يثمن الكثير من الآباء صفة الخجل ويحثون أبناءهم على التحلي بهذه الصفة التي تنم لديهم عن حسن التربية والأخلاق في التعامل مع الآخرين وفي الكثير من المواقف الاجتماعية، لكن أحيانا يتحول هذا الخجل إلى عائق نفسي ويؤثر بشكل سلبي على حياة الطفل، إلى درجة أنه يجعله يشعر بحالة من الخوف والرهاب الاجتماعي، بخصوص ما يعتقده الناس بشأنه وكيف ينظرون إليه، ما يدفعه إلى الانطواء على نفسه والانعزال عن الآخرين.
ويبدأ هذا النوع من اضطراب القلق الاجتماعي في التكون داخل نفسيات الأطفال منذ مراحل عمرية مبكرة عندما لا يجد الطفل تشجيعا من آبائه على التصرف بحرية في بعض المواقف أو يطلبون منه ألا يعبر عن رأيه بتلقائية، ويزداد هذا الأمر بشكل عام في بداية سنوات المراهقة، حيث يصبح الأطفال أكثر وعيًا وإدراكًا لذواتهم.
الخوف من التعقيب السلبي يكون حاجزا أمام الأطفال الخجولين حيث يقلقون من صدور آراء سلبية بحقهم.
وينتشر اضطراب القلق الاجتماعي في صفوف الفتيات أكثر من الفتيان، كما يمكن للعوامل الوراثية أن تساهم في ذلك، فالآباء الذين يكونون أكثر خجلاً عادة ما يكون أطفالهم كذلك.
وتقول الطبيبة النفسية زابينه آهرنس – أيبر “إنه شيء يولد به الإنسان”.
وتنصح باتخاذ خطوات صغيرة لتفادي الخجل وترى أنه من المهم تقبل الأطفال كما هم. من جهتها تؤكد الاستشارية دوروتيا يونج أن “هناك انطوائيين ومنفتحين”. وتنصح بدعم الأطفال عبر اتخاذ خطوات صغيرة. وتقول “بخصوص الأطفال الصغار هناك رياضات أو مجموعات موسيقية يكون الآباء حاضرون فيها. ولا يحتاج الأطفال إلى استبيان طريقهم وسط مجموعة غير معروفة بالنسبة إليهم”.
وأحيانا يكون الآباء هم من يوقفون تطور أبنائهم لا إراديا، حيث أنهم هم أنفسهم لديهم ميول مشابهة.
وتقول الخبيرة أهرنس – أيبر “فقد لا يستطيعون، هم أنفسهم، إظهار مثال على السلوك الواثق وقد يكونون أكثر حذرا في المواقف الاجتماعية”.
كما أن الخوف من التعقيب السلبي قد يحول دون تفادي الخجل من قبل الأطفال، حيث يخشى الكثير من الأطفال الخجولين أن يصدر الآخرون أحكاما سلبية بحقهم.
ويمكن أن يتفاقم هذا الوضع إلى درجة أنه يبطئ التطور ويتعارض مع حياتهم اليومية وصحتهم. عندها يجب زيارة مختص.