علي محمد أحمد الشرعي
ما ذلك النورُ لم يشهد له مثلٌ
أتى ربيعاً على الآجام والأكمِ
ما ذلك النورُ قد ضاءت بهِ أممٌ
قضت دهوراً بجُبِّ الظُلْم والظُلَمِ
يا ذلكَ النورُ في أحشاءِ آمنةٍ
أهلاً وسهلاً إمامَ العُرْب والعَجَمِ
يا بنتَ وهبٍ لقد جاوزتِ منزلةً
فاقتْ على أمِّ عيسى ربةِ الكرَمِ
يا أمَّ طه لكِ البشرى وتهنئة
من قلبِ صبٍّ بودِّ الآل والرحِمِ
يا أم طه جُزيتِ الخيرَ عن هبةٍ
حمَلتِها لجميع الخلْقِ والأُمَم
روحي فداؤكِ يا مَن قد سَمَتْ شرفاً
وأنجَبَتْ خيرَ رُسْلِ اللهِ كلِّهِمِ
**
هذا هو المصطفى روحي الفداءُ له
من فاق كلَّ الورى في الخَلْقِ والشِّيَمِ
هذا هو المصطفى زادَ الربيعُ بهِ
بِشراً وبُشرى وإشراقاً فلا تَلُمِ
مَن جاء يهدي إلى الحق القويم ومَنْ
قد جاء يخرجُنا من حالِك الظُلَم
مَن هديُه كان نورَ الله أرسلَهُ
بالنورِ نوراً ليهدي كُلَّ غَيْرِ عمِي
شعارُهُ كان “لا” للظلمِ صرختُه
في عالمٍ لم يعُدْ يدري سِوى نعَمِ
في وجهِ مستكبرٍ طاغٍ شريعتُه
شريعةُ الغابِ ما يلقاهُ يلتهمِ
والشرُّ في كُلِّ آرضٍ قد طغى وبغى
والناسُ جَوعى وطاغٍ ماتَ بالتخمِ
أتى ليرفعَ شأنَ الناسِ لو عقلوا
وأنَّ حُرْمتَهم أعلى من الحَرَمِ
فليس يرضى بأن نرضى الهوانَ وأن
نكون أدنينَ بل في قمّةِ العلمِ
نواجهُ الشركَ مذموماً لندحرَهُ
ونعبد الله فرداً دونما صنمِ
**
فلو أتى اليومَ طه كي يزاورَنا
وقام ينظرُ حالَ العُرْب والعجم
وراح يبصر ما آلت جماعتُنا
إليه من ترك هدي الله والعَلَمِ
وما غدا بيننا من سوء حالتنا
ومن هوانٍ وصَفٍّ غيرِ منتظمِ
لقال: يا أمتي ما هكذا دأبي
فلِمْ تبدّلتم الإضلالَ بالحِكَمِ؟
ولاستفاض حديثاً والحديثُ له
شتّى شجونٍ – فحالي أظهرت سقمي-:
هل التأمرك يا أحبابُ شرعَتهُ
ومنهجُ الشرِّ والإذلالِ والوخمِ
أم دينُ ربي أتى من أجل عزّتنا
وجاء حتَّى تكونوا أفضل الأُمَمِ
كي نلتقِي عند حوضي وارِدينَ لهُ
ولا تكونوا مع من بدّلوا ذِممي!
**
نجدّدُ العهد يا مولاي ما بقيت
لنا قلوبٌ بها نبضٌ وفيضُ دمِ
تفديك أرواحُنا يا خيرَ مَن طلعت
عليه شمسٌ أزاحتْ ظلمةَ العتمِ