صنعاء- سبأ:
شهد ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء مساء اليوم، حفل إيقاد شعلة العيد الـ 58 لثورة الـ 26 من سبتمبر الخالدة.
وفي الحفل الذي بدئ بالسلام الجمهوري، بحضور عضو المجلس السياسي الأعلى سلطان السامعي ووزيري الشباب والرياضة حسن زيد والثقافة عبدالله الكبسي ومساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء علي الكحلاني ومحافظ حضرموت لقمان باراس ووكيل أول أمانة العاصمة محمد الصرمي، تقدّم قائد الاستعراض الكشفي – الإرشادي القائد ماجد نوفل بالاستئذان لبدء العرض الشبابي بمشاركة 600 كشاف ومرشدة.
حيث قام شباب الكشافة وزهرات المرشدات بالمرور من أمام منصة الاحتفال في عرض شبابي كشفي إرشادي جسد المشاركون فيه أهداف الثورة اليمنية الستة ومبادئها والمعاني والمدلولات المعبرة عن أفراح الشعب اليمني بحلول هذه المناسبة والعرس السبتمبري الخالد.
وفي الاحتفال حيا وزير الشباب والرياضة، شباب الكشافة وفتيات المرشدات المشاركين في إحياء حفل إيقاد شعلة العيد الـ 58 لثورة الـ 26 سبتمبر .. مؤكداً استمرار توهجها وتوقدّها.
وقال” وهو شرفٌ يتعاظمُ بأن نحتفلَ أيضاً بالانتصاراتِ المتواليةِ في ميادينِ العزَّةِ والكرامةِ التي يُمثلُها الصمودُ اليمنيُّ ويصنعُها الأبطالُ من رجالِ الجيشِ واللجانِ الشعبيةِ وبمساندةٍ باسلةٍ من كلِّ القوى الوطنية الحرة والقبائلِ اليمنيةِ، التي بلغَ إيمانُها منتهاهُ بقدسيةِ قضيتِهم، وواجبِ صمودِهم وشرفِ تصديهِم للمعتدين ودفاعِهم عن سيادةِ الوطن وكرامةِ الشعب، وحتميةِ مواجهةِ أقبحِ تحالفِ عدوانٍ على اليمن منذُ ستِ سنوات”.
ولفت إلى تعمّدَ تحالف العدوان قتلَ أبناءِ اليمن وسفكِ دماءِ الأطفال والنساء والشيوخ في الطرق والمزارعِ والأسواقِ والمصانعِ وصالاتِ الأفراحِ والعزاءِ والسجونِ والمنازلِ والمشافي والمواقع السياحية والأثرية وحتى مراكزِ المكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة ومواقعِ الأسرى لم تسلم من القصفِ المتجردِ من كلِّ القيمِ الدينيةِ والإنسانية.
وأوضح الوزير زيد أن ستُّ سنواتٍ وأبناء اليمن يدّفعون ضريبةَ إيمانِهم بحقِّهم في العيشِ بحريةٍ وكرامةٍ في وطنٍ كاملِ السيادة، متجرّدٍ من قيودِ الوصايةِ والتبعيةِ والإملاءاتِ الخارجية والعدوانُ مستمرٌّ في جبروتِه وعدوانِه وحصارِه على اليمن.
وأضاف” عدوانٌ إقليميٌّ – دولي تقفُ على رأسِه أمريكا وبريطانيا والدولُ الغربيةُ خدمةً لإسرائيلَ بأيادٍ سعوديةٍ إماراتيةٍ سودانية وبمساندةِ أراذلِ مرتزقةِ العالم، وبمشاركةِ أيادٍ يمنيةٍ للأسف ما تزالُ أسيرةً لمشاريعِ الوصايةِ وأوهامِ العودةِ لحكم اليمن بذاتِ الأدواتِ والآليةِ التي لفظَها الشعبُ وأطلقَ لأجلِها ثورةَ 21 سبتمبر التي حررت القرارَ اليمنيَّ من التبعيةِ والانقيادِ وراء إملاءاتِ أنظمةِ ملوكِ وأمراءِ النفطِ ومِن ورائِهم أمريكا وبريطانيا والصهيونيةُ العالمية”.
وأكد أن المعتدين مهما طغوا وتكبرّوا وتجبرّوا وبالغوا في عدوانِهم وقصفِهم وحصارِهم، لا خوفَ على وطنٍ أبطالُ جيشِه ولجانِه مؤمنون، ذوو قوةٍ وبأسٍ شديد، يتسابقون إلى ميادينِ التضحيةِ ومواقعِ العزة، وجبهاتِ الكرامة؛ ليفتدوا الوطنَ بأرواحِهم ويلقنوا العدو دروساً لم يعهدوها ولم تكن في حُسبانِهم أو حساباتِ قادةِ أنظمتِهم أو مخيّلةِ داعميهم بأحدثِ الأسلحة العالمية.
