يعتبر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من أشهر علامات اضطرابات التعلم، إلى جانب اضطرابات كل من القراءة وتعلم الحساب والكتابة، وأيضا اضطرابات النطق والكلام.
ويؤكد الخبراء أن اضطرابات التعلم ليست هي نفسها “صعوبات التعلم”، كما أنها ليست إعاقة بل هي خلل دماغي خفيّ يمس وظيفة أو عدة وظائف. ويمكن لاضطرابات التعلم أن تحدث عند الأطفال من ذوي القدرات الفكرية العادية أو حتى العالية.
ويعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه حالة مزمنة تصيب الملايين من الأطفال وتلازمهم حتى في مرحلة البلوغ. كما يعد اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه والسلوك الاندفاعي من المشكلات التي يتم نَسْبُها إلى اضطراب الانتباه.
ويعاني الأطفال الذين يصابون بهذا الاضطراب، بشكل خاص، من تقييم ذاتي متدنٍّ وعلاقات اجتماعية غير ناجحة وتحصيل علمي هزيل.
ورغم أن جزءا من الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يعانون من جانب واحد من هذه العاهة، إلّا أن معظم الأطفال يعانون من المزيج الذي يشمل الاضطرابين معا: اضطراب فرط الحركة واضطراب تشتت الانتباه.
وتظهر العلامات والأعراض الأولى للإصابة باضطراب فرط الحركة عند القيام بفعاليات تتطلب التركيز وبذل مجهود فكري، على وجه الخصوص. وقد تشمل الأعراض الأخرى -على مدى فترات قصيرة- قلة الانتباه ومشاكل في الكلام أو اللغة، وصعوبة في فهم المعلومات المنطوقة.
كما قد يكون الطفل بطيئا في تعلم أسماء الألوان أو الحروف، والربط بين الكلمات والأشياء المألوفة، والعد، وتطوير مهارات التعلم المبكرة الأخرى. وقد يتأخر في تعلم القراءة والكتابة، وتطرأ على ذاكرته القصيرة بعض النقائص. كما قد يواجه الأطفال المتضررون صعوبة في الأنشطة التي تتطلب تنسيقا حركيا دقيقا، مثل الطباعة والنسخ.
وعموما يواجه الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في التعلم صعوبة في التواصل. وقد يشعرون في بادئ الأمر بالإحباط، وقد يصابون لاحقًا بمشاكل سلوكية، مثل تشتت الانتباه بسهولة، أو فرط النشاط، أو السلوك الانسحابي، أو الخجل، أو الميل إلى الاعتداء على الآخرين.
ويؤكد علماء النفس أن العلاج المتوفر لهذا الاضطراب ليس قادرا على شفائه، إلّا أنه قد يساهم في معالجة أعراضه. ويشمل العلاج، عادة، الاستشارة النفسية أو تناول العقاقير الدوائية المناسبة، أو اعتمادهما الاثنين.
ويرى خبراء التربية أن أفضل علاج لاضطراب التعلم عند الطفل هو تصميم برنامج تعليمي خاص به. وبشكل عام، لا ينبغي أن يُشخَّص الطفل على أنه مصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه إلا إذا بدأت الأعراض تظهر عليه في وقت مبكر من العمر أي قبل سن الـ12 وتسببت له في مشاكل كبيرة سواء في المنزل أو في المدرسة بشكل مستمر.
كما يؤكد الخبراء أنه لا يُوجد اختبار محدد لهذا الاضطراب ولكن من المرجح أن تشتمل إجراءات التشخيص على الفحص الطبي والمقابلات والاستبيانات الخاصة بأفراد الأسرة والمعلمين ومقدمي الرعاية.
وينصح الخبراء باستبعاد بعض الإضافات الغذائية من طعام الطفل، وتناول جرعات كبيرة من الفيتامينات، وإجراء تحاليل تحري آثار بعض المعادن في جسمه، ولكنها تبقى إجراءات غير مثبتة علميًا. وبما أن بعض الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في التعلم يعانون أيضًا من اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه، فإن بعض الأدوية قد تحسن الانتباه والتركيز لديهم، مما يزيد من قدرتهم على التعلم.
اضطراب الانتباه يمكن أن يحدث حتى عند الأطفال ذوي الكفاءات العالية
وتؤثر اضطرابات التعلم في وظائف معينة فقط، في حين أن الإعاقة الذهنية تؤثر في وظائف واسعة النطاق لدى الطفل.
ويقول الخبراء إنه إذا كانت صعوبات التعلم ناجمة عن صعوبة ما ويمكن أن تنتهي بتجاوز الصعوبة فإن اضطرابات التعلم دائمة تلازم الشخص مدى حياته. ويشيرون إلى أن اضطرابات التعلم لا تمنع من النجاح في الدراسة أو النجاح في مجالات الحياة إذا توفّر التعهّد العلاجي وملاءمة الطرق البيداغوجيّة.
وقد تظهر علامات اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال في عمر ما قبل المدرسة أو الأطفال الأصغر عمرًا، لذلك يصعب تشخيصه. ويرجع الخبراء ذلك إلى الخلط بين المشاكل التنموية، مثل تأخر المهارات اللغوية، وبين اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.
لذلك فإن الأطفال في سن ما قبل المدرسة أو الأصغر سنًّا والذين يشتبه في إصابتهم بهذا الاضطراب من المرجح أن يحتاجوا إلى التقييم من قبل اختصاصي، مثل اختصاصي علم النفس أو طب الأطفال.