لا تزال الأسيرات الفلسطينيات القابعات في سجون الاحتلال يشتكين من سوء المعاملة التي تنتهجها بشكل متعمد سلطات الاحتلال ضدهن، دون مراعاة ظروفهن وخصوصيتهن.
وفي هذا السياق، قالت جمعية واعد للأسرى والمحررين إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي ترفض إجراء عمليات جراحية لازمة لأسيرتين جريحتين، وتمارس بحقهن إهمالًا طبيا متعمدا، وحسب الجمعية فإن الاحتلال لا يزال يرفض طلب الأسيرة إسراء جعابيص (36 عامًا) المصابة بحروق لإجراء عدة عمليات جراحية عاجلة.
وقد اعتقلت قوات الاحتلال الأسيرة جعابيص بتاريخ 11 أكتوبر من العام 2015، أثناء قيادتها لسيارتها في الشارع المحاذي لبلدة الزعيم، ووجهت لها سلطات الاحتلال تهمة محاولة تنفيذ عملية بواسطة السيارة، وأصيبت حينها بحروق شديدة في كافة أنحاء جسمها، بعد أن اندلعت النيران داخل السيارة.
ونفت الأسيرة جعابيص تهمة الاحتلال بشدة، مؤكدة أن خللًا وقع في سيارتها أدى لاشتعال الحريق، فيما أصر الاحتلال رغم معاناتها من الإصابة على محاكمتها، وأصدر بحقها حكما لمدة 11 عاما، رغم أنها متزوجة وأم لطفل وتقبع حاليًا في سجن “الدامون”.
كما أفادت جمعية واعد بأن الاحتلال يرفض إجراء عملية إزالة البلاتين من ساق الأسيرة أمل طقاطقة (26 عامًا) المصابة بـ 5 رصاصات، ويمارس بحقّها إهمالًا طبيًا متعمدًا، ويرفض كل طلباتها للعلاج وإجراء العملية، حيث اعتقلت قوات الاحتلال الأسيرة طقاطقة في الأول من ديسمبر 2014.
وتمت عملية الاعتقال بعدما أطلقت عليها قوات الاحتلال النار وأصابتها بـ 6 رصاصات في الصدر والخصر واليد والقدم اليسرى، واستقرّت إحدى الرصاصات في صدرها، وهناك خطورة على حياتها في حال تم استئصالها.
إلى ذلك فقد قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن إدارة معتقل “جلبوع” تمعن بانتهاك الأسير عماد كميل طبيا، وذلك بإهمال حالته الصحية الصعبة بشكل مقصود، وعدم التعامل معها بشكل جدي واتباع أسلوب المماطلة والتسويف بتقديم العلاج له، حيث يعاني هذا الأسير من عدة مشاكل صحية مزمنة، فهو يشتكي من أوجاع في المعدة والتهابات في المسالك البولية يصاحبها حرقة ونزيف، حيث تكتفي إدارة سجون الاحتلال ورغم أوجاعه بإعطائه المسكنات، دون تقديم علاج حقيقي له وتشخيص حالته بالشكل الصحيح، ويعاني أيضاً من آلام حادة في العظام لا سيما عند المشي والوقوف.
والأسير كميل (55 عاما) من بلدة قباطية جنوب جنين، معتقل منذ 22 عاما، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، وعقب اعتقاله جرى زجه في زنازين التحقيق لمدة شهرين، تعرض خلالها لأبشع أشكال التعذيب والتنكيل الجسدي والنفسي.
من الجدير ذكره أن الأسير كميل (55 عاما) من بلدة قباطية جنوب جنين، معتقل منذ 22 عاما، ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة، وعقب اعتقاله جرى زجه في زنازين التحقيق لمدة شهرين، تعرض خلالها لأبشع أشكال التعذيب والتنكيل الجسدي والنفسي.
كذلك قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن المعتقل المصاب علي عمرو من مدينة الخليل، يقبع حالياً داخل مستشفى “سوروكا” الإسرائيلي، وما يزال تحت أجهزة التنفس الاصطناعي وأجهزة التخدير.
والأسير عمرو أصيب برصاص جيش الاحتلال الأحد، وجرى نقله بعدها للمستشفى وهناك أجريت له عملية جراحية، عندما استهدفه الاحتلال قرب حاجز عسكري في مدينة الخليل.
يشار إلى أن معاناة الأسرى تتفاقم في هذه الأوقات، في ظل تفشي فيروس “كورونا” بين الأسرى، ورفض سلطات الاحتلال تقديم الخدمات الطبية اللازمة لهم، وزجهم في غرف مكتظة تفتقر للحياة الآدمية.
وكان نادي الأسير قال إن سلطات الاحتلال تكتفي بإعطاء حبة ليمون واحدة لكل غرفة يقبع فيها عدد من الأسرى، ما يضطر الأسرى لشراء الكمامات، ومواد التنظيف على حسابهم الخاص، وناشد الأسرى عبر عدة رسائل كافة جهات الاختصاص والمؤسسات الحقوقية الدولية، بالتدخل الجاد لإنقاذ حياتهم ومصيرهم الذي يواجه خطر السّجان والوباء.
ولا تزال سلطات الاحتلال ترفض إطلاق سراح الأسرى كبار السن والمرضى والنساء والأطفال، في ظل انتشار الجائحة، التي تهدد حياتهم.
إلى ذلك فقد قال مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال عايد أبو قطيش: “إن محاكم الاحتلال العسكرية تحاكم ما بين 500 الى 700 طفل سنويا، منهم من يقبعون في ظروف اعتقالية قاسية وزنازين منفردة”.
وأضاف قطيش أنه ووفقا للإفادات التي تأخذها المؤسسة من الأطفال المعتقلين لدى سلطات الاحتلال، تؤكد تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي خلال التحقيق معهم، وأشار قطيش إلى أن دولة الاحتلال قتلت سبعة أطفال خلال العام الجاري، و2115 طفلا منذ عام 2000.