لم تراع سلطات الاحتلال احتفالات الفلسطينيين بأجواء عيد الأضحى، وواصلت حملات المداهمة التي تخللها اعتقال مواطنين، كما أصدرت قرارات جديدة بمصادرة أراض لصالح توسعة المستوطنات، فيما أصيب آخرون خلال تصديهم لتلك الهجمات.
واعتقلت قوات الاحتلال، الأحد، مواطنين من مدينة الخليل، وهما نعيم أبو ترك أثناء مروره على حاجز “الكونتينر” شمال بيت لحم، وعمر ماهر اعبيد (37 عاما) بعد اقتحام منزله وتفتيشه والعبث بمحتوياته.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال، مساء السبت، شابا وفتاة ووالدتهما، بعد الاعتداء عليهم في تل الرميدة وسط مدينة الخليل، وذلك بسبب إنقاذهم طفلة حاول مستوطنون اختطافها في المنطقة.
وتخلل العملية قيام مستوطنين بمحاولة اختطاف الطفلة رتيل طنينة التي تبلغ من العمر 14 شهرا، أثناء تواجدها برفقة عائلتها في الحي، حيث قام أقارب لها بالتصدي لتلك المحاولة، قبل أن تعتدي عليهم قوات الاحتلال وتصيبهم برضوض، وتعتقلهم، وهم عوني أبو شميسة (22 عاما)، وشقيقته مروة (17 عاما)، والدتهم فايزة (44 عاما)، وقامت باقتيادهم إلى مركز توقيف وتحقيق جعبرة المقام قرب الحرم الإبراهيمي.
جدير ذكره أن العائلة التي تعرضت لخطر الخطف والاعتقال والضرب، هي عائلة الناشط الحقوقي عماد أبو شمسية، الذي يعمل في توثيق جرائم الاحتلال واعتداءاتهم.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ليل السبت، ثلاثة فتية من بلدة يعبد، وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت البلدة، وداهمت حي البعاجوة واعتقلت الفتية إسلام أبو شملة، وأحمد أبو بكر، ونبيل نائل أبو بكر وجميعهم يبلغون من العمر (17 عاما)، كما داهمت عددا من المنازل واستولت على تسجيلات كاميرات من مدخل البلدة.
وفي أول أيام العيد، منعت قوات الاحتلال المواطنين من إقامة صلاة عيد الأضحى فوق أراضيهم في قرية حارس غرب سلفيت المهددة بالاستيلاء، وذكرت مصادر محلية أن عشرات المواطنين أدوا صلاة العيد على مدخل البلدة، بعد أن منعتهم قوات الاحتلال من الوصول إلى أراضيهم، حيث نصبت حواجزها العسكرية، وشددت من إجراءاتها.
من جهته، قال أمين سر حركة فتح إقليم سلفيت عبد الستار عواد: “إن الاحتلال يحاول منعنا من إيصال رسالتنا، فالأرض الفلسطينية ملكنا، وسنقوم بحمايتها، ومنع سرقتها”، وأضاف: “هذه الفعاليات هي تأكيد على فلسطينية هذه الأرض وعروبتها، وعلى مواقفنا الموحدة في تصعيد المقاومة الشعبية ضد الاحتلال العنصري، حتى يتراجع عن قراراته، في الاستيلاء على المزيد من الأراضي”.
وكان من بين المشاركين عضو المجلس الثوري لحركة فتح جمال حماد، وعدد من موظفي هيئة الجدار والاستيطان، وأصحاب الأراضي، وحشد من المواطنين.
ولم تكتف سلطات الاحتلال بذلك، فقامت بتنفيذ عملية دهم لمدينة نابلس، حيث اعتقلت من هناك المواطن إسلام القدح، عقب مداهمة منزله وتفتيشه وتعمد العبث به.
كذلك قامت قوات الاحتلال بالاعتداء على سكان قرية زبوبا غرب جنين شمال الضفة الغربية، ما أدى إلى اندلاع مواجهات شعبية مع السكان، حيث قام جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع صوب السكان.
وأسفر اعتداء الاحتلال على البلدة إلى إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق بيهم أربعة أطفال، جرى نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وعلى صعيد المشاريع والخطط الاستيطانية، تسببت قوات الاحتلال، الأحد، باحتراق 14 دونما من أراضي المواطنين في قرية المغير شرق محافظة رام الله والبيرة، وقال منسق اللجنة الزراعية في المغير، كاظم الحاج، إن جيش الاحتلال أطلق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه الأراضي في المنطقة الشرقية من القرية، ما تسبب في احتراق 14 دونما من محصول اللوز تعود ملكيتها للمواطن سليمان أحمد الحاج محمد، كما أدى الاعتداء إلى نفوق 12 رأسا من الأغنام، بعد رش مستوطنين من مستوطنة “جبعيت” الأراضي بالسموم.
