مصطفى طاهر
أصدرت مجموعة بيت الحكمة للثقافة، كتاب “طريق الحرير”، وهو يعد أول كتاب مترجم عن الصينية إلى العربية يؤرخ ل طريق الحرير القديم بفرعيه البري والبحري. والكتاب بنسخته الصينية صادر عن دار نشر الشعب بجيانغسو بالصين للبروفيسور ليو يينغ شينغ، وترجمته إلى العربية جورجينا القس زكريا.
ويقدم الكتاب سردًا مفصلا لنشأة طريق الحرير البري كمحور لتجارة الحرير، فيستعرض ظهور صناعة الحرير في الصين، والثقافة البدائية على طريق الحرير والإمبراطوريات التي نشأت على طول طريق الحرير، ومنها الثقافة الكوشانية والبارثية التي نشأت على امتداد طريق الحرير، كما يستعرض الهجرات الشعبية العظمى على امتداد طريق الحرير البري، والتواصل بين الشرق والغرب، والتواصل بين قبائل البدو الرُّحَّل والصينيين والعلاقات بين الأسرة الساسانية الفارسية والصين والقبائل التسع بواحات تشاوو، كما يتناول في سرد مفصل، دخول أديان غرب آسيا والأديان الأجنبية إلى الصين وهي الديانة الزرادشتية والمانوية واليهودية والمسيحية والإسلام، والتنوع الثقافي بين الشعوب، كما يستعرض تفاصيل الغزو المغولي للمناطق الغربية من الصين والعلاقات بين أُسرة مينغ وممالك يوان الشمالية والتتار والدولة التيمورية وأسرة مينغ، وكذلك وتوسُّع «روسيا» في بلاد الشرق.
أما الجزء الثاني من كتاب “طريق الحرير” الصادر عن بيت الحكمة ، فيتناول نشأة طريق الحرير البحري مرورًا بالهند وبلاد جنوب آسيا، وبدايات الملاحة البحرية وبناء السفن في الصين، ومراحل تطور العملات الصينية والأجنبية على مسار طريق الحرير البحري وكذلك التوسُّع في المعرفة الجغرافية على الساحل الجنوبي لقارة آسيا، كما يستعرض السلع الأجنبية في السوق الصينية بفضل التبادل التجاري، وكذلك السلع الصينية التي عرفها الغرب ومنها الصناعات الخزفية والحرير والشاي وغيرها.
كما يحكي الكتاب تفاصيل الرحلات السبعة للرحالة الصيني الشهير تشنغ خه، ويضم بين دفتيه الخرائط البحرية الصينية المعلنة والسرية في ذلك الوقت، كما يلقي الضوء على إرهاصات التوسع الاستعماري الغربي في الشرق بوجه عام وجنوب شرق القارة الآسيوية على وجه الخصوص.