رصد مركز مختص بمتابعة ملف الأسرى قيام سلطات الاحتلال باعتقال 350 مواطنا، بينهم 42 طفلاً، و10 نساء وفتيات، خلال الشهر المنصرم، من بينهم 28 حالة اعتقال من كافة مناطق الضفة الغربية والقدس، خلال أيام عيد الأضحى، في وقت حذر فيه مسؤول فلسطيني من مخطط للاحتلال يهدف إلى نقل فيروس “كورونا” إلى داخل قطاع غزة، عن طريق أسرى يطلق سراحهم من مناطق غير رسمية.
وذكر مركز فلسطين لدراسات الأسرى بأن سلطات الاحتلال واصلت خلال شهر يوليو الماضي اعتقالاتها بحق الفلسطينيين رغم الخطر المحدق بهم نتيجة جائحة “كورونا”، لافتا إلى أن من بين المعتقلين 13 مواطناً من قطاع غزة، منهم 6 تم اعتقالهم قرب الحدود الشرقية للقطاع، وأربعة من الصيادين خلال عملهم في صيد الأسماك قبالة شواطئ رفح جنوب القطاع، وتم إطلاق سراحهم بعد 12 يوماً من الاعتقال والتحقيق.
كما اعتقلت ثلاثة مواطنين على حاجز بيت حانون “ايرز” وهم الفتى منصور الصفدي (18 عاما) أثناء مغادرته قطاع غزة للدراسة في جامعة أبو ديس بمدينة القدس، ورجل الأعمال سعيد الشرفا مسؤول شركة بريد، والمواطن عبد الله الدغمة (37 عاما) من مدينة رفح، وكان متجها للتبرع بالنخاع لشقيقه المريض هاني، الذي يعاني من حالة صحية حرجة، ويعالج في مستشفى تل هشومير الإسرائيلي منذ أشهر.
وقال الناطق الإعلامي للمركز، الباحث رياض الأشقر، إن الاحتلال صعد الشهر الماضي من استهداف نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، حيث اختطف ثلاثة منهم من مدينة الخليل، وهم نزار رمضان بعد مداهمة منزله، حيث لا يزال رهن الاعتقال، بينما اختطفت النائبين حاتم قفيشة (60 عاما)، ونايف الرجوب (63 عاما)، وأطلق سراحهما بعد ساعات من التحقيق والتهديد.
فيما أعاد الاحتلال اعتقال محافظ القدس عدنان غيث، ومدد اعتقاله بهدف التحقيق معه، ولا يزال رهن الاعتقال، وكذلك اعتقل أمين سرّ حركة فتح إقليم القدس شادي المطور، من أمام محكمة الصلح في القدس.
وأوضح الأشقر أن الاحتلال واصل الشهر الماضي استهداف النساء والفتيات الفلسطينيات بالاعتقال والاستدعاءات للتحقيق، حيث رصد 10 حالات اعتقال للنساء بينهن الطالبة في جامعة بيرزيت ربا فهمي عاصي من بلدة بيتونيا غرب رام الله، والطالبة إيلياء أبو حجلة من حي الطيرة برام الله.
بينما اعتقل الفتاة ريما عبد الفتاح الكيلاني (18 عاماً) من جنين، خلال مرورها من أمام حاجز عسكري، واعتقل السيدة حنين نصار وهي زوجة الأسير رامي فضايل من حي الطيرة بمدينة رام الله، والسيدة رانيا إلياس مديرة مركز يبوس الثقافي خلال اقتحام للمركز في القدس المحتلة.
بينما أعاد اعتقال المرابطات المحررات هنادي الحلواني وخديجة صويص ونهلة صيام، كما اعتقل لساعات والدة الشهيد محمد شماسنة (50 عاما) خلال تواجدها في قرية جيبيا شمال رام الله.
كما استهدف الاحتلال بالاعتقال (42) قاصراً غالبيتهم من مدينة القدس، وأصغرهم الطفل معاذ عويوي (10 سنوات) في قرية العيسوية والذي اختطف على يد وحدة من المستعربين.