وقال” لا خوفَ على وطنٍ شبابُه ونساؤه ورجالُه صامدون شامخون، مؤمنون بقدسيةِ قضيتِهم، باذلون أموالَهم وأرواحَهم، ليبقى الوطنُ حُراً عزيزاً منتصراً” .. مشيراً إلى النداءات والدعوات الكثيرة التي أطلقتها القوى الوطنيةُ الحرةُ للقوى التي ما تزال في صفِّ العدوان، تحاربُ معهُ أو نيابةً عنه، أبناءَ شعبِها وتساعدُه على احتلال الوطن.
وجدد وزير الشباب والرياضة الدعوة لتلك القوى العودة إلى صف الوطن وترابه الأقدس وشعبِه الأوفى، للمساهمة في شرفِ الدفاعِ عنه وأمنِه وسيادته .. معبراً عن الأسف في أن تظل تلك القوى قيدَ الارتهانِ للخارج رغم إدراكها لمخططات العدوانِ ووعيِها بحقيقةِ المشروع الاستعماري التوسعي.
وذكر أن الوطنيةَ الجامعةَ التي أنجزتها الحركةُ الوطنيةُ، قامت على أسسِ وأهدافِ الثورةِ اليمنية الستة، ويأتي على رأسِها الوقوفُ ضدَّ الاستعمارِ والاستعباد.. وقال” اليمنيُّ لا يقبلُ ضيماً وظلماً من أخيه اليمني، فكيف له أن يقبلَ بالعدوانِ والضيمِ من غازٍ يستهدفُ الوطنَ وثروتَه الاستراتيجيةَ المتمثلةَ بجزرِه وبحارِه وأرضِه ووجودِه”.
وتطرق إلى ما يتعرض له الوطن من عدوانٍ يسعى لاقتطاعِ أجزاء من الأراضي اليمنية، كما تفعل السعوديةُ والإمارات بسقطرى والمهرة.
وأضاف” وبالرغمِ من ذلك؛ إلا أننا نحولُ كلَّ القضايا بما فيها الإيجابيةُ والمتفقُ عليها إلى قضايا صراعٍ وخصومةٍ وتنابز، ولنأخذْ على سبيلِ المثال الموقفَ من الثوراتِ اليمنية وأهمُّها في عصرِنا الحاضر ثورةُ 26 من سبتمبر ١٩٦٢م وهي الثورةُ التي حظيت أهدافُها بإجماعٍ وطني، وماتزالُ أهدافُها أهدافاً للمجتمعِ اليمني لدرجةٍ يمكنُ اعتبارُها ثوابتَ وطنية”.
وعرجّ الوزير زيد على الهدف الأول من الثورة اليمنية المتمثل في التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات .. متسائلاً ” من الذي يضحي رفضاً للاستبداد والتحرر من الاستعمار ومن الذي يقاتل خدمة للاستعمار الذي فاخرت وتفاخرُ بعضُ المكوناتِ والأحزابِ الوطنيةِ والقوميةِ والأمميةِ بتاريخِها في مواجهةِ الاستعمارِ البريطاني بالمحافظاتِ الجنوبية وتنتمي لأحزابٍ وتنظيماتٍ قوميةٍ، كل إنجازِها التاريخي يتمثلُ في مقارعةِ الاستعمارِ في الوطن العربي”.
وأشار إلى أن الجماعاتُ الإسلاميةُ ترى أن الاستعمارَ هو العدوُّ الأولُ للإسلامِ ودولةِ الخلافة والحالُ كذلك بالنسبةِ لليسار، الذي اعتبرَ أن معركتَه مع الإمبرياليةِ الأمريكيةِ كآخرِ تجلٍّ للقوةِ الاستعماريةِ الرأسمالية، رغم أن واقعَها اليوم إن قيمّنا موقفَها من العدوانِ على اليمن الذي تحول إلى احتلالٍ مباشر من قبلِ وكلاءِ الصهيونية العالمية واسرائيل في المنطقة من مشائخِ الرجعية العربية صنيعةٌ الاستعمار.
