برلين – يعاني بعض الأطفال من تأخر الكلام. فما أسباب ذلك؟ وكيف يمكن مواجهته؟ وقالت أخصائية التخاطب الألمانية ميلينا هاجيمان إن تأخر الطفل في الكلام ليس له أسباب واضحة، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بالمستوى التعليمي والثقافي للأهل أو معدل قراءة الوالدين للقصص والحكايات لأطفالهم.
وأوضحت هاجيمان أنه يمكن اعتبار الطفل يتحدث بشكل متأخر إذا كانت ثروته اللغوية أقل من 50 كلمة في عمر عامين ولا يستطيع بناء جمل تتألف من كلمتين.
وأضافت هاجيمان أن السبب في ذلك قد يرجع إلى مشكلة في السمع أو إعاقة أخرى، وهو ما يستلزم استشارة الطبيب أولا لاستبعاد أي أسباب عضوية.
وأشارت هاجيمان إلى أن الثروة اللغوية للطفل حتى عمر 18 شهرا تبلغ في المتوسط 50 إلى 150 كلمة، وفي عمر 3 سنوات يتمكن الطفل من تكوين جمل تتألف من عدة كلمات ويكون بمقدوره التعبير عن كل ما يرغب في قوله.
وإلى جانب العلاج لدى أخصائي تخاطب، يمكن للوالدين مساعدة الطفل من خلال قراءة القصص سويا في شكل حوار، مع مراعاة الجانب النفسي للطفل من خلال الصبر عليه وعدم توبيخه أو الضغط عليه.
وقال الخبراء إنه على الرغم من أن تأخر الكلام عند الأطفال يمكن أن يشير إلى تأخر في النمو أو مشكلة جسدية، إلا أنه قد ينتج عن مشاكل بسيطة وغير مرضية، منبهين إلى أن معظم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين الثانية والثالثة، يمكن فهم معظم كلامهم من قبل الأسرة ويستطيعون التحدث بعبارات أو جمل مكونة من كلمتين أو ثلاث كلمات.
ومن الأسباب الكامنة وراء تأخر الكلام عند الأطفال الأسباب العضوية مثل اللسان المربوط، وهي مشكلة شائعة جدا، حيث يولد الكثير من الأطفال ومقدمة ألسنتهم مربوطة بحزام نسيجي إلى أسفل، وتحتاج هذه المشكلة إلى عملية بسيطة جدا.
يعتبر الطفل متأخرا في الكلام إذا كانت ثروته اللغوية أقل من 50 كلمة في عمر عامين ولا يستطيع بناء جمل من كلمتين
وكشفت الدراسات أنه غالبا ما تُوجد مشكلات النطق واللغة عند الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، كما أن الإعاقات الذهنية قد تكون سببا في تأخر الكلام عند الأطفال.
التحدث مع الأطفال يساعد أدمغتهم على التطور ويساعد على تحسين أدائهم في المدرسة عندما يكبرون.
ويمكن أن تؤثر بعض الاضطرابات العصبية في العضلات اللازمة للتحدث، وتشمل هذه المشاكل، الشلل الدماغي أو إصابات في الدماغ، بالإضافة إلى الأسباب النفسية أو التخاطبية مثل التلعثم وعدم القدرة على نطق الحروف من مخارجها، ويمكن أن تكون بسبب عدم التحدث مع الصغير، أو تخويفه باستمرار، أو بسبب حزنه لفقدان فرد من العائلة.
وقال الخبراء إن الآباء وأفراد الأسرة ومقدمو الرعاية، هم أهم المعلمين ونماذج التواصل لدى الأطفال، ولا يتطلب الأمر تطبيقات أو مقاطع فيديو، أو أدوات خاصة أخرى لتحقيق أقصى استفادة من هذا الوقت الحاسم، فقط التفاعلات اليومية مع الأطفال بإمكانها مُساعدتهم على بناء أدمغتهم ودعم تطوير اتصالاتهم.
وأكدوا أن تحدث الأمهات أكثر ما يمكن مع الطفل، خلال أنشطتهن اليومية، بوضوح وبشكل طبيعي واستخدم الكلمات الصحيحة، سوف يعلم الطفل ربط الكلمات التي تقولها بالأشخاص والإجراءات والأشياء والمشاعر التي تصفها.
ولفتوا إلى أن التحدث مع الطفل يمكن أن يساعد على تطوير لغته وتواصله، مشيرين إلى أن الآباء الذين يتحدثون كثيرا مع أطفالهم الصغار يستخدمون الكثير من الأصوات والكلمات المختلفة، وعندما يسمع الأطفال المزيد من الكلمات المختلفة، فإن هذا يحسن من فهمهم للغة، كما أنه يزيد من عدد وتنوع الكلمات التي يفهمونها ويستخدمونها.
وأفادوا أن الأمر لا يتعلق فقط بمهارات لغوية أفضل؛ فالتحدث مع الأطفال يساعد أدمغتهم على التطور، ويمكن أن يساعد الأطفال على تحسين أدائهم في المدرسة عندما يكبرون. وسوف يتعلم طفلك أيضًا التحدث من خلال مشاهدة كيفية تواصلك مع الآخرين، إذا تحدثت بطريقة إيجابية، فسيتعلم طفلك التحدث بإيجابية مع الآخرين.
وأوضحوا أن الطفل يستوعب منذ الولادة كمية هائلة من المعلومات حول الكلمات والتحدث، فقط من خلال الاستماع ومشاهدة الحديث.