قال رئيس مجلس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور” إن الاحتفاء بأعياد الثورة اليمنية 21 سبتمبر و26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر فرصة مهمة لاستذكار قيم الثورة النبيلة ومعانيها والسعي لترجمتها على الواقع العملي”.
جاء ذلك في الاحتفالية التي نظمتها الأمانة العامة لرئاسة الوزراء في العيد السادس لثورة 21 سبتمبر ومرور ألفي يوم من الصمود في وجه العدوان والتي وقف خلالها الحاضرون قراءة الفاتحة على روح الشهيد الرئيس صالح علي الصماد وشهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل الدفاع عن سيادة الوطن واستقلاله.
وأشار رئيس الوزراء في مستهل كلمته إلى أن الحكومة أعدت برنامجاً للاحتفاء بأعياد الثورة اليمنية سيوزع على الوزارات والمؤسسات والمحافظات والمسئولين في كل الجهات ليشاركوا الموظفين وقيادات تلك الجهات بهذه المناسبات التي هي غاية في الأهمية.
ولفت إلى أنها مناسبات للتذكير بقيم الثورة ومعانيها الإنسانية التي إذا ما أٌحسن توظيفها واستخدامها سيكون للوطن مسار طبيعي وصحيح لينسجم القول مع الفعل .. وقال “علينا أن نستذكر أن ثورة 21 سبتمبر هي امتداد طبيعي لثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر و30 نوفمبر وتصحيح لمسار ما، وليس إلغاء لكل ما يتعلق بتجربة الجمهورية والثورة في كل ما كان يسمى بالجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وبعد أن توحد شطري الوطن في 22 مايو 1990 في دولة واحدة هي الجمهورية اليمنية”.
وأضاف” الثورة رافد مهم من روافد تصحيح أي تجربة ثورية أو وطنية يتم تحقيقها في سفر رحلة الإنسان اليمني وهو يتوق للحرية والعدالة والتقدم وينبغي وفقا لذلك أن لا ننسف كل شيء لأن الحاضر بطبيعة الحال هو امتداد للماضي”.
وتابع “اليوم هناك من الزملاء من يواصل المشوار في هذه المسيرة الثورية التي يقودها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ولا أظن على الإطلاق أن هناك عاقلا ينسف تجربة الدولة في المرحلة المنصرفة”.
وتحدث رئيس الوزراء عن أهمية ثورة 21 سبتمبر وقرارها الوطني لتحرير القرار الداخلي من عبودية الخارج وانتهاج خط المقاومة للمشروع الغربي الرأسمالي المتصهين بالمنطقة العربية .. لافتا إلى أن المشروع المقاوم الذي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية سيقود للتفكير في مصالح المواطنين بفلسطين المحتلة قولا وفعلا وليس كما كان يدّعي البعض خاصة في الرياض وأبو ظبي والمنامة أنهم سيقاتلون من أجل استعادة فلسطين فيما هم اليوم يركعون للعدو الصهيوني.
وأكد بهذا الشأن أن ثورة 21 سبتمبر صححّت مسار الفكرة في أن هناك محور يقاوم الظلم ويحرر القرار الداخلي ولن يقبل أن يكون جزءً من مشروع غربي رأسمالي من أجل بيع فلسطين.
وبين رئيس الوزراء أن تقييم أي تجربة ينبغي أن يتم في ظل توفر كل الشروط والظروف الموضوعية والذاتية بعناصرها المختلفة وعدم القفز من النقطة الأولى إلى النقطة العاشرة أو نقد التجارب الأخرى في ظل ظروف غير مناسبة للتقييم الموضوعي .. مشدداً على أهمية الحفاظ على الجبهة الداخلية وتعزيز عوامل تلاحمها.
وقال ” أعرف حق المعرفة أن قائد الثورة وفخامة رئيس المجلس السياسي الأعلى يدّركون ويعرفون معنى الجبهة الداخلية والحفاظ عليها وأهمية العمل على تعزيز وتطوير النهج المؤسسي في كل مؤسسات الدولة واحترام حدود الصلاحيات المخولة لكل جهة وفقا للقانون”.
وأضاف” علينا أن نركز على القضية الجوهرية وكل ما يجمع الناس في زمن العدوان والحصار” .. مشيداً بالجهود المبذولة للتواصل مع الآخرين من أبناء الوطن وإقناعهم ألا يكونوا دروعاً بشرية للمعتدين والعمل على إعادتهم بشتى الوسائل للصف الوطني المقاوم.
