً وعمل قاعدة بيانات موحدة على المستوى المركزي ومحافظات الجمهورية .
بالإضافة إلى افتتاح 180 فصلاً دراسياً جديداً بأمانة العاصمة وعدد من المحافظات وإنشاء وحدة إنتاج برامج إذاعية وتلفزيونية بديوان الجهاز بغية تحقيق أهداف الجهاز إعلامياً وتوعوياً.
ونوه الشامي إلى التحديات و الصعاب التي تواجه الجهاز وأبرزها شحة الموارد والإمكانات نظرا للظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها البلاد جراء استمرار العدوان والحصار ، وكذلك التشتت السكاني حيث يوجد في اليمن ما يقارب 100 ألف تجمع سكاني، مايعيق التوسع في برامج محو الأمية.
ودعا إلى بناء شراكة حقيقية بين الجهات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، مع الجهاز وتوجيه الأنشطة والبرامج باتجاه محو الأمية وتعليم الكبار ، والتوعية بمخاطر الأمية والقضاء عليها.