كتب: حاتم علي
في اليمن ثمة ما يدعوك للدهشة من الحياة في كل تفاصيلها فاليمن يمر بكارثة إنسانية كانت الصرعات والحرب المفروضة علينا أحد أسباب هذا التردي وسقم الحياة.
وعندما راهن الإنسان اليمني على ربط ذواته بالواقع كان مسهماً بشكل فعال في كل الظروف التي مرت بها البلد في كل الجوانب الحياتية والإنسانية وكان وأخيه شقان من الألم لا يفترقا ولا وكان هذا النتاج.
وصاب.. وطرقات
في وصاب العالي وفي كل مخاليفها شعر الإنسان أن لا قيمة للحياة، إلا بتعدد الطرقات المؤدية الى جباله ووهاده وسهوله، فكانت المساهمات الفردية من أشخاص بذلوا المال من اجل إسعاد قراهم وشُقت الطرقات الى كل قرية بإسهام ودعم مباشران من أرباب المال من نواسنا المهاجرة في أصقاع الأرض كلها.
طريق السدة.. سموة الأحيام العنيين
هذه الطريق الذي يكاد الطير يكاد يمر فيها قيض الله لها من يعمل على إنجازها وكانت البداية أحد أبناء تلك القرى المشار اليها الشيخ المتواضع ناصر علي موفعه، حدد لهذه الطريق ميزانية من ماله الخاص تبلغ عشرات الملايين، وأضاف لذلك شراء معدات شق ثقيلة كمشروع متكامل من عرقه وعصارة رزقة المبارك ومايزال المشروع في طور التنفيذ في منطقة شديدة الوعورة صلبة المكان.
تم أنجاز جزء من المشروع وسط دعوات الأهالي بالخير لرجل كهذا يشكل فخر لليمن الكبير
ومن بيت غازي في نفس القرية تداعت هذه الأسرة ايضا وأسهمت بشكل فعال في المال والجهد ومثلها أسر كثيرة ساهمت بالمال الزراعي مرورا للطريق وسط فرحة تلف المكان
الجميع تداعى بالإسهام المادي المباشر عبر مجموعات من الأهالي ،وما تزال الى هذه اللحظات تتوافد خيرها في منظر مهول قل أن تجد له مثالا إلا في اليمن، هذا البلد الذي تشعر من خلال إنسانه بطعم الحياة.
كانت لي زيارة للمشروع وكنت فخوراً جدا بأناس كهؤلاء تشعر من خلال عطاءهم بقيمة الأخلاق والتعاون كسبيل وحيد يمنحك الغد الذي تصنعه هذه الأيام المباركة.