“الملايين قد يفقدون حياتهم في الموجة الثانية”.. بتلك الكلمات القاسية، كررت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها، مؤكدة أن الوباء لم ينتهِ على الإطلاق، متوقعة أن يتراجع في الصيف ليعاود نشاطه في الخريف، كما حصل خلال سيناريو الإنفلوانزا الإسبانية.
فمع مشارفة عدد ضحايا فيروس كورونا النصف مليون وفاة، نبه المدير العام المساعد للمبادرات الصحية في المنظمة العالمية، إلى أن الملايين قد يفقدون حياتهم إذا شهدنا موجة ثانية من الإصابات، مؤكداً أن الفيروس انتشر حتى الآن مثلما توقع المسؤولون في المنظمة”.
كما شبه الطبيب رانييري جويرا، بحسب ما أفادت شبكة “سي أن أن” الأميركية الفيروس التاجي الذي أصاب حتى الآن أكثر من 9 ملايين إنسان بالإنفلونزا الإسبانية لجهة تفشيه، حيث انخفضت في الصيف، لكنها عاودت نشاطها بشدة في سبتمبر وأكتوبر، ما تسبب في وفاة 50 مليون شخص خلال الموجة الثانية”.
الفيروس والصيف
يشار إلى أنه مع توقع بعض الدراسات والعلماء خلال الأسابيع والأشهر الماضية أن يتراجع الفيروس في أشهر الصيف، أوضح المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في المنظمة، الدكتور مايك ريان في مارس الماضي، أن على الجميع الافتراض أن الفيروس سيظل يتمتع بالقدرة على الانتشار، وأنه من الخطأ الاعتقاد أنه سيكون موسميا ويختفي في الصيف مثل الإنفلونزا، بحسب تعبيره.
كما أعرب ريان في حينه عن أمله في أن يختفي الفيروس، إلا أنه أشار أن هذا الاحتمال هو افتراض دون دليل.
وتظهر تلك التصريحات، أن العلم لا يزال غير مستقر على مبادئ ثابتة حول الفيروس المستجد، وأن الدراسات المتقدمة حوله تظهر باستمرار مفاجآت وتطورات.
وكانت المنظمة الأممية حذرت خلال اليومين الماضيين من أن إصابات كورونا ستبلغ قريبا الـ 10 ملايين، داعية الدول إلى التنبه وعدم التسرع في اتخاذ القرارات ورفع القيود والإجراءات المعمول بها للحد من تفشي العدوى.