وقال” رغم ذلك، إلا أنها ما تزالُ تتاجرُ بثورةِ ٢٦ سبتمبر وحوّلتها إلى شعارٍ تبررُ، بدعوى الدفاعِ عنه، عمالتَها للاستعمارِ والرجعيةِ والاستبداد، الذي يجسدُه سلوكا ابنُ سلمان وابنُ زايد، ليس في إدارتِهما للحكمِ في بلديهما، بل في تعاملِهما مع الأحزابِ والمكوناتِ اليمنية ذاتها، وفِي الشأنِ اليمني الذي وصلَ حدَّ منعِ رمزِ الشرعيةِ المزيفة من العودةِ إلى عدن أو الذهاب إلى مأرب وغيرِها من المناطقِ المحتلة مباشرةً، أو بصورةٍ غيرِ مباشرة”.
كما تساءل “من هو الأمينُ ولو نظرياً على هذا الهدفِ والمبدأ؟ وهو التحررُ من الاستبدادِ والاستعمار ومخلفاتهما؟ هل الذي يعلنُ رفضَه للوصايةِ والاستعمار وللاستبداد، وإصرارَه على المشاركةِ السياسيةِ الواسعةِ في الحكم؟ أم القوى والمكوناتُ التي تتبناها وتعلنُ بأنها تستمدُّ شرعيتَها من اعترافِ المجتمعِ الدولي الذي يُختزلُ في الإرادة الأمريكيةِ المحكومةِ صهيونياً؟”.
وأضاف” ومن الغريبِ أن يُتهمَ الطرفُ الذي يتبنى رفضَ الاستبداد ويوسَّعُ دائرةَ المشاركة، ويحرصُ على مشاركةِ كلِّ القوى السياسيةِ في السلطة ويدعو لاتفاقٍ جوهرُه إعادةُ تشكيلِ السلطةِ التنفيذيةِ الرئاسية والحكومية لتشاركَ كلُّ القوى والمكونات السياسية والجهوية، أم الأطرافُ التي تتمسكُ بشرعيةِ حكمِ الفردِ “المجمعِ على عجزِه وفشلِه وفسادِه والمنتهيةِ ولايتُه” الذي يُجمع اليمنيون وكلُّ الشعوبِ على سوءِ ممارستِه وإدارتِه، بل شللِ إدارتِه للسلطة واستبدادِه الذي تسببَّ فيما نحن فيه”.
وجدد وزير الشباب والرياضة التهنئة للقيادةِ الثوريةِ ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط وأعضاء المجلس السياسي الأعلى بالعيد الـ 58 لثورةِ 26 سبتمبر المجيدة.
عقب ذلك تم الإعلان عن تكريم أسرة الرئيس الشهيد صالح الصماد من قبل قيادة المجلس الأعلى لمنظمة مناضلي ثورة 26 و14 أكتوبر والدفاع عن الوحدة بدرع المنظمة، نظير دوره الوطني البارز في ترسيخ النضال الوطني خلال توليه قيادة الوطن في أحلك الظروف وجهوده الكبيرة في المشروع الوطني لبناء الدولة اليمنية الحديثة تحت شعار” يد تحمي .. ويد تبني”.
حيث سلّم عضو السياسي الأعلى – عضو المجلس الأعلى للمنظمة سلطان السامعي، درع منظمة مناضلي ثورة 26 و14 أكتوبر والدفاع عن الوحدة للمقدم رشاد الوتيري نيابة عن أسرة الشهيد صالح الصماد.
وفي الاحتفال بحضور قيادات عسكرية وأمنية ووكلاء وزارة الشباب وأمانة العاصمة والوكلاء المساعدين والمفوض العام للكشافة عبدالله عبيد والمفوضة العامة للمرشدات فاتن حمود عيسى وسكرتير عام الجمعية مطهر السواري وأعضاء المفوضية العامة للكشافة والمرشدات ومفوض كشافة الأمانة علي شملان، قرأ الكشاف سلطان شداد وثيقة العهد المقدمة من شباب الحركة الكشفية والإرشادية إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى .. جاء فيها:
الأخ المشير/ مهدي محمد حسين المشاط
رئيس المجلس السياسي الأعلى ـ القائد الأعلى للقوات المسلحة المحترم
وبلادنا تعيش أجواء الانتصارات في مختلف الجبهات ورجال الرجال من أبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية على أبواب مأرب الحضارة والتاريخ لتحريرها من دنس الغزاة والمرتزقة والتي نعتبرها عنوان النصر العظيم، يسرنا أن نرفع لكم ومن خلالكم إلى قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سلام الله عليه وإلى جميع قيادات الوطن وجماهير شعبنا الصامد أسمى آيات التهاني والتبريكات بمناسبة العيد الـ58 لثورة 26 سبتمبر المجيدة.
