تقع بعض الدارسات والأبحاث التي تتناول الوحدة اليمنية، في خطأ منهجي، يتمثل في الفرضية التي تنطلق منها إذ تحاول الإجابة على السؤال التالي:- ما الحقب التي توحدت فيها اليمن؟ ووجه الخطأ في نظرنا ان صيغة السؤال تتناقض مع الحقائق والمعطيات التاريخية التي تؤكد ان الوحدة هي القاعدة وأن التشطير هو الإستثناء. وبناء على ذلك ينبغي ان تكون صيغة السؤال على النحو الآتي:- متى حدث الإنفصال في تاريخ اليمن؟ وما أسبابه؟ ما علاقته بالاحتلال الأجنبي؟
في صفة اليمن وتسميتها:- أطلق الجغرافيون (اليونان والرومان) على اليمن اسم «العربية السعيدة» لما عرفت به من خير عميم وثراء تجاري وفير بحكم تحكمها بطريق التجارة البري بين سواحل البحر العربي والبحر المتوسط، ولم تكن اليمن لدى شعوب حوض البحر المتوسط واضحة الحدود والمعالم فربما كانت هي جزيرة العرب كلها او جنوبها او الجنوب الغربي منها، وكان اليمنيون أنفسهم يحرصون على الاحتفاظ بأسرار تجارتهم وعلى حصر المشتغلين بها قدر الإمكان ، فكان القدماء في حوض البحر المتوسط يسمعون عن ثراء اليمن، وطيب بضاعتها ولكنهم يجهلون الكثير وربما كان جل علمهم أنها تقع الى الجنوب وهي آخر اليابسة أو آخر الأرض المعمورة حيث يوجد المروالكاسيا والقرفة واشجار اللبان التي لا توجد في مكان غيرها. تبدأ حدود العربية السعيدة عند بطليموس حوالى عشرة كيلومترات جنوب العقبة ويمتد خط حدودها شرقاً عبر صحراء النفوذ حتى الخليج وجنوباً تمتد حتى البحر العربي فهي تشمل معظم جزيرة العرب أما ما تبقى من الجزيرة فهي العربية الصخرية والعربية الصحراوية، وكلتاهما تقع في شمال العربية السعيدة.
اما المؤرخون العرب فقالوا: اليمن اسم لولد قحطان بن الهميسع بن تيمن بن ثابت بن إسماعيل بن إبراهيم وبهم سميت الناحية التي سكنوها، أو أن نسبته إلى أيمن بن يعرب بن قحطان وقالوا سمي اليمن ليمنه، كما سمي الشام شاماً لشؤمه. وقالوا: سمي اليمن لأنه يمين الكعبة، وسمي الشام شاماً لأنه شمال الكعبة وسمي الحجاز حجاز لأنه حجز بين الشام واليمن، وسماها أهل اليمن كالهمداني وغيرهم اليمن الخضراء لكثرة اشجارها وثمارها وزروعها خاصة إذا ما قورنت بالفلوات التي تجاورها.
قال الشاعر:- هي الخضراء فاسأل عن رباها يخبرك اليقين المخبرونا وحدودها عند الحسن الهمداني تبدأ مما خلف تثليث وفيها التهائم والنجد، واليمن تجمع ذلك كله، وتأييد ذلك عنده أي في جمع اليمن لهذه المواضع كتب العهود من الخلفاء لولاة صنعاء اليمن ومخالفيها وعك «تهامة» وحضرموت وعمان. وهكذا فإن اليمن في لغة ولهجات العرب تعني الجنوب وعكسها الشام وتعني الشمال، وفي علم الجغرافيا تبدأ حدود الجنوب؛ حيث تنتهي حدود الشمال فإذا اتخذت أية نقطة في وسط الجزيرة ولتكن الكعبة مثلاً فإن الشام هو شمال تلك النقطة واليمن جنوبها. وفي اللغة الجنوب كان معروفاً عند العرب في جزيرتهم بمعنى البمن فقد قالوا: سميت اليمن لتيامن العرب إليها اي لا تجاههم في نجعاتهم وبحثهم عن الماء والعشب والمأوى نحو الجنوب وعرفوا أنه إذا ما استقبل أحدهم الشمس صباحاً في جزيرة العرب فإن اليد اليمنى تشير الى الجنوب واليد اليسرى تشير الى الشام فالشام شماله واليمن جنوبه وسموا الركن الجنوبي من الكعبة بالركن اليماني وذكروا الريح اليمانية والبرق اليماني، وفي شعر العرب وهو مادة علومهم الجغرافية وشاهد اثباتهم
قالوا: بكى كل ذي شوق يمان وشاقه شآم فأتى يلتقي الشجيان وقالوا: أيها المنكح الثريا سهيلاً عمرك الله كيف يلتقيان هي شامية إذا ما تبدت وسهيل إذا استقل يمان وهي إشارة الى تعاكس مطلعي الثريا وسهيل في السماء وتعريضاً بزوجين يحملان الإسمين نفسيهما. وقالوا: أبا كرب والأيهمين كليهما وقيساً بأعلى حضرموت اليمانيا وقالوا: ثم اغتدت والنجم ما تصوبا تؤم في الأفق اليماني الكوكبا
وتيامن العرب (أي اتخاذهم جهة اليمن بحثاً عن الماء والعشب) كان تفاؤلاً بالبرق اليماني وريح الجنوب «الأمطار الموسمية» وربما من أسباب ابتدائهم باليد اليمنى وتقديمها على اليسرى وهو من آداب العرب قبل الإسلام وبعده
قال شاعرهم: أما من جنوب تذهب الغل ظلة يمانية من نحو ليلى ولا ركب يمانيون نستوجبهم عن بلادهم على قلص يذمي بأحسنها الجدب وقالوا: وإني ليحييني الصبا ويميتني إذا ما جرت بعد العشي جنوب وأرتاح للبرق اليماني وكأنني له حين يبدو في السماء نسيب.
وحدة اليمن عبر العصور:
يشكل اليمن وحدة طبيعية وجيولوجية متكاملة، ويمتاز بتجانس بشري فريد، وهو ما شكل وحدته الحضارية منذ فجر التاريخ، حيث جعلت الوحدة من أهل اليمن قبل الإسلام كتلة متحدة في نظر أهله ونظر الآخرين، وقد تمثلت تلك الوحدة في جوانب متعددة منها: الجانب الديني المتمثل في إشتراك اليمنيين قبل الإسلام في عبادة مثلث فلكي(القمر، والشمس، والزهرة) إذ كانت تلك العبادة انعكاساً لذلك المثلث، وفي الجانب الثