قصفت القوات الأذربيجانية اليوم الجمعة ، ستيباناكرت، المدينة الرئيسية في منطقة ناغورنو قره باغ، ما أدى إلى إصابة “العديد” من الأشخاص بجروح، وفق ما أفاد مسؤول أرميني.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الدفاع في يريفان أرتسرون هوفهانيسيان على فيسبوك “هناك العديد من الجرحى في صفوف سكان (المدينة)، وتضررت البنية التحتية المدنية”، واضطر السكان للاحتماء خوفا من القصف.
وطالبت أذربيجان الجمعة، أرمينيا سحب قواتها من منطقة قره باغ المتنازع عليها لإنهاء أيام من المعارك الدامية، وقال مساعد الرئيس الأذربيجاني الذي يتولى ملف الشؤون الخارجية حكمت حاجييف للصحافيين “إذا كانت أرمينيا ترغب في أن ينتهي التصعيد… فعليها إنهاء احتلالها” لقره باغ.
ويحتدم القتال لليوم السادس على التوالي بين المقاتلين الأرمن والجيش الأذربيجاني، فيما تزايد السخط تجاه تركيا المتهمة بأنها “تجاوزت الخط الأحمر” بإرسال “جهاديين” لدعم أذربيجان.
واستمرت المعارك خلال الليل فيما ادعى كل جانب بأنه ألحق خسائر كبيرة بالطرف الآخر.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي تشهد علاقته بنظيره التركي رجب طيب أردوغان توترا، أن جهاديين سوريين نقلوا عبر تركيا للانضمام إلى القتال في قره باغ، واصفا الأمر بأنه تطور “خطير جدا” ومعتبرا ذلك خطاً أحمر.
وكانت روسيا قد أبلغت عن معلومات مماثلة دون توجيه اتهامات مباشرة إلى أنقرة التي تربطها بها علاقة معقدة لكنها تقوم على موقف براغماتي.
كما اتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان في مقابلة مع صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية اليومية الجانب التركي بالتدخل عسكريا في المعارك إلى جانب أذربيجان بـ”آليات عسكرية وأسلحة إضافة إلى مستشارين عسكريين” وعبر نقل “آلاف المرتزقة وإرهابيين” باتجاه جبهة قره باغ.
وسيشكل التدخل التركي المباشر نقطة تحول رئيسية في هذا الصراع القائم في منطقة جنوب القوقاز حيث تتنافس قوى متعددة: روسيا وتركيا وإيران ودول غربية.
وكانت المعارك الدموية بين الجانبين، استؤنفت يوم الأحد الماضي، وتعهدت أذربيجان بمواصلة عملياتها حتى إعادة ضم إقليم “ناغورنو قره باغ” المتنازع عليها، أو “الانسحاب الكامل” للأرمن. وقالت سلطات يريفان وقره باغ إنهما مصممتان بالقدر نفسه على القتال.
انفصلت ناغورنو قره باغ التي تسكنها غالبية من الأرمن عن أذربيجان ما أدى إلى اندلاع حرب في أوائل التسعينات خلفت 30 ألف قتيل، والجبهة شبه مجمدة منذ ذلك الحين رغم الاشتباكات المتقطعة التي تحصل بين الحين والآخر، وكان أعنفها في العام 2016.