وحسب التقرير، فإن ثلاثة أسرى خاضوا إضرابات مفتوحة عن الطعام، استطاعوا تحقيق انتصار جديد على إدارة السجون بأمعائهم الخاوية وإرادتهم القوية، حيث علق الأسير عدي شحادة (24 عاماً) من مخيم الدهيشة ببيت لحم إضرابه الذي استمر لمدة (30) يوماً، وذلك باتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري، بينما الأسير فادي غنيمات (40 عاماً)، من بلدة صوريف في الخليل علق إضرابه بعد (29) يوماً، وذلك باتفاق يقضي بتحديد سقف اعتقاله الإداري.
كذلك علق الأسير المحامي محمود سعيد السعدي (41 عاماً)، من مخيم جنين، إضرابه المفتوح عن الطعام الذى استمر 13 يوماً بعد التوصل لاتفاقٍ بعدم تجديد اعتقاله الإداري مرةً أُخرى وإخراجه من زنازين العزل وإعادته إلى الأقسام العامة في سجن النقب.
ورصد التقرير أن سلطات الاحتلال قامت خلال الشهر الماضي بإصدار أحكام إدارية بحق 75 أسيرا، ما بين جديد وتجديد، تراوحت ما بين شهرين إلى ستة أشهر، وهي أحكام لا تخضع لمحاكمات أو تهم توجه للأسرى.
وخلال الشهر الماضي أصدرت محكمة “عوفر” العسكرية حكمين بالسجن المؤبد مدى الحياة أحدهما حكم على الأسير سحبان الطيطي، من بلدة الظاهرية في الخليل وغرامة مالية كبيرة، وهو معتقل منذ عام 2015، وأصدرت كذلك حكماً بالسجن المؤبد على الأسير خليل يوسف جباري (19 عاماً) من يطا جنوب الخليل، إضافة إلى غرامة مالية كبيرة، بعد اتهامه بقتل مستوطن إسرائيلي عام 2018 قرب مستوطنة “غوش عتصيون”.
كما واصلت سلطات الاحتلال استخدام سياسة عزل الأسرى والأسيرات بشكل تعسفي، حيث رفضت محكمة الاحتلال الالتماس المقدم من محامي الأسيرتين فدوى حمادة وجيهان حشيمة، لإنهاء عزلهما الانفرادي في زنازين سجن “الجلمة”، وتم تمديد عزلهما حتى يوم 13 من الشهر الجاري، كما مددت إدارة سجون الاحتلال عزل عدد آخر من الأسرى.
جدير ذكره أن المختص بشؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة، قال إن معاملة جيش الاحتلال للشبان الذين اعتقلهم عقب اجتياز الحدود، تثير الكثير من المخاوف والشكوك بالنوايا الإسرائيلية، لافتا إلى قيام الاحتلال بالإفراج السريع وإعادتهم إلى القطاع عبر نقاط عشوائية وغير رسمية، بعد بضع ساعات من الاحتجاز والاستجواب والتحقيق، في ثلاثة حوادث بالسياق ذاته خلال الشهر الماضي.
وكان بذلك يشير إلى الخشية من أن يكون هدف الاحتلال نقل عدوى فيروس “كورونا” لأولئك الشبان، ومن ثم نقل الفيروس إلى قطاع غزة.
ودعا فروانة كافة الأشخاص الذين يتسللون ومن ثم يعتقلون ويطلق سراحهم ويسمح لهم بالعودة الى القطاع عبر النقاط العشوائية بتسليم أنفسهم مباشرة إلى الأجهزة الأمنية والجهات المختصة من أجل أن يتم فحصهم وحجرهم باعتبارهم قادمين من منطقة موبوءة، وذلك حفاظا على سلامة المجتمع وأمن المواطنين من فايروس “كورونا”.
كما طالب من العائلات بضرورة إبلاغ الجهات المختصة لو تعرض أي من أبنائهم لأي اعتقال على الحدود، وعاد إلى البيت دون أن يسلم نفسه للأمن وذلك من أجل ضمان سلامتهم وسلامة المجتمع.