استمرار هجمات الاستيطان وحرق الأراضي والمخاوف من هدم الفراسين تتزايد والسلطة تعلن التصدي للقرار
كذلك سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي صباح الأحد، 9 إخطارات لوقف العمل والهدم في بلدة كفر الديك غرب سلفيت، وذلك بعد أن اقتحمت البلدة سيارات تتبع الإدارة المدنية للاحتلال ترافقها دوريات من الجيش، وسلمت الإخطارات لوقف العمل والبناء والهدم لـ7 منازل، وغرفة زراعية، وبركس، في المنطقة الغربية الجنوبية من البلدة، بحجة أنها تقع بمناطق “ج”.
وأعاقت قوات الاحتلال العمل بتمديد خط مياه للشرب، قرب عاطوف جنوب شرق طوباس، وأفاد رئيس مجلس قروي عاطوف والرأس الأحمر عبد الله بشارات، بأن الاحتلال احتجز جرافة المواطن زائر بشارات، والتي كانت تعمل على تمديد خط المياه البالغ طوله 1800 متر، وأوضح بأن هذه المرة ليست الأولى التي تعيق فيها قوات الاحتلال العمل في الخط المذكور، الذي يغذي عشرات المواطنين من مربيي الثروة الحيوانية.
وتعمل سلطات الاحتلال من وراء ذلك، إلى دفع المواطنين إلى هجر أراضيهم والرحيل عنها قسرا، بهدف الاستيلاء عليها لصالح توسعة المستوطنات.
إلى ذلك فقد وزعت قوات الاحتلال عددا من الإخطارات بوقف البناء في قرية الولجة التابعة لمحافظة بيت لحم جنوب الضفة، حيث جاء ذلك خلال مداهمة منطقة عين جويزه في القرية.
جدير ذكره أن الاحتلال صعد من هجماته مؤخرا ضد البلدة، حيث يمنع المزارعين الفلسطينيين من الزراعة هناك، بحجة أن المنطقة قريبة من معسكرات ومناطق مناورات وتدريبات عسكرية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال سهل عاطوف بالأغوار الشمالية، واحتجزت جرافة فلسطينية، تعود ملكيتها لأحد المواطنين، أثناء عمله في خط لمياه الشرب في تلك المنطقة.
وفي هذه الأوقات تتزايد مخاوف سكان بلدة فراسين المحاذية لمستوطنة “حرميش” المقامة على أراض تقع جنوب مدينة جنين، من ترحيلهم وتهجيرهم قسرا، لصالح توسعة الاستيطان، وتنفيذ خطة الضم، وذلك بعد أن سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، قبل أيام إخطارات بهدم القرية، وأخرى لقرية ظهر العبد الملاصقة لها.
وكانت سلطات الاحتلال سلمت قبل أيام إخطارات بهدم القرية، وقال رئيس مجلس قروي البلدة محمود عمارنة، إن قوات الاحتلال اقتحمت القرية وسلمت 36 إخطارا، تقضي بهدم جميع منشآت ومساكن وآبار القرية، على أن تنفذ عمليات الهدم خلال أيام، لافتا إلى أن القرية يسكنها نحو 200 نسمة حيث اعتُمدت كقرية بقرارٍ من مجلس الوزراء قبل عدة أشهر.
وأشار إلى أن اعتداءات وممارسات قوات الاحتلال في قرية فراسين تهدف إلى “تهجير السكان من المنطقة، والاستيلاء عليها لصالح المستوطنات”، مشيرا إلى أن بئر المياه في القرية عمرها ما يزيد عن 200 سنة، وتحتوي على مبان قديمة منذ مئات السنين.
ويؤكد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الوزير وليد عساف بالقول إن ما يخطط له الاحتلال ضد البلدة يعد “جريمة تهجير” ترتكب بحق أهالي فراسين، تشبه ما كان يخطط للخان الأحمر، مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني سيتصدى لكل محاولات هدم القرية، وخيار السكان الوحيد هو البقاء والصمود والتصدي لمحاولة تهجيرهم.
وشدد على أن هدم فراسين وتهجير سكانها يأتي ضمن خطة الضم التي تسعى سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذها، لافتا إلى أنه منذ فترة تم إنشاء بؤرة استيطانية جديدة هناك، بهدف قطع التواصل بين محافظتي جنين وطولكرم، كما أنها أخطرت بإزالة خط تمديد للمياه كانت الهيئة قد أنشأته.
وأكد أنه سيتم التصدي لعملية الهدم، وقال متحديا: “حتى لو تم هدمها سيتم إعادة بنائها لأنها منطقة إستراتيجية”، مشيرا إلى أنه سيتم بحث خطة وآلية للتصدي لعملية الهدم مع كل الأطراف المعنية.
وفي غزة، كانت قوات الاحتلال قد اعتقلت شابا، تسلل من قطاع غزة إلى ما بعد السياج الحدودي، وذكر جيش الاحتلال أن قواته اعتقلت السبت شابا تسلل عبر السياج الفاصل من منطقة تقع شرق مدينة غزة، موضحا أنه لم يتم ضبط أسلحة مع الشاب المعتقل.