زياد القحم
١
لا تكسري يا بلادي القلبَ والقمرا
هل ظَلَّ شيئ لنا في الأرض ما كُسِرا
٢
إلا مشاعرَنا .. ما شابها خللٌ
إلا مقابرَنا .. مدلولها ازدهرا
٣
إلا سرائرَنا.. بيضاءَ زاهيةً
إلا محابرَنا والخوفَ والخطرا
٤
نحنُ الذين اعتذرنا للهلاكِ عن التأخيرِ في دفنِ ماضينا الذي انتحرا
٥
وكلما قلتُ إني جائع هتفوا:
يقول ربُّك والرهبانُ والأمرا
٦
ماذا يقولون يا جوعي ومسغبتي
مستقبلي جائعٌ .. لا يأكل السورا
٧
ولا يريدُ أحاديثاً مُرطِّبَةً
ولا انفعالاتِ من أملى ومن أمرا
٨
يُريدُ خُبزاً بسيطاً يُشبهُ الحلمَ الورديَّ واللعبَ العفويَّ والقدرا
٩
خبزاً قديراً على إقناعِ عافيتي
بعودةٍ ولقاءٍ يطفئُ الشررا
١٠
قالوا: سمعناك.. لم تُسمع مشاغبةٌ
بمستوى هذه.. مِن قَبلِنا وتُرى
١١
قولوا مشاغبةٌ.. قولوا هراءُ فتىً
غرٍّ.. جَهِلْنا وفُزنا.. لم يفز ودرى
١٢
قولوا كثيراً لنصرِ الزورِ وانتصروا
لأن مثلي ب(كل الصدق) ما انتصرا
١٣
لا تكسريني بلادي، فالبلادةُ قد
صارت أداتي لترميمِ الذي انكسرا
١٤
حالُ الكسيرين.. ماذا تستفيدُ إذا
أضفت كسراً إلى شخصٍ قد اندثرا