على وقع الهجمات الاستيطانية المتصاعدة، ضد الأراضي الفلسطينية، لتخريب موسم جني الزيتون، وما واكبها من مصادقة الاحتلال على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، نفذ جيش الاحتلال حملات دهم تخللها اعتقال عدد من المواطنين.
واعتقلت قوات الاحتلال شابين من طولكرم، فيما اعتقلت من مدينة نابلس شابا بعد مداهمة منزله في مخيم بلاطة شرق المحافظة، حيث اندلعت مواجهات إثر ذلك، أطلق خلالها جيش الاحتلال قنابل الصوت بشكل كثيف.
كما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس، بلدة سبسطية غرب نابلس، واعتقلت مواطنين اثنين من سكانها، وهما المواطن أيهم ناهض عقل، الذي اعتدت عليه بالضرب وخربت محتويات منزله، والشاب شاهد عرفات.
وداهمت قوات الاحتلال، مدينة طوباس واقتحمت منزل المواطن حكيم أحمد عبد الله فقها، وفتشت المنزل وتعمدت تخريب محتوياته وتحطيمها، واعتقلت من مدينة سلفيت اثنين من المواطنين هما يحيى عبد الفتاح الأسعد، وسالم محمد أبو يعقوب، كمت اقتحمت منزل الجريح محمد عبد السلام الأسعد في بلدة كفل حارس شمال سلفيت، واعتدت بالضرب على ساكنيه.
ومن بلدة كوبر شمال التابعة لمدينة رام الله وسط الضفة، اعتقل الاحتلال ميلاد توفيق البرغوثي، ونبوغ نجم البرغوثي.
وافادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اعتقلت 3 مواطنين من مدينة بيت لحم جنوب الضفة، وهم أنس ماهر جودة، ومعتز نزيه بداونة، وهما من مخيم عايدة شمال المدينة، ومحمد عواد (٢١عاما) من منطقة جبل الموالح وسط المدينة، وذلك بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها، وسلمت شابا من بلدة تقوع شرقها، بلاغا لمراجعة مخابراتها.
وفي الخليل، داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي ، عدة أحياء في المدينة واستدعت ثلاثة مواطنين، لمقابلة مخابراتها. كما داهمت بلدة دورا جنوب المحافظة وسلمت أحد المواطنين بلاغا مماثلا.
كما شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات، طالت عدد من المواطنين من القدس المحتلة، وهم الشاب داوود قطينة من البلدة القديمة بالقدس المحتلة، بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح واحتجازه عند باب المجلس أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، كذلك واصلت قوات الاحتلال اقتحاماتها لبلدة العيسوية واعتقلت من هناك آدم مصطفى، ومصعب محيسن، ومجد محمود، ومحمد خليل كليب، وأحمد ناصر محيسن، وقيس مصطفى، ونور محيسن، وعبد الله أبو عصب، ونديم الصفد، وحسن جمجوم، ومحمد درويش، ويوسف درويش.
وقام مستوطنون بحماية أمنية مشددة بتنفيذ عملية اقتحام لباحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، حيث قام هؤلاء بجولات استفزازية استمعوا خلالها لشروحات حول “الهيكل” المزعوم.
وفي السياق تواصلت هجمات المستوطنين ضد المزارعين الذين يقومون في هذه الأيام بجني ثمار الزيتون، من أجل حرمانهم من الوصول لثمارهم، وتكبيدهم خسائر مالية، حيث قامت مجموعة من المستوطنين بسرقة ثمار الزيتون من أراضي تعود لأحد المواطنين في بلدة سبسطية
وقد أقدم مستوطنون على تقطيع 300 شجرة زيتون معمرة في أراضي قرية الجبعة غرب بيت لحم، حيث كان مستوطنون قاموا قبل أيام بسرقة ثمار الزيتون في أراضي القرية تقدر مساحتها بحوالي 100 دونم إضافة الى تكسير أغصان بعض الأشجار.
