نظم منتدى مجال السياسي والاجتماعي والاستشاري أمس الخميس، ندوة بعنوان “ثورة 26 سبتمبر وانعكاساتها على المشهد اليمني”.
وفي الندوة قدم الباحث ضيف حسن ساري، ورقة عمل أشار فيها إلى أن ثورة 26 سبتمبر عام 1962م، مثلت تتويج لنضالات اليمنيين في التحرر والانعتاق وميلاد جديد وانطلاقة نحو المستقبل.
وتطرق إلى الخلفية التاريخية والسياق العام لثورة 26 سبتمبر.. مؤكدا أن ما حدث لم يأتي من فراغ بل نتيجة تراكمات كبيرة من العمل الوطني.
وأوضح أن ثورة 26 سبتمبر لم تكن نتاج للدوافع والأسباب المحلية فحسب، فقد كان لتأثير حركات التحرر العربي وحالة الانبعاث القومي من الحوافز والأسباب والدوافع الإقليمية لقيام الثورة.
ولفت الباحث ساري، إلى دعم جمهورية مصر العربية للثورة باعتبارها كانت دينامو الثورات في المنطقة العربية والقارة الأفريقية والمحرك الأساسي لنجاحها، فالنظام المصري بقيادة جمال عبد الناصر قام بتوظيف انتصاره السياسي ضد العدوان الثلاثي لمقارعة قوى الاستعمار والقوى الملكية التي اعتبرها قوى رجعية واليد الطولى للإمبريالية الغربية في المنطقة.
وأكد أن الدعم المصري كان الرئة التي تنفست منها الثورة والثوار فقد كانت قوى المعارضة أضعف من الإقدام على تفجير الثورة دون العون والتأييد المصري.
وأشارت الورقة، إلى أن الموقف السعودي كان موجها ضد الثورة، حيث بدى لحكام الرياض أن الثورة ضد النظام الملكي بصنعاء استهداف للملكية في الرياض، ودخل حكام أل سعود مرحلة جديدة في علاقاتهم مع اليمن قائمة على مواجهة الثورة اليمنية.. مبينة أن نظام آل سعود كان يرى أن استمرار نظامهم مرتبط بمواجهة الثورات في محيطهم، وهذا الموقف السعودي من الثورات وموجات التغيير لا يزال مستمراً إلى اليوم.
ولفت ساري، إلى أن السياسة السعودية قائمة على مواجهة الثورات وحركات التغيير منذ نشأت الكيان السعودي نفسه ولا يزال، واليمن هو البلد المجاور للسعودية لذلك ذهبت لمواجهة الثورة اليمنية خوفاً من امتداد الثورة إليها.
وأشار إلى أن حركة يونيو التصحيحية التي قام بها الرئيس إبراهيم الحمدي، أعادت الحماس لثورة سبتمبر واستطاع أن يستعيد الدولة التي اختطفتها الرياض.
وقدمت في الندوة مداخلات من رئيس المنتدى أحمد الرازحي وعدد من الأكاديميين والباحثين أشارت إلى ما مثلته ثورة 26 من محطة فاصلة في تاريخ اليمن .. مؤكدة أهمية المضي في استكمال أهداف الثورة في التحرر والاستقلال.