سعد الياس
عشية الجلسة الافتتاحية للأمناء العامين لفصائل العمل الوطني الفلسطيني التي ستعقد في قاعة الرئيس ياسر عرفات في سفارة دولة فلسطين في بيروت، زار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية رئيس مجلس النواب نبيه بري يرافقه وفد من قيادة الحركة حيث جرى بحث في الأوضاع العامة في المنطقة والشأن المتصل بالقضية الفلسطينية وجدول أعمال مؤتمر الأمناء العامين.
وبعد اللقاء الذي استمر زهاء ساعة عبّر هنية “عن التضامن مجدداً مع لبنان وخاصة بعد فاجعة مرفأ بيروت” وأكد أن “الألم والوجع الذي تعرض له لبنان كان صداه أيضاً داخل فلسطين والشعب الفلسطيني ومع شعبنا الفلسطيني الذي يعيش هنا في المخيمات على أرض لبنان الشقيق”.
وهنّأ هنية الرئيس بري “على النجاح بانطلاق قاطرة المشاورات بتشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، متمنيا للبنان المزيد من الاستقرار والوحدة والأمن لأن لبنان القوي الموحد المستقر هو رصيد استراتيجي للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني”.
وأوضح أن “اللقاء تناول التطورات السياسية التي تمر بها القضية الفلسطينية والمنطقة بشكل عام خاصة صفقة القرن وخطة الضم والتطبيع والاتفاقيات التي تعقد الآن بين بعض الدول العربية والكيان الصهيوني”، وأضاف: “عبّرنا بشكل واضح عن موقف لبناني فلسطيني مشترك برفض كل المشاريع التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وخاصة أن ثوابت القضية هي ثوابت واضحة وخطوط حمراء لا تنازل عنها، الأرض والقدس والدولة وحق العودة وحرية الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال الصهيوني”، وأيضا أكدنا بأن شعبنا الفلسطيني الذي يعيش في لبنان هو ضيف على لبنان ويرفض أي شكل من أشكال التوطين أو التهجير وأن مخيماتنا في لبنان ستبقى عنوان استقرار وعنوان أمن ولا يمكن أن تتدخل في الشأن اللبناني الداخلي أو أن يكون لمخيماتنا الفلسطينية أي دور يؤثر على أمن واستقرار لبنان بل سيكون بشكل دائم عامل استقرار وتفاهم وجسور تمتد إلى كل المكونات اللبنانية الشقيقة”.
وأضاف هنية: “تطرّقنا أيضا إلى اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية ونشكر دولة لبنان التي تستضيف هذا الاجتماع واستعرضنا الوقائع التي سبقت هذا الاجتماع وتطلعاتنا لأن ينجح إن شاء الله هذا الاجتماع ونحن مصممون على نجاحه الذي يعقد بعد فترة طويلة من الانقطاع وخاصة هنا في لبنان قلعة المقاومة وخزان الثورة الفلسطينية”.
وحول تطبيع بعض الدول العربية مع إسرائيل أجاب: “لا شك بأن هذه لحظة مؤسفة ومؤلمة وموجعة لكل فلسطيني ولكل حر من شعوبنا العربية والإسلامية لأن إسرائيل ليست جزءاً من الحل، إسرائيل ليست جزءاً من المنطقة، إسرائيل عدو ويجب أن يبقى هذا المفهوم واضحا للجميع، وباعتقادنا إن مثل هذه الاتفاقات أو الزيارات لن تستطيع أن تغير الحقائق لا التاريخية ولا الجغرافية وهذا حقيقة ما أكدنا عليه من خلال لقائنا بالرئيس بري وهو أحد الأعمدة والأركان المهمة جدا في دفع الفلسطينيين لاستعادة وحدتهم الوطنية وكان له دور كبير جدا وما زال في هذا الاتجاه مع العديد من المسؤولين”.