كذلك شرع مستوطنون، بشق طريق استيطانية في المنطقة الشرقية من أراضي قرية عصيرة القبلية جنوب غرب نابلس، حيث تمكن بعد فترة من صاحب تلك الأرض برفقة عدد من سكان القرية من إيقاف الجرافة عن العمل.
كما هاجم مستوطنون منطقة “خان اللبن” في قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، بحماية من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وقال رئيس مجلس قروي اللبن الشرقية يعقوب عويس، إن مجموعة من المستوطنين هاجمت تلك المنطقة بحجة وجود أحجار تاريخية تعود لهم في المنطقة، محاولين سرقتها بحماية من جنود الاحتلال، حيث أن منطقة “خان اللبن” تعد بناء من العهد العثماني، تبلغ مساحته بالإضافة إلى الأراضي المحيطة به من سهل اللبن نحو 300 دونم، حيث يخطط المستوطنون لسرقة هذا الخان والاستيلاء على الأراضي المحيطة به منذ سنوات، لربط المستوطنات المجاورة ببعضها.
وقام مستوطنون بوضع “بركسا” في خربة الفارسية بالأغوار الشمالية، وهي المنطقة ذاتها التي زرعوا فيها أشجار زيتون، ووضعوا فيها خزان مياه ومعرشا، قبل حوالي 3 أشهر.
وقد أبلغت سلطات الاحتلال مساء الأربعاء، عائلة الأسير نظمي أبو بكر من بلدة يعبد جنوب غرب جنين، بإغلاق غرفة في منزله، حيث تتهم سلطات الاحتلال الأسير أبو بكر، بقتل جندي في بلدة يعبد في الثاني عشر من مايو المنصرم، من خلال إلقاء حجر على رأسه من على سطح منزله.
وقال مدير نادي الأسير في جنين منتصر سمور، إن جيش الاحتلال أبلغ مؤسسة “هموكيد” بالقرار، والتي بدورها أبلغت عائلة الأسير أبو بكر بقرار سلطات الاحتلال تشميع وإغلاق غرفة النوم الخاصة بالأسير.
وكانت سلطات الاحتلال صادقت على بناء 2166 وحدة استيطانية جديدة في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية، بينها 1100 وحدة في محافظة بيت لحم، وقال مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية، إن هذه المصادقة والقرارات دلالة على الهجمة الاستيطانية التي ترتكب بحق محافظة بيت لحم، ما يستدعي مناشدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة لوقف الاستهداف المباشر للأراضي الفلسطينية وللمدينة المقدسة .
وقد أدانت وزارة الخارجية تلك المصادقة على بناء الوحدات الاستيطانية الجديد، وأكدت أن قرار الحكومة الإسرائيلية “يشكل انتهاكا جديدا يضاف إلى سلسلة الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية المتصاعدة”، واعتبرته جزءا من عمليات الضم والسرقة والقضم التدريجي للأرض الفلسطينية المحتلة، وقالت “إن قرار السلطات الإسرائيلية دليل جديد على استمرارها في تنفيذ مخططات الضم وفرض السيطرة الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية المحتلة، تنفيذا لما تسمى بصفقة القرن الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية سياسيا ويشكل يترافق مع فرض وقائع جديدة على الأرض في محاولة لإنهاء حل الدولتين” .
وكان الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، أدان قرار حكومة الاحتلال “بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة على الأراضي الفلسطينية، وقال إن القرار الإسرائيلي مخالف لكافة قرارات الشرعية الدولية، وأن الاستيطان جميعه إلى زوال، وحذر من السياسة الإسرائيلية التي ستقود المنطقة إلى حافة الهاوية، ودعا المجتمع الدولي للتدخل الفوري والعاجل للضغط على حكومة نتنياهو لوقف ما وصفه بـ “الجنون الاستيطاني” الذي يقضي وبشكل كامل على أية فرصة حقيقية لتحقيق السلام العادل والشامل لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.