وأوضح الدكتور بن حبتور أن الجميع معني بأن يراعي كل عوامل الاستقرار الداخلي وإتباع نهج المناضلين الرئيسين الذين قادوا هذه الثورة الفتية الشابة التي تسعى لتصحيح المسار والحفاظ المسؤول على الجبهة الداخلية.
وعبر رئيس الوزراء في ختام كلمته عن شكره للأمانة العامة على تنظيم هذه الاحتفالية المهمة التي ستواصل إلى يوم 30 نوفمبر يوم الجلاء لآخر جندي بريطاني كان يسكن في عدن.
وفي الفعالية التي حضرها نواب رئيس الوزراء لشئون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي والداخلية أكرم عطية ووزراء الإدارة المحلية علي بن علي القيسي والثقافة عبدالله الكبسي والدولة فارس مناع والدكتور حميد المزجاجي وعبدالعزيز البكير، أكد أمين عام رئاسة الوزراء الدكتور أحمد ناصر الظرافي أن ثورة 21 من سبتمبر هي امتداد طبيعي لثورة 26 سبتمبر المجيدة من أجل تصحيح مسارها والتحرر من الهيمنة والتبعية لدول الاستكبار العالمي ونيل الاستقلال الوطني.
وأشار إلى أهمية تضافر جهود كافة أبناء الشعب اليمني والوقوف مع بعض لإصلاح الاختلالات السابقة واللاحقة في كافة مناحي الحياة وفقاً لمنهجية موضوعية وبنوايا صادقة وسليمة والابتعاد عن النوايا الضيقة للمساهمة في رسم ملامح اليمن الجديد وتحقيق المستقبل المنشود للأجيال الصاعدة.
واعتبر الدكتور الظرافي، ثورة 21 سبتمبر ثورة تصحيحية لما أخفقت في تحقيقه ثورة 26 من سبتمبر في مختلف المجالات، سيما وأن الثورات هي امتداد لبعضها والأمة هي أمة واحدة وامتداد واحد منذ الأزل ولا يمكن الفصل بين الماضي والحاضر والمستقبل والكل مساهم فيما يحدث.
وشدد على ضرورة العمل على إعادة اليمن إلى موضعه الطبيعي ومركزه الاستراتيجي الصحيح الاقتصادي والسياسي على مستوى العالم وتوحيد الجهود والرؤى وبلورتها في رؤية موحدة تنطلق منها الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
ودعا إلى مزيد من اللحمة والتسامح والألفة والتآخي بين أفراد المجتمع بما يسهم في تعزيز الجبهة الداخلية والصمود في مواجهة العدوان.
من جانبه استعرض رئيس دائرة الدفاع والأمن برئاسة الوزراء طه الصنعاني، الانجازات التي حققتها ثورة 21 من سبتمبر المجيدة على الصعيدين العسكري والأمني والقضاء على مظاهر الفساد الإداري والمالي والاقتصادي والسياسي وتجفيف منابعه والحد من الاختلالات والمظاهر السلبية في المجتمع.
وأكد أن ثورة 21 من سبتمبر أسقطت مشاريع الهيمنة الخارجية والوصاية على اليمن التي ظل الوطن يرزح تحتها لعقود من الزمن وأوقفت مشاريع الأقلمة التي كانت تريد تمزيق اليمن إلى عدة أقاليم وتسهيل نهب خيرات الوطن وانتهاك سيادته من قبل الأعداء.
وأشار الصنعاني إلى استمرار أبطال الجيش واللجان الشعبية والقوة الصاروخية والطيران المسير في الدفاع عن حرية وكرامة واستقلال الوطن .. مشدداً على ضرورة الحفاظ على الجبهة الداخلية واستمرار الصمود لمواجهة العدوان حتى تحقيق النصر المؤزر.
تخلل الفعالية بحضور الأمينين العامين المساعدين لرئاسة الوزراء يحيى الهادي ومعين الشامي ورئيس هيئة الأراضي والمساحة والتخطيط العمراني القاضي عبدالعزيز العنسي ورؤساء الدوائر المتخصصة وموظفي الأمانة العامة ومكتب رئيس الوزراء، قصائد للشاعرين أمين الجوفي والشبل محمد علي معياد.
سبأ