تقرير/ نسيم محمد الرضاء:
دكـت القواتُ المسلحةُ اليمنيةُ مواقع إستراتيجية في عاصمة العدو السعودي بصواريخ باليستية مجنحة من نوع “القدس”، و”ذو الفقار”، بالإضافة إلى طائرات مسيرة من نوع “صماد 3” في العملية الهجومية الأكبر التي أطلق عليها “توازن الردع الرابعة” رداً على استمرارِ الحصارِ الظالمِ والعدوانِ الغاشمِ على الشعب اليمني.
وبحسب بيان القوات المسلحة، أمس، فإن العملية الهجومية استهدفت مقراتْ ومراكزَ عسكريةً في عاصمةِ العدوِّ السعوديِّ، منها وزارةُ الدفاعِ والاستخباراتُ وقاعدةُ سلمانَ الجويةُ ومواقعَ عسكريةً في جيزانَ ونجران.
وزارة الدفاع السعودية
وأفادت وكالة رويترز الإخبارية انه تم سماع دوي انفجار وتصاعد دخان في العاصمة السعودية الرياض بعد استهداف وزارة الدفاع التي تعتبر إحدى الوزارات السيادية في المملكة المكلفة بالتنظيم الإداري، العملياتي، واللوجستي المتعلق مباشرة بالأمن القومي والقوات المسلحة وتضم أربعة فروع رئيسية للقوات المسلحة وهي القوات البرية ، و البحرية ، و الجوية ، والدفاع الجوي، كما تضم عدة هيئات تابعة منها رئاسة هيئة الأركان المشتركة ،و هيئة الاستخبارات العسكرية بالجيش، ومركز الدفاع الوطني.
ووفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تحتل السعودية المركز الثالث عالمياً كاكبر ميزانية دفاعية عالمية.
قاعدة الملك سلمان الجوية..
و تعتبر قاعدة الملك سلمان الجوية هدف استراتيجي مشروع ضمن بنك اهداف القوات المسلحة اليمنية لتنفيذ مزيدا من العمليات الهجومية “حتى يتم رفع الحصار ووقف العدوان عن اليمن” بحسب ناطق القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع.
وتمثل القاعدة الجوية الذي استهدفتها القوات المسلحة اليمنية أمس بحسب قناة “العالم الإخبارية أ”همية إستراتيجية حيث تجري فيها عمليات تدريب الطيارين السعوديين العسكريين على الطائرات ويطلق عليها “قلب تحالف العدوان” وتبعد عن الحدود اليمنية بأكثر من 850 كم وتعتبر مركز قيادة العدوان ويتواجد فيها ضباط من كل الدول المشاركة في العدوان على اليمن وتضم قسمين قسم خاص بالعمليات الهجومية وآخر بالعمليات الدفاعية .
كما تضم قسم الإسناد ورصد الأهداف ومنظومة القيادة والسيطرة للقوات الجوية إضافة إلى أقسام خاصة بضباط الدول المشاركة وغرفة عمليات التخطيط لعمليات العدوان ومكاتب مشرفين للقوات الخاصة من كل دولة مشاركة في العدوان ومنها أعلن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان انطلاق العدوان السعودي الأمريكي على اليمن أواخر مارس 2015م.
تدشين عمليات توازن الردع …
ودشنت القوات المسلحة اليمنية في 17 أغسطس 2019 أولى عمليات توازن الردع ، معلنة عن أكبر عملية هجومية على العمق السعودي أطلقت عليها “عملية توازن الردع الأولى” التي استهدفت بعشر طائرات مسيرة حقل ومصفاة “الشيبة” التابعة لشركة أرامكو شرقي المملكة الذي يضم أكبر مخزون استراتيجي في المملكة ويتسع لأكثر من مليار برميل من النفط.
و بعد أقل من شهر على توازن الردع الأولى ، أعلنت القوات المسلحة في الـ 14 من سبتمبر من نفس العام ، عن عملية توازن الردع الثانية ، الهجومية الواسعة بعشر طائرات مسيرة استهدفت مصفاتي بَقيقٍ وخريٍص التابعتينِ لشركةِ آرامكو في المنطقةِ الشرقيةِ .
