انتقد المبعوث الأمريكي الأسبق لعملية السلام في الشرق الأوسط، مارتن إنديك، “صفقة القرن”، وقال إنها “غير منصفة للفلسطينيين”، وأكد على ضرورة رفض مخططات الضم الإسرائيلية، وعلى ضرورة إنقاذ “حل الدولتين”.
وأكد أن التحركات الأحادية “محظورة بحكم سياق اتفاق أوسلو”، الذي قال إنه ينص على أهمية عدم قيام أي من الطرفين بمثل هذه الخطوات.
وأكد أن الضم هو “مضاد للتفاوض”، وأن استعداد فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسماح بحدوث الضم أو تشجيعه “يعد أحد أسباب إخفاق خطة “صفقة القرن”. إنه ليس متوقعا من الفلسطينيين قبول الأعمال الأحادية”.
وأضاف: “الحقيقة أن عدم تنفيذ نتنياهو خطة الضم، جاء نتيجة لفهم من جانب جاريد كوشنر أن ذلك سيجعل من المستحيل على الفلسطينيين قبول الجلوس على طاولة المفاوضات، وأيضا الدول العربية سترفض بدورها الخطة”، وقال إن أسوأ ما قد يحدث هو أن يتم تطبيق مخططات الضم الأحادية، لأن ذلك سيقضي على الأمل في تحقيق حل الدولتين.
وجاءت أقوال المسؤول الأمريكي السابق، الذي عمل في عهد الرئيس السابق بيل كلينتون، خلال مقابلة مع برنامج “من أمريكا” عبر التلفزيون الفلسطيني، وأعادت نشر أقواله وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية.
ورأى الدبلوماسي الأمريكي السابق أن الأمور قريبة حاليا من “مرحلة نزاع مستمر لعقود قادمة”، وقال: “الابتعاد عن حل الدولتين سيمثل مأساة للفلسطينيين الذين يعانون كثيرا في حياتهم”، مشددا على ضرورة إنقاذ هذا الحل، دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية مع حقوق متساوية للمواطنين في كل منهما.
وتوقع إنديك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر المقبل، أن يكون هناك احتمال لأن يحاول كوشنر بث الحياة في “خطة الضم” في سبتمبر أو أكتوبر المقبلين، “كي يخلق تأييداً أكبر بين الإنجيليين الذين يشكلون 60% تقريبا من مؤيدي الرئيس ترمب”.
وبين إنديك أن هناك صوتا قويا موحدا من جانب الديمقراطيين ضد “الضم”، وأنهم إذا نجحوا في الاحتفاظ بالأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب، ونجحوا في الوصول إلى البيت الأبيض، ومجلس الشيوخ، “فلن تكون هناك فرصة للحصول على موافقة أميركية على الضم”.
وأكد المبعوث الأمريكي الأسبق أن رؤية ترمب للسلام بين فلسطين وإسرائيل “غير منصفة وغير عادلة”، كون أن كل قضايا الوضع النهائي المتمثلة بالحدود، والأمن، والقدس، واللاجئين، والاعتراف المتبادل، قرر كوشنر ومستشارو ترمب الآخرون “حلها لصالح إسرائيل”.
وأضاف: “الإدارة الأمريكية الحالية استمعت إلى المواقف الإسرائيلية وتبنتها، ومن غير المعقول أن نتوقع أن يوافق الفلسطينيون على التفاوض على هذا الأساس”.
وبين إنديك أن إدارة ترمب قررت تشكيل لجنة لرسم حدود دولة فلسطين سماها “لجنة سايكس بيكو”، أعضاء هذه اللجنة من الأمريكيين والإسرائيليين فقط، مستغربا كيف يتم رسم حدود دولة فلسطين دون وجود للفلسطينيين، مؤكدا على أهمية وجود “مظلة دولية” على أساسها يتم حل الصراع العربي – الإسرائيلي هي قرارا مجلس الأمن الدولي 242 و338.
وأكد أن هناك حسابات سياسية وراء توقيت إعلان “صفقة القرن”، وقال: “فليس مصادفة الإعلان عنها عشية الانتخابات الإسرائيلية التي خاضها نتنياهو، وكان الهدف منها محاولة مساعدته على الفوز”، لافتا إلى أن خطة ترمب تهدف الآن، أيضا، إلى مساعدته انتخابيا، خاصة بين أنصاره الإنجيليين المهمين جدا بالنسبة له.
وفي حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن في الانتخابات الرئاسية المقبلة، توقع إنديك أن السياسة الأمريكية تجاه الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي ستكون مختلفة، وأضاف: “لست جزءا من حملة بايدن، ولست متحدثا باسمها، لكن بايدن أوضح أنه ضد الضم”، وتابع: “اذا نُفذت خطة الضم واعترف بها ترامب، ثم فاز بايدن أعتقد أنه سيسحب هذا الاعتراف، أما إذا أعيد انتخاب ترامب، ونفذت خطة الضم، واعترف بها ترمب، فستكون هناك مشكلة كبيرة أمام حل الدولتين”.