عبدالمجيد التركي
الظلام يعضني مثل كلب،
وأنا أتحسس خوفي وأحاول تشذيب الفزع في حاجبيّ..
أشعر بيدٍ تتجول في الغرفة
يد فقط،
لا أجرؤ على مصافحتها
لا أحب ملامسة الغرباء..
ما زالت أصابعها تتحرك،
ترسم دائرة بالسبابة والإبهام كتهديد..
أضع عيني في تلك الدائرة
وكأنها منظار جاليليو.
يد وحيدة
ليس عليها ندوب توحي أنها مبتورة..
ربما أنها خُلقت هكذا
لتربت على أكتاف الحزانى،
وتمسح على رؤوس الأيتام..
تتبرع في حفل خيري فيسمونها “فاعل خير”،
تطرق نافذتك في هذه الساعة المتأخرة لتفزعك فقط،
تصفعك حين يرن المنبه،
تقرص أذنك حين تكون بحاجة لتنبيه،
تعانقك حين يخذلك الأصدقاء
وتصافحك حين تشعر بالوحدة.
يدٌ لا تعرف معنى التلويح
وليس لها أظافر كي تحك ظهرك..
أصابعها تعد غرقى التيتانك
وضحايا هيروشيما
وملوك النفط
وأطفال الأنابيب
وأرغفة كثيرة في مخيلات الجياع.
تقف الآن على سبابتها وتدور حول نفسها كراقصة باليه..
تتحول السبابة إلى حفار كهربائي،
يطير القطن
يتناثر الإسفنج
أفتح لها النافذة لتطير قبل أن تخمش وجه الغرفة،
قبل أن تنشرخ ذاكرة المرآة..
سأنام.. لكن من سيحرس يدي؟