وفي 21 فبراير2019م ، أي اقل من ستة أشهر على توازن الردع الثانية أعلنت القوات المسلحة عن ” عملية توازن الردع الثالثة” و التي استهدفت شركة أرامكو وأهدافا حساسة أخرى في ينبع بـ12 طائرة مسيرة من نوع صماد3 وصاروخين من نوع قدس المجنح، وصاروخ ذوالفقار الباليستي بعيد المدى”.
وفي 23 يونيو2020م أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ عملية هجومية تعتبر الأكبر “توازن الردع الرابعة”.
القوات المسلحة اليمنية من التوازن إلى التفوق..
واعتبر الخبير العسكري السوري اللواء محمد عباس أن القوات المسلحة اليمنية انتقلت من مرحلة “التوازن “إلى مرحلة “التفوق” من خلال الإرادة والتكتيكات القتالية المعقدة حيث صنع اليمنيون الصواريخ المجنحة أو ما تسمى بالصواريخ الجوالة، وكذلك الطائرات المسيرة، والتي تعتبر أسلحة عالية التطور تمنح من يمتلكها تفوقاً عسكرياً رادعاً في حالة الدفاع، وقوياً يصعب مواجهته في حالة الهجوم.
وعززت القوة الصاروخية اليمنية حضورها بعد ان كشفت وحدة التصنيع الحربي العام المنصرم عن صاروخ مجنح أطلق عليه “قدس”، في معرض ضم صواريخ باليستية وطائرات مسيرة وصواريخ كروز المجنحة أو ما تسمى أيضاً بالصواريخ الجوَّالة، وهي فئة من الأسلحة ذاتية الدفع تحلق في الأجواء مثل الطائرات، كما أنها رادارية ذاتية التوجيه والتحكم، وتصيب أهدافها بدقة عالية، وتمتاز بأنها صغيرة الحجم، وتطير “بسرعة عالية جداً” وعلى ارتفاع منخفض.
وتطلق هذه الصواريخ من البر والبحر والجو ومزودة بجهاز استشعار تصويري يعمل بالأشعة تحت الحمراء،و نظام توجيه ملاحي.
وتجعل شدة سرعة هذه الصواريخ وحجمها وتحليقها المنخفض من اعتراضها غير ممكن وهي غير مرئية لأجهزة الرادار والمضادات الجوية والطائرات الاعتراضية المعادية .
سلاح نوعــــي…!
وغًيــر سلاح الطائرات المسيرة مفاهيم المعارك التقليدية في العالم منذ عام 2000، واتجهت الدول الكبيرة لامتلاكه مدركة أهميته، وانضمت اليمن بذلك إلى 41 دولة المصنعة لهذا السلاح النوعي.
و تمثل الطائرات المسيرة اليمنية منصات عسكرية طائرة ما يزيد الوضع تعقيداً بالنسبة للعدو السعودي ، فهي تشن الغارات على الأهداف المعادية البعيدة وتستطيع حمل مئات الكيلوجرامات من المتفجرات. كما تقوم بمهام التجسس والرصد وإسناد بقية الوحدات القتالية من مدفعية وقوة صاروخية ومشاة، أو تكون ملغمة وتنفجر بنفسها على الهدف، فهي طائرة وصاروخ مُوجَّه في آن واحد.
ولجأت السعودية منذ 2016م لحلول كثيرة لإيقاف الطائرات المسيرة اليمنية وفشلت ولا يبدو أنها ستجد حلاً لإيقاف سلاح الجو اليمني قريباً، خاصة بعد اعتراف أمريكا أن الطائرات بدون طيار لديها “مناعة قوية جداً” ضد أنظمة الدفاع الجوي.
وفيما يوضح العميد الركن الأردني المتقاعد ناجي الزعبي أن “ اليمنيين صنعوا أسلحة حديثة قلبت معادلات المواجهة والمفاهيم العسكرية التقليدية ما استعصى على العدو إدراك ديناميتها وتقدير مدى خطورتها على المستوى الميداني التكتيكي والاستراتيجي المؤثر على مسرح العمليات” تعتبر ” قناة العالم الإخبارية” أن اليمن يدشن “فصلاً جديداً” لردع العدوان وأنها” البداية فحسب “لإنهاء “حرب الجبناء” كما يصفها الخبير العسكري اليمني عزيز راشد.