شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة النطاق في الضفة الغربية، طالت أكثر من 50 مواطنا، وتركزت غالبيتها في مدينة الخليل جنوبا، حيث اعتقل من هناك 45 مواطنا، حيث طالت حملة الاعتقالات هذه قيادات ونوابا من حركة حماس، في وقت تواصلت فيه الهجمات الاحتلالية الرامية لتوسعة المستوطنات.
وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال شنت حملة مداهمات طالت مدينة الخليل ذاتها، وبلدات يطا، وبني نعيم، ودورا، والظاهرية التي تتبع جميعها مدينة الخليل، واعتقلت من هناك عشرات المواطنين، لافتة إلى أنها اعتقلت من بلدة دورا لوحدها 22 مواطنا.
وطالت الاعتقالات أعضاء المجلس التشريعي المنحل عن حركة حماس، منهم الشيخ نايف الرجوب وشقيقه الشيخ ياسر، وكلاهما أشقاء القيادي في فتح جبريل الرجوب، وكذلك القيادي في حماس عبد الخالق النتشة، والنائب محمد الطل، وعدد كبير من الأسرى المحررين، جلهم قيادات وكوادر في حركة حماس ونشطاء في الدفاع عن الأسرى، كما اعتقلت عددا من الأشقاء والنساء.
ومن بين المعتقلين الأسيرة المحررة سهام البطاط، وهي والدة الأسير هيثم البطاط، والفتاة آمنة عبد الغني أبو تركي، التي جرى اعتقالها على حاجز بالقرب من الحرم الإبراهيمي.
وذكر شهود من المدينة أن حملة الاعتقالات ترافقت مع قيام جنود الاحتلال بشن حملات تفتيش طالت منازل المعتقلين، وتعمد تخريب محتوياتها وترويع سكانها، لافتة إلى أن دوريات كبيرة من جيش الاحتلال شاركت في تلك العملية الواسعة.
كما داهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في المدينة ونصبت حواجز عسكرية على مدخلي بلدتي سعير وحلحول، وعلى مدخلي مدينة الخليل الشمالي والجنوبي، حيث أوقفت مركبات المواطنين وفتشتها ودققت في بطاقات المواطنين، ما تسبب في إعاقة تنقلهم.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، 4 مواطنين جنوب وشرق مدينة بيت لحم، وذكرت مصادر محلية أن تلك القوات اعتقلت أحمد قاسم الشيخ (50 عاما) من قرية مراح رباح جنوب بيت لحم، وإبراهيم محمد جبران (27 عاما) من جبل هندازة شرقا، وياسر محمود صباح (37 عاما)، ومحمد عادل عطا الله (33 عاما) من قرية حرملة شرقا، بعد أن داهمت منازلهم وفتشتها.
ومن مدينة رام الله وسط الضفة، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب عز خلف التعمري من منزله في بلدة بير زيت، والشاب محمود موسى علي قنداح من بلدة أبو شخيدم.
وأكد النائب في المجلس التشريعي المنحل عن حركة حماس فتحي القرعاوي على أن حملات الاعتقالات الإسرائيلية “تأتي في سياق سياسة الردع التي تتبعها سلطات الاحتلال”، واعتبر أن اجتماع الأمناء العامين للفصائل وما سبقه من خطوات تقاربية داخلية، وما تلاه من إعلان عن تجهيز لبرنامج موحد لمقاومة الاحتلال شعبيا، وإفشال مخططات الاستيطان والضم والسيطرة، أزعج الاحتلال كثيرا.
وشدد القرعاوي على أن حملات التطبيع العربية التي تقودها الإمارات وبمباركة سعودية “أعطت الاحتلال الضوء الأخضر لمزيد من الاستيطان والتغول على حقوق الشعب الفلسطيني”.
من جهته قال نادي الأسير في بيان له معلقا على حملة الاعتقالات: “إن هذا التصعيد يُشكل جريمة في ظل استمرار انتشار وباء كورونا وازدياد حالات المصابين بين صفوف الأسرى بالفيروس، الأمر الذي يُعرض حياتهم ومصيرهم للخطر”، لافتا أيضا إلى الخطر الأساسي الذي تشكله قوات الاحتلال على مصير المعتقلين عبر أدواتها القمعية.
يُشار إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت منذ مطلع العام الجاري 2020 أكثر من 3000 مواطن\ ة من الضفة حتى نهاية شهر أغسطس المنصرم.
