بعد غد الاربعاء تحل علي اليمنيين الذكرى السنوية الـ57لثورة الـ14من اكتوبر المجيدة، يوم ان اندلعت شرارة ثورة شعبية عارمة ضد المستعمر البريطاني واجبرته على الرحيل صاغرا من جزء غال من تراب الارض اليمنية بعد ان جثم على صدور ابنائها قرابة قرن ونصف قرن من الزمن واذا به يجرجر اذيال الهزيمة والعار وهو يجلي آخر جنوده بعد بضع سنوات من تلك الشرارة التي بدات في جبال ردفان ومالبثت طويلا حتى امتدت لتشمل كل الاراض اليمنية وتصبح براكين تزلزل جنود ومرتزقة امبراطورية قيل عنها يوما ان الشمس لا تغيب عن اراضيها
-اليوم تأتي هذه المناسبة الوطنية الغالية على قلب كل يمني وجزء غال من تراب الوطن يرزح مجددا تحت نير الاستعمار والاحتلال لكن الغزاة الجدد اكثر تخلفا ولؤما ووحشية من اسلافهم من الطغاة والمجرمين واكثر حقدا وتربصا باليمن وبسيادته ووحدته ومستقبل ابنائه .
-ثورة اكتوبر الخالدة ورغم امكانياتها الضئيلة مقارنة بإمبراطورية الشمس التي لا تغيب عبرت ولاتزال تعبر في دلالاتها ومضامينها الى اليوم عن ارادة وطنية شاملة في التحرر والكرامة والانعتاق من كل اشكال الوصاية والتبعية لذلك كانت ملحمة ثورية متجددة لا يخبو بريقها ولا يتلاشى وهجها مهما تقدمت بها الايام والسنين وان حدث شيء من الفتور والتراجع بفعل صراعات وتناقضات واطماع وارتهان الانظمة التي تعاقبت على حكم شطري اليمن قبل اعادة تحقيق الوحدة المباركة ومابعدها ايضا فان ذلك الوميض”المقدس” ظل حاضرا وبقوة في ثقافة ابناء هذا الشعب الابي الذي يرفض الضيم والقهر والاستعباد لأي كان .
-لقد ناضل الرعيل الاول من ابطالنا طويلا وسطروا ملاحم بطولية خالدة في مقارعة جحافل المستعمر البريطاني وقدموا جليل التضحيات حتى تمكنوا من تحقيق غاياتهم في طرد المحتل والوصول الى الاستقلال مع فرار آخر جندي بريطاني في الـ 30من نوفمبر 1967م وفي ذلك اعظم الدروس والعبر لمحتلي وغزاة هذا الزمان الذين ينتظرهم مصير محتوم ربما يكون اشد واخزى مما حل بالإنجليز وهم في اوج مجدهم وقوتهم ..
-لم يجرؤ المستعمر الانجليزي ولا الطاغية الامريكي في هذا الزمان حتى على التفكير في ان تطأ اقدامهم ارض اليمن مجددا فهزائم الزمن القديم والخسائر الفادحة التي مٌني بها الغزاة قديما على ايدي ابطال اليمن لاتزال حاضرة في مخيلاتهم ويعلمون علم اليقين بان تكاليف الغزو المباشر لبلاد عٌرف اهلها بالبأس والبطش الشديد ليس بالأمر الهين ابدا وتكاليف ذلك سيكون باهضا لذلك دفعوا بمرتزقتهم من اعراب الصحراء ممن لا يفقهون دروس التاريخ وهاهم يستنزفون كل امكانياتهم ومقدراتهم خدمة لأطماع ومصالح اسيادهم في دول الاستكبار والطغيان مع علمهم بان الهزيمة محسومة على ايدي ابناء شعب اصيل لا يعرف في قاموسه كلمة الفشل والاستسلام وهو على يقين تام بان تضحياته الجسيمة لن تذهب سدىً وان ايمانه بحقه وعدالته ستتوج عاجلا او آجلا بالنصر المؤزر وما ذلك على الله ببعيد
الى عينيك ياوطني:
نبض القصيدة في الفؤاد تبارى وشدا الزمان قوافيا وبحارا
وتلألأت اقمارها بالحب اذ عاشت تناجي الشمس والأقمارا
ياموطني عذرا لقلبٍ عاشقٍ يهواك حتى لايكاد يٌجارى
جعل القريض وكل اوزان الهوى والضاد وقفاً ليس فيك يٌوارى
ان حاصرت قلبي الخطوب فانه لازال يشدو للغد استبشارا
ماقيمة اللحن الشجيً ومالهوى والحب ان لم تحتوي الاوتارا ؟
كل الهوى يهب الهوان على الثرى الا هواك يزيدني استكبارا
.