بدأ مجلس النواب اليوم جلسات أعماله للفترة الأولى من الدورة الثانية من دور الانعقاد السنوي الـ 15 برئاسة رئيس المجلس الأخ يحيى علي الراعي.
وفي مستهل الجلسة وقف أعضاء المجلس دقيقة حداد، تم خلالها قراءة الفاتحة ترحماً على أرواح عدد من أعضاء وموظفي المجلس الذين قضوا نحبهم مؤخراً .. سالين المولى عز وجل أن يتغمدهم وكل الشهداء الذي ضحوا بأنفسهم في الدفاع عن الوطن وسيادته بواسع حرمته ويسكنهم فسيح جناته ويلهم أهاليهم الصبر والسلوان.
ولفت نواب الشعب في سياق نقاشاتهم إلى أن المجلس واليمن بصورة عامة فقد برحيلهم كوكبة من خيرة علماء وقضاة ومشائخ اليمن بعد عمر حافل بالعطاء وخدمة الوطن، خاصة في المجالات التشريعية والرقابية التي عملوا بها في عدد من اللجان الدائمة والخاصة وكانوا مثالا للرجال الأوفياء الذي سطروا بمواقفهم شرف مناهضة العدوان والتصدي له.
وفي الجلسة جدد رئيس مجلس النواب التأكيد على أن الهدف الرئيس للعدوان على اليمن ليس إعادة الشرعية المزعومة وإنما احتلال اليمن وتقسيمه، وهو ما يتجلى بإقدام الإمارات على احتلال جزيرة سقطرى وسعي السعودية لاحتلال محافظة المهرة.
واستنكر استمرار تحالف العدوان في حصار الشعب اليمني، ومنع دخول سفن المشتقات النفطية رغم حصولها على تصاريح من قبل الأمم المتحدة، بالإضافة إلى قصف الأحياء المدنية بحجة إعادة شرعية الفار هادي.
وأوضح أن أدوات العدوان تدرك أن كل ما يٌرتكب من جرائم بحق اليمن أرضاً وإنساناً لا يمكن أن يعيدهم إلى أرض الوطن بعد فرطوا بوطنهم ومقدرات شعبهم .. لافتاً إلى مدى إمعان تحالف العدوان في إغراق الاقتصاد الوطني بضخ المزيد من طباعة العملة الجديدة بدون غطاء وآخرها الحاويات المحملة بأموال مطبوعة تقدر بمليارات الريالات.
وعرج على النزاع القائم بين أدوات السعودية والإمارات على تلك المليارات والتي يهدفون من ورائها لشراء العملة الصعبة من السوق المحلية لصرفها على المرتزقة في الفنادق في حين أوقفوا مرتبات موظفي الدولة التي التزموا بصرفها بعد نقل وظائف البنك المركزي إلى عدن.
وخلال الجلسة نقل وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى الدكتور علي عبدالله أبو حليقة مباركة رئيس وأعضاء حكومة الإنقاذ الوطني الدكتور عبدالعزيز بن حبتور لرئيس وأعضاء مجلس النواب استئناف جلسات المجلس في دورته الحالية، متمنين لهم السداد في مهامهم التشريعية والرقابية المنوطة في ظل هذه الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
وبعد أن استمع مجلس النواب من وزير الدولة إلى رسالة الحكومة بشأن خطة الإنفاق للموازنة العامة للدولة وموازنات الوحدات المستقلة والملحقة والصناديق الخاصة للسنة المالية 2020م .. أقر حضور وزير المالية جلسة المجلس ليوم غدٍ الأحد لتقديم البيان المالي لخطة الإنفاق.
كما استمع المجلس إلى رسالة وزير الدولة بشأن نتائج جلسات مجلس النواب لفترتين برلمانيتين متتاليتين، تضمنت المواضيع المتعلقة بأداء الحكومة وتوصيات المجلس، إضافة إلى رسالة وزير الدولة بشأن مذكرة وزير النفط الموجهة لرئيس الوزراء والمتضمنة رد شركة النفط بخصوص استيراد المشتقات النفطية.
واستمع مجلس أيضاً إلى رسالة وزير الدولة بشان توصيات المجلس الموجهة لوزارة الصحة والسكان في ضوء تقرير اللجنة البرلمانية المشتركة بخصوص مصفوفة الإجراءات التنفيذية .. مطالباً باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقد أكد نواب الشعب في نقاشاتهم ضرورة أن تتضمن خطة الإنفاق صرف مرتبات موظفي الدولة مدنيين وعسكريين، والعمل على كل ما من شأنه توفير المشتقات النفطية لتلبية احتياجات المواطنين، نظرا للظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد جراء استمرار العدوان والحصار، وتفشي مختلف الأمراض والأوبئة.
واستنكروا استمرار احتجاز سفن المشتقات النفطية والغذاء من قبل تحالف العدوان وسياسة التجويع التي ينتهجها بحق الشعب اليمني .. مطالبين بالإفراج عن كل السفن المحتجزة.
ولفت نواب الشعب إلى أن تحالف العدوان يهدف من وراء ذلك الإمعان في تجويع الشعب اليمني والتضييق عليه من خلال تشديد الحصار .. معتبرين ذلك جريمة تشارك فيها الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ووصمة عار في جبين الإنسانية.
وتطرقوا إلى ما أحدثته غارت طيران العدوان من أضرار فادحة بمقدرات الشعب اليمني وبنيته التحتية .. مؤكدين أنه مهما قصف العدوان، لا يمكن له أن يخضع الشعب اليمني أو يضعف من عزيمته، بل يزيده ذلك ثباتاً وإصراراً على منازلة قوى البغي والعدوان حتى تحقيق النصر وإنهاء الحصار.
وكان المجلس قد أقر محضر جلسته السابق، وسيواصل عقد جلسات أعماله يوم غدٍ الأحد بمشيئة الله تعالى.