الوحدة نيوز/
وصف وزير الخارجية المهندس هشام شرف، ما جاء في مقابلة سفير دولة العدوان السعودي لدى المملكة الأردنية الهاشمية مع وكالة “سبوتنيك ” الروسية، بأنه لا يعدو كونه محاولة إعلامية من النظام السعودي لمغازلة الإدارة الأمريكية القادمة وفي الوقت نفسه الاستقواء بمن لازال يحكم بالبيت الأبيض حتى 20 يناير القادم.
وأوضح وزير الخارجية، أن ما جاء في مقابلة السفير السعودي، محاولة فاشلة لإظهار الرياض بأنها كانت ولازالت قادرة على لعب دور الشرطي المكلف في شبه الجزيرة العربية والخليج لتنفيذ سياسات وتعليمات الإدارة الأمريكية ومن يواليها من دول حلف الناتو.
وأشار إلى أن النجاح الوحيد الذي حققه التحالف العسكري الدولي الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني منذ ست سنوات، تمثل في استخدام أحدث أنواع الترسانة العسكرية الأمريكية والغربية، بما في ذلك المحرمة دولياً، لقتل النساء والأطفال وكبار السن من المدنيين في اليمن، وتدمير البنى التحتية للشعب اليمني وإيجاد أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث.
وأكد الوزير شرف، أن استمرار الرياض في استخدام ورقة محاربة المد والنفوذ الإيراني في اليمن، لم يعد ينطلي على أحد، بما في ذلك العديد من الدول التي شاركت أو دعمت تحالف العدوان السعودي- الإماراتي في بدايته وانسحبت منه أو أصبحت مشاركتها أسميه فقط.
وقال” خلال ست سنوات من العدوان تحت مسمى إعادة شرعية لا أساس أو وجود لها مارست السعودية والإمارات كافة أشكال الحصار وتدمير الاقتصاد ومحاربة العملة الوطنية مع انتهاج سياسة التجويع واحتجاز السفن المحملة بالمشتقات النفطية والغاز المنزلي، بالإضافة إلى إغلاق مطار صنعاء الدولي بناء على نصيحة حكومة الفنادق لخنق صنعاء وإحياء مناطق أخرى يستثمر فيها من والاها، ولم تتمكن من إثبات صحة ادعاءاتها بمنع تهريب السلاح الإيراني إلى اليمن”.
ونصح الوزير شرف، القيادة السعودية بالاعتراف بأخطائها في اليمن بتدخلها الهمجي المقصود .. مؤكداً أن اليمن لا يقبل بأي وصاية أياً كان مصدرها ولا يرتهن لأي قوى إقليمية أو دولية، وان على حكام الرياض حتى يستمرون كدولة، ممارسة سياسة النأي بالنفس عن التدخل في الشؤون الداخلية للشعب اليمني.
ولفت إلى أن على الرياض وحكامها أن يعوا حقيقة استقلال القرار اليمني والكف عن تقديم الدعم العسكري والمالي والسياسي لرئيس منتهية ولايته وحكومة تعيش حياة ترف وبذخ في فنادق الرياض وغيرها من العواصم على حساب دماء الأبرياء من المدنيين اليمنيين.
وأعرب وزير الخارجية عن استغرابه من استمرار حكام الرياض وديبلوماسييهم في الحديث عن حرصهم على أمن واستقرار المنطقة.
وأشار إلى أن أمن واستقرار المنطقة يتطلب السلام والتعايش السلمي والانفتاح على دول الجوار والبحث عن سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية معها، بدلاً من الحديث عن الخطر الإيراني على دول المنطقة، وأن على حكام الرياض التعلم من طهران التي ترجمت دعواتها لأمن واستقرار المنطقة من خلال تقديم مبادرة للحفاظ على أمن واستقرار الخليج من خلال “مبادرة هرمز للسلام” الرامية لترسيخ الاستقرار في منطقة الخليج.
و أوضح الوزير شرف، أن الشعب اليمني شعب حضاري ومسالم بطبعه، ولا يقاتل إلا من يقاتله أو يحاول احتلال أراضيه أو التدخل في شؤونه الداخلية.. مشيراً إلى أن الشعب اليمني يناضل من أجل تحقيق تطلعاته المشروعة وفي مقدمتها إنهاء العدوان العسكري ورفع الحصار وانسحاب كافة القوات الأجنبية والمرتزقة الموالية لدول التحالف من كافة الأراضي والجزر اليمنية.
وأضاف” الشعب اليمني، شعب حر ليس بحاجة إلى مسلسل المساعدات الكاذبة التي يصرح النظام السعودي للعالم بأنه يقدمها للشعب اليمني في وقت تقتل طائراته أبناء اليمن، الذين يعيشون أسوأ كارثة إنسانية أوجدها تحالف العدوان بعدوانه العسكري وحصاره الغاشم”.
ودعا وزير الخارجية، الرياض إلى التخلي عن مناوراتها السياسية وتحركات سفراءها هنا وهناك في الوقت الضائع، خاصة مع توقع وصول رئيس جديد للبيت الأبيض، وأن تخطو نحو سلام عادل وتدرك أن السلام للشجعان وأن التنازلات التي تخدم تحقيق السلام للشعوب يذكرها التاريخ.
وجدد التأكيد أن صنعاء الحضارة والتاريخ ما تزال تمد يدها نحو السلام العادل وتحقيق تسوية شاملة تضم اليمنيين كافة، وتدعم جهود المبعوث الأممي مارتن غريفيث، الرامية لإنهاء العدوان ورفع الحصار وتحقيق إصلاحات وترتيبات اقتصادية تعيد بعض التعافي للاقتصاد اليمني وبما يمكن الشعب اليمني وكل قواه السياسية من ممارسة حقهم المشروع في اختيار مستقبلهم بشكل ديمقراطي حر، ويتفرغون لإعادة البناء والإعمار في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية ووضع وتنفيذ خطط تنموية مستدامة.