غزة – قالت مؤسسات الأسرى وحقوق الإنسان، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي واصلت عمليات الاعتقال بحق الفلسطينيين، حيث رصدت اعتقال 446 مواطنا خلال شهر أكتوبر الماضي، من الأرض الفلسطينية المحتلة، من بينهم 63 طفلا، و16 سيدة.
وأشارت المؤسسات وفي هيئة شؤون الأسرى والمحرّرين، ونادي الأسير، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، ومركز معلومات وادي حلوة– سلوان، في تقرير لها، إلى أن أكثر حملات الاعتقال كانت في القدس المحتلة، التي سجلت 200 حالة، فيما جرى اعتقال و34 من رام الله والبيرة، و70 مواطنا من الخليل، و34 مواطنا من جنين.
وأوضحت أن الاحتلال اعتقل 37 مواطنا من بيت لحم، و27 من نابلس، و10 مواطنين من طولكرم، و17 مواطنا من قلقيلية، ومواطنين من أريحا، و8 مواطنين من طوباس، ومواطنين من سلفيت، إضافة إلى 5 مواطنين من قطاع غزة.
وذكرت أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال خلال شهر أكتوبر، بلغ 4500 أسير، بينهم 40 أسيرة، فيما بلغ عدد المعتقلين الأطفال 170، والإداريين 370، فيما بلغ عدد أوامر الاعتقال الإداري الصادرة 68 أمر اعتقال إداري، من بينها 38 أمرا جديدا، و30 أمر تمديد.
ورصد التقرير الجديد أهم سياسات الاحتلال التي نفذها بحق الأسرى والمعتقلين خلال شهر أكتوبر، وأبرزها العزل الانفرادي، واستمرار عمليات الاعتقال الممنهجة خاصة في القدس، وحرمان المئات من الأسرى من الزيارة.
وذكر أن إدارة سجون الاحتلال استخدمت “العزل الانفرادي”، كأداة تنكيل وعقاب بحق الأسرى تحت ذريعة “إخلالهم بأمن السجن أو أمن الدولة”، وإبقائهم في زنازين منفردة لمدّة طويلة ومفتوحة، في محاولة لكسر عزيمتهم وإبعادهم عن زملائهم من الأسرى، لافتة إلى أن قرار العزل يصدر عن محكمة مدنية، يُعرض عليها الأسير أو المعتقل، دون تمثيل قانوني من طرفه، وبطلب من جهاز المخابرات الإسرائيلي “الشاباك”، بحجة وجود “ملفٍ سريّ”.
ويسمح القانون لمحاكم الاحتلال بإصدار قرار يقضي بوضع المعتقل/ الأسير في العزل لمدة 6 أشهر في غرفة واحدة، و12 شهرا في غرفة مشتركة، لافتة إلى أن سلطات الاحتلال تواصل عزل 12 أسيرا داخل زنازين العزل الانفرادي.
كما تطرق التقرير للاعتقالات، مبينا” أن مدينة القدس تواصل مواجهتها لحملات الاعتقال والتنكيل الممنهجة، من خلال تصاعد تلك الحملات ضد أبناء المدينة، وضرب التقرير مثلا في عائلة البشيتي، التي تقطن عند “باب المجلس” أحد أبواب المسجد الأقصى، والتي تُعاني بشكل شبه يومي من سياسات الاحتلال، الذي يقتحم منزلها ويفتشه ويخرب محتوياته، وقد قام باعتقال أبنائها الثلاثة واعتدى عليهم وفرض عليهم الغرامات المالية، حيث لا يزال أحد أبناء العائلة معتقلا، ويقوم الاحتلال بتمديد حيسه، لافتا أيضا إلى حملات الاعتقال التي طالت أطفال القدس.
وأوضح التقرير أن سلطات الاحتلال تستغل جائحة “كورونا” كوسيلة عقابية تعمق ألم الحرمان من الزيارات لذوي أسرى غزة، وقالت إن أسرى غزة والبالغ عددهم 255 أسيرا وذووهم على وجه التحديد، يعيشون معاناة مضاعفة جراء استمرار توقف الزيارات وانقطاع آليات التواصل بينهم وبين أبنائهم المعتقلين، منذ بدء أزمة “كورونا” في مارس الماضي، إذ لم يسمح لهم بالزيارات مطلقا، أو حتى الاتصالات الهاتفية.
وأكد التقرير أن إدارة سجون الاحتلال، تستغل جائحة “كورونا” كوسيلة للعقاب وحرمان الأسرى من التواصل مع ذويهم سواء عبر الزيارات، أو من خلال البدائل الممكنة كالاتصالات الهاتفية.
وجددت مؤسسات الأسرى دعوتها لكافة المؤسسات الحقوقية الدولية، بالضغط الجدي على الاحتلال، خاصة في الظرف الراهن، ومع استمرار انتشار الفيروس، من أجل الإفراج عن الأسرى المرضى وكبار السّن، والسماح بوجود لجنة طبية محايدة لمتابعة الأسرى صحياً، وتوفير وسيلة اتصال لهم للتواصل مع عائلاتهم، والضغط على الاحتلال لوقف عمليات الاعتقال اليومية، إضافة إلى جملة السياسات التنكيلية الممنهجة، التي تواصل إدارة السجون تنفيذها بحق الأسرى داخل المعتقلات والسجون.