إلى ذلك فقد واصلت جماعات المستوطنين حملات الاقتحام لباحات المسجد الأقصى، وشارك العشرات منهم الثلاثاء في الاقتحامات التي جرت بحماية أمنية مشددة وفرتها شرطة الاحتلال الخاصة، وقام هؤلاء بإجراء جولات استفزازية، استمعوا خلالها لشروحات حول “الهيكل” المزعوم، قبل الخروج من “باب السلسلة”.
إلى ذلك فقد تواصلت الهجمات الاستيطانية الأخرى، التي تهدف إلى طرد المواطنين من أراضيهم قسرا، لصالح توسعة المستوطنات.
وتصدى مواطنون من عدة قرى شرق محافظة رام الله والبيرة، لاقتحام من قبل المستوطنين، الذين هاجموا منطقة “رأس التين” في قرية كفر مالك، بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقال شهود عيان إن المواطنين تمكنوا من طرد المستوطنين من البؤرة الاستيطانية التي أقاموها في المنطقة، ما أدى لاندلاع مواجهات مع قوات الاحتلال التي تواجدت لحماية المستوطنين.
كذلك جرفت آليات الاحتلال أراضي زراعية في قرية حارس شمال سلفيت، وقال رئيس مجلس البلدة عمر سمارة، إن آليات الاحتلال جرفت مساحات واسعة من الأراضي الواقعة غرب البلدة المسماة “خلة حديدة”، لصالح توسعة مستوطنة “كريات نتافيم” المقامة على أراضي المحافظة.
وواصلت كذلك آليات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم الثاني على التوالي، تجريف أراضٍ زراعية شرق بلدة الظاهرية جنوب الخليل، وقال شهود عيان إن آليات الاحتلال جرفت مساحات واسعة من أراضي المواطنين تعود لعائلات الطل، والجبارين، والسمامرة، لصالح المنطقة الصناعية لمجلس ما يسمى بـ “إقليم المستوطنات” جنوب الخليل، حيث تمنع قوات الاحتلال المواطنين بالقوة من الاقتراب من الموقع للتصدي للعمليات.
إلى ذلك فقد أصدرت محكمة الاحتلال في القدس المحتلة قرارا يقضي بإخلاء بناية عائلة الرجبي في حي بطن الهوى بسلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك من سكانها، لصالح جمعية “عطيرت كوهنيم” الاستيطانية.
وأضاف مركز معلومات وادي حلوة، الثلاثاء، أن عقار عائلة الرجبي عبارة عن بناية سكنية مكونة من 3 شقق تأوي 30 فردا من العائلة، وأوضح أن محكمة الاحتلال أصدرت قرار الإخلاء بعد معركة خاضتها العائلة لحماية عقارها منذ عام 2016، موضحا أن المحكمة أمهلتهم حتى الأول من أبريل المقبل لتنفيذ الإخلاء.
وأوضح المواطن كايد الرجبي أنهم تسلّموا البلاغات القضائية من جمعية “عطيرت كوهنيم” قبل عدة سنوات، التي طالبت بالأرض المقامة عليها البناية، وعليه توجهنا للمحكمة لإثبات حقنا في العقار الذي نعيش فيه منذ احتلال القدس، مؤكدا أن العائلة ستقدم استئنافها للعليا الإسرائيلية في محاولة جديدة للبقاء في البناية، وأضاف الرجبي أنه رغم الملاحقات وقرارات المحاكم ومضايقات المستوطنين في الحي للسكان، إلا أنهم صامدون، ومتمسكون بحقهم بأرضهم ومنازلهم.
وقال رئيس لجنة حي بطن الهوى زهير الرجبي، معلقا على القرار، إن قرارات الإخلاء في الحي ازدادت خلال الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن هناك مخططا للاستيلاء على مساحة خمسة دونمات، و200 متر مربع من حي الحارة الوسطى، حيث تقام على الأرض ما يزيد عن 35 بناية سكنية، يقطنها حوالي 80 عائلة، وجميع السكان يعيشون في الحي منذ عشرات السنين، بعد شرائهم الأراضي والممتلكات من أصحابها السابقين بأوراق رسمية.
كما أجبرت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة عائلة مقدسية على هدم خمسة محلات تجارية في قرية جبل المكبر جنوب شرق المدينة قسريًا، بحجة عدم الترخيص.
وأوضح عبد صري أحد مالكي المحلات التجارية أن بلدية الاحتلال أجبرته وعائلته على هدم محلاتهم التجارية، رغم محاولتهم على مدار 10 سنوات إصدار رخصة بناء دون جدوى.