يتأمل الكتاب الجديد للناقد الدكتور محمد عبيد الله، المعنون بـ”الصناعة المعجمية والمعجم التاريخي عند العرب”، قضايا اللغة العربية من الزاوية المعجمية، انطلاقا من أهمية المعاجم وثراء تجربتها العربية قديما وحديثا.
والكتاب، الذي صدر حديثا عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، بدعم من جامعة فيلادلفيا، ويقع في نحو 280 صفحة من القطع المتوسط، اشتمل على عدة فصول، تناول الفصل الأول مسألة المعجم وصناعة المعاجم في إطارها الاصطلاحي العام، والفصل الثاني تعريف المعجم التاريخي وظروف ميلاده، وصلته بعلم اللغة التاريخي والمقارن. أما الفصل الثالث فناقش قضية الفصاحة في المعجمية العربية، حيث دعا فيه المؤلف إلى تعديل معايير الفصاحة وتوسيعها، لتشمل دائرة أوسع من ألفاظ العربية وتطور معانيها ودلالاتها، استنادا إلى قوانين العربية التي تتميز بالمرونة والسعة.
وفي الفصل الرابع اهتم المؤلف بقضايا التأصيل، الذي يعدّ ركناً من أركان صناعة المعجم التاريخي، فمن خلاله تظهر أصول الألفاظ وانتماءاتها، سواء كانت ألفاظاً أصيلة أو مقترضة، بينما تناول الفصل الخامس قضايا “المعنى” ووجه المؤلف الأنظار إلى ضرورة تتبّع التطور تتبعاً تاريخياً يبين أول الدلالات وآخرها، ويكشف بشواهد محدّدة مؤرخة طبيعة كل دلالة وعوامل تطورها واستعمالها.
يشار إلى أن الدكتور عبيدالله يعمل حاليا أستاذا للغة العربية وآدابها وعميدا لكلية الآداب والفنون بجامعة فيلادلفيا، وصدر له مجموعة من الكتب في مجالات الأدب والنقد وقضايا اللغة العربية، وفاز بعدد من الجوائز منها جائزة إدوارد سعيد للفكر التنويري ونقد الاستعمار.