قالت شبكة “BBC” البريطانية، الخميس 27 أغسطس/آب 2020، إن يلاكانثا بانو براكيش الذي فاز وهو في عمر العشرين بأول ميدالية ذهبية في تاريخ الهند بمجال البطولات الدولية للحسابات الذهنية، أصبح الآن من الممكن أن يطلق عليه لقب “أسرع حاسب بشري في العالم”.
تقرير الشبكة البريطانية يقودنا إلى البدايات الأولى لبانو، الذي لم يولد عبقرياً، كما تقول، بل بدأت رحلته مع الرياضيات كتحدٍّ من أجل البقاء على قيد الحياة.
حيث بدأت القصة بحادثة تعرض لها بانو في عمر الخامسة، أسفرت عن إصابة بالرأس جعلته طريح الفراش لمدة عام.
يقول بانو: “قيل لوالدي إنني ربما أصبح معاقاً ذهنياً، وهذا ما دفعني لتعلم الحسابات الذهنية من أجل البقاء على قيد الحياة، كنت أريد أن يبقى ذهني منشغلاً”.
يضيف أنه بالنسبة للطبقة المتوسطة في الهند كالتي تنتمي إليها أسرته، فإن الهدف عادة ما يتمثل في الحصول على وظيفة جيدة أو تأسيس نشاط تجاري، لا الاتجاه إلى مجال متخصص كالرياضيات. ولكن بالنظر إلى موهبته في الأرقام، يوشك بانو على الحصول على شهادته في الرياضيات.
تدريب مستمر: ومثل أغلب المنافسين على مستويات عالية، يرجع بانو نجاحه إلى التحضير. فالأمر ليس بسيطاً كالجلوس إلى مكتب والمذاكرة، بل هي كما يراها “رياضة ذهنية مهمة”.
يقول بانو: “أعددت نفسي بحيث لا أكون رياضياً سريعاً فحسب وإنما أن أفكر بسرعة أيضاً”.
كان بانو في سن مبكرة يتدرب لست أو سبع ساعات يومياً خارج المدرسة، لكن بعد ذلك لم يعد “يتدرب بصورة رسمية” بنفس القدر يومياً، وبدلاً من ذلك بات يعتمد على “الممارسة غير المنظمة التي يقوم خلالها بالتفكير في الأرقام طوال الوقت”.
يقول: “أمارس ذلك في وجود موسيقى صاخبة، أثناء التحدث مع آخرين وأثناء لعب الكريكيت، لأن هذا ما يجعل ذهنك يتدرب على فعل عدة أشياء في وقت واحد”، ويضيف: “أقوم بجمع أرقام كل سيارة أجرة تمر أمامي. وحين اتحدث لشخص ما أعد المرات التي ترمش فيها عيناه. قد يبدو الأمر مخيفاً لكنه يحافظ على أداء المخ”.
القضاء على الفوبيا: بالنسبة لبانو لا ينحصر الهدف في تحطيم الأرقام القياسية، وإن كان يحب ذلك أيضاً، لكنه يقول: “الأرقام القياسية والحسابات ما هي إلا تعبير عن حاجة العالم إلى متخصصين في الرياضيات. ويجب أن تكون الرياضيات ممتعة حتى نحبها”.
ويتمثل هدف بانو في “القضاء على فوبيا الرياضيات”، حيث يقول: “الخوف يؤثر على مجالات العمل التي يقبلون عليها ويجعلهم يبتعدون عن الرياضيات”.
يقول بانو إن المتخصصين في الرياضيات يُعرفون بكونهم “عباقرة وغريبي الأطوار” لكن وصوله إلى مرحلة المنافسة العالمية يعني أنه واجب عليه أن يروج للرياضيات بصفتها شيئاً ممتعاً.
والآن وقد حقق أربعة أرقام قياسية إلى جانب إنجازات عديدة أخرى، فإن عائلة بانو “فخورة” به حقاً، حيث يرجع بانو إليها الفضل في تشجيعه ودعمه.