قالت مسؤولة كبيرة في منظمة الصحة العالمية إن حوالي 30% من بيانات تسلسل الجينوم المأخوذة من عينات الفيروس المسبب لمرض كوفيد-19 التي جمعتها منظمة الصحة العالمية تظهر علامات على حدوث طفرة، لكن لا يوجد دليل على أن تلك الطفرة تؤدي إلى مرض أشد خطورة.
وقالت سمية سواميناثان، كبيرة العلماء في منظمة الصحة العالمية، مساء الجمعة، لـ”رويترز” على هامش مؤتمر لجمعية الصحفيين التابعة للأمم المتحدة في جنيف: “أعتقد أن الأمر منتشر على نطاق واسع”.
وأضافت أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة جمعت حتى الآن 60 ألف عينة من المرض.
يأتي ذلك فيما حثّت منظمة الصحة العالمية الدول المتضررة من أزمة وباء كوفيد-19 على “الاستفاقة” و”الانخراط في المعركة” على تفشيه لأن “الأرقام لا تكذب”.
وقال المسؤول عن الطوارئ الصحية في المنظمة مايكل ريان، خلال مؤتمر صحافي الجمعة، إن “الوقت حان فعلا لأن تنظر الدول إلى الأرقام. أرجوكم، لا تتجاهلوا ما تقوله لكم الأرقام”.
وأضاف ريان أن “على الناس الاستفاقة. الأرقام لا تكذب والوضع الميداني لا يكذب”، مشيرا إلى أن “الأوان لا يفوت أبدا، في ظل وباء، للمسك بزمام الأمور”.
وتابع “تدرك منظمة الصحة العالمية تماما وجود أسباب وجيهة لدى الدول التي تريد إعادة اقتصاداتها للمسار الصحيح.. لكن لا يمكن تجاهل المشكل أيضا، إذ إنه لن يختفي بطريقة سحرية”. وشدد أنه “علينا الانخراط في المعركة الآن. علينا إيقاف هذا الفيروس الآن”.
واعتبر ريان أن “الدول تواجه خيارات صعبة” لكن “يتعين عليها كسر سلاسل العدوى”، ويشمل ذلك إقرار تدابير حجر “إن لم توجد بدائل”.
رايان قال إنه ليس من الحكمة التكهن بموعد يصبح فيه لقاح كورونا جاهزا للتوزيع على نطاق جماهيري. وأضاف أنه في حين قد تظهر فعالية أحد اللقاحات بحلول نهاية العام، إلا أن السؤال هو متى يمكن إنتاجه بكميات كبيرة.
وكان المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس قال، في وقت سابق، إن المنظمة تتوقع ظهور نتائج أولية في غضون أسبوعين من التجارب السريرية التي تجريها على الأدوية التي قد تكون فعالة في علاج مرضى كوفيد-19.
وأودى فيروس كورونا المستجدّ بحياة 522 ألفاً و246 شخصاً في العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر الماضي، وفق تعداد لوكالة “فرانس برس” استناداً إلى مصادر رسميّة.
فيما تجاوزت حالات الإصابة بالفيروس المستجد في أنحاء العالم 11 مليونا، وفقا لإحصاء “رويترز”، في منعطف مهم آخر في تفشي المرض الذي أودى بحياة أكثر مئات الآلاف في سبعة أشهر فقط.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن العدد أكبر من مثلي عدد حالات الإصابة بالإنفلونزا الحادة الذي يتم تسجيله سنويا.
وتعمل كثير من الدول الأشد تضررا على تخفيف إجراءات العزل العام الرامية لإبطاء انتشار الفيروس مع إجراء تعديلات واسعة النطاق على أنماط العمل والحياة يمكن أن تستمر لعام أو أكثر إلى حين توافر اللقاح.
وتعاني بعض البلدان من عودة الزيادة في حالات الإصابة، الأمر الذي يدفع السلطات إلى معاودة فرض إجراءات العزل جزئيا، فيما يقول خبراء إنه يمكن أن يكون نمطا متكرر الحدوث حتى عام 2021.