على الرغم من الجدل الواسع الذي أثاره اللقاح الروسي الذي أعلن عنه الرئيس فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي، كشف ألكسندر غينتسبورغ، مدير مركز “غاماليا”، لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة، أن المرحلة الثالثة أو مرحلة ما بعد التسجيل للقاح ضد كورونا، الذي طوره المركز، قد تبدأ خلال 7-10 أيام.
وأضاف الخبير، في حديث لوكالة “تاس”: “سنقدم يوم الاثنين النسخة الأولى من بروتوكول دراسات ما بعد التسجيل. ونظراً للاهتمام الكبير من قبل الجمهور والصحافة بهذا الموضوع، أعتقد أن وزارة الصحة لن تتأخر وستوافق لنا على البروتوكول في غضون أسبوع. لذلك أعتقد، أنه في غضون سبعة أو كحد أقصى في غضون عشرة أيام، كل شيء سيبدأ”.
وواصل الخبير الروسي القول: “سيشارك عشرات الآلاف من الأشخاص. ونظراً لأن العملية مكلفة ماديا، سيؤخذ بعين الاعتبار الجانب المالي. يوجد بمنطقة موسكو كل البنية التحتية اللازمة لإجراء ليس فقط التطعيم، ولكن أيضا المراقبة والمتابعة”.
وزير الصحة: قريباً جداً
بدوره، ردّ وزير الصحة الروسي عن الانتقادات للقاح قائلاً: “سننشر كافة بيانات التجارب للعالم قريبا جدا”، وتابع أنه من المخطط أن يجتذب اللقاح عشرات الآلاف من الناس إلى المرحلة الثالثة، كما ستجرى الدراسات والاختبارات في منطقة موسكو.
يشار إلى أنه وفي وقت سابق، قالت الهيئة الفيدرالية لحماية حقوق المستهلك ورفاهية المواطنين “روس بوتريبنادزور”، إنه بعد تسجيل الدواء، سيشارك ألفا شخص في التجارب السريرية.
يشار إلى أن استطلاعاً للرأي كان قد أظهر أن أكثر من نصف الأطباء الروس ليسوا راغبين في التعامل معه.
وجرى الاستطلاع عن طريق الإنترنت وشارك فيه أكثر من 3 آلاف طبيب، ونشره موقع “آر بي سي” الإخباري الروسي، الجمعة.
وقال 52% من الأطباء إنهم لن يأخذوا اللقاح الجديد، أي أنهم يرفضون تطعيمهم به، وأشار 66% منهم إلى قلة المعلومات التي تثبت فعاليته.
فيما تحدث 48% من هؤلاء الأطباء عن أن لقاح “سبوتنيك في” جرى تطويره بسرعة كبيرة.
في المقابل، قال 20% من الأطباء المشاركين في الاستطلاع إنهم يوصون الزملاء والأصدقاء بأخذ جرعة منه.
وتعليقاً على نتائج الاستطلاع، قال نائب وزير الصحة الروسي، أوليغ سالاغاي، إن النتائج متساوية، متوقعاً ارتفاع نسبة المؤيدين مع مرور الوقت.
الأول من نوعه!
يشار إلى أن بوتين كان قد أعلن، الثلاثاء الماضي، اعتماد لقاح “سبوتنيك في”، ليكون الأول من نوعه الذي يجري تسجيله من بين أكثر من 150 لقاحاً يجري تطويرها حاليا لمحاربة الفيروس، الذي أصاب أكثر من 20 مليوناً.
فيما شكك خبراء غربيون في مجال الصحة العامة في سلامة اللقاح، محذرين من إنتاج كميات ضخمة قبل إكمال التجارب على نطاق واسع.
إلى ذلك، استقال الطبيب، ألكسندر تشوتشالين، رئيس مجلس الأخلاقيات في وزارة الصحة الروسية، بعدما قال إن هناك انتهاكات واسعة لأخلاقيات الطب خلال إقرار الدواء، إلا أن الحكومة الروسية، وعلى رأسها بوتين، أكدت أن اللقاح مر بكل الخطوات اللازمة.