الأخ الرئيس ..
إننا نثمن دعوتكم الصادقة في خطابكم الأخير للمصالحة والمشاركة الوطنية في إدارة الدولة دون وصاية أو ارتهان بقيام ثورة الشعب في الـ21 من سبتمبر لعام 2014م ثورة الحرية والاستقلال والتخلص من الظلم والتي تٌعتبر ثورة تصحيح لمسار ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
ونؤكد لكم بأنا مع الموقف الثابت لبلادنا بدعم قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ونرفض خطوات التطبيع مع الكيان الصهيوني التي أقدمت عليها دول العدوان على بلادنا بقيادة أمريكا وإسرائيل في ظل تخاذل عربي وتواطؤ دولي.
الأخ الرئيس ..
إن المستقبل يطلب نفوس زكية وعقول واعية ذكية وقلوب طاهرة قوية تجمع ولا تفرق وتلم ولا تمزق وتؤثر ولا تستأثر وتعطي ولا تستكثر وتتواضع ولا تستكبر وهذا هو نهج أعلام الهدى سلام الله عليهم.
الأخ الرئيس ..
نجدد العهد لكم بأنا على نهج أعلام الهدى سائرون وعلى الحق سبحانه وتعالى متوكلون وفي سبيل تحرير كل شبر من أرض اليمن الحبيب ضد الغزاة والمحتلين والمرتزقة ماضون .. وفقكم الله بالعون والسداد إلى ما فيه خير الأمة والبلاد والقضاء على المفسدين والفساد.
عشتم وعاشت الثورة والجمهورية
الرحمة والخلود للشهداء الأبرار
الشفاء للجرحى والحرية للأسرى
والخزي والعار للمرتزقة والعملاء
أبناؤكم شباب الجمهورية اليمنية
25 سبتمبر 2020م.
بعد ذلك سلم القائد الكشفي صادق الحكيمي من مفوضية كشافة أمانة العاصمة والقائد الكشفي عبدالجليل الكديمة من مفوضية كشافة محافظة صنعاء وثيقة العهد إلى عضو السياسي الأعلى سلطان السامعي ووزير الشباب والرياضة ليتم تسليمها إلى رئيس المجلس السياسي الأعلى.
ووسط ابتهاج وفرحة جموع الحاضرين بميدان التحرير بالعاصمة صنعاء، قام عضو السياسي الأعلى سلطان السامعي ووزير الشباب حسن زيد ومساعد وزير الدفاع اللواء الكحلاني ومحافظ حضرموت لقمان باراس ووكيل أول أمانة العاصمة الصرمي ومعهم المفوض العام للكشافة رئيس لجنة مجسم الشعلة عبدالله عبيد بإيقاد شعلة العيد الـ58 لثورة 26 سبتمبر.
واختتم الاحتفال بالسلام الجمهوري وخروج شباب وفتيات الحركة الكشفية والإرشادية من ساحة الاحتفال.
وفي تصريح لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) قال مساعد وزير الدفاع للموارد البشرية اللواء علي محمد الكحلاني” لحظات مهيبة نوقد خلالها الشعلة الـ58 لثورتنا المجيدة 26 سبتمبر لتشتعل وتتوهج متألقة في ميدان التحرير رمز الثورة و نقطة انطلاقتها و ليمتزج فيه ألق الثورة السبتمبرية بزخم الانتصارات التي يحققها أبطالنا الميامين في مختلف الجبهات دفاعاً عن الوطن و استكمالا لأهداف ومبادئ وقيم الثورة السبتمبرية في الحرية والسيادة والاستقلال”.
وأضاف” ولا يسعنا في هذه اللحظات التاريخية إلا أن نقف بكل مهابة وإجلال لنستذكر مآثر وعطاءات شهدائنا الذين جادوا بأرواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية من أجل الوطن ومن أجل يحيا شعبنا اليمني حراً عزيزاً مستقلاً”.
وحيا اللواء الكحلاني الأبطال الميامين المرابطين في كافة الجبهات وما يسطرونه من ملاحم بطولية وانتصارات متتالية وهم يواجهون العدو التاريخي للثورة والجمهورية ويؤكدون بصمودهم وثباتهم وشدة بأسهم أن عهد الوصاية والتبعية ولّى إلى غير رجعة.
واختتم تصريحه بالقول” نؤكد لقيادتنا الثورية والسياسية ولشعبنا اليمني أننا على العهد ماضون وفي طريق النصر سائرون مستمدين قوتنا من الله ومن إيماننا بوطننا وقدسية الدفاع عن حريتنا و سيادتنا و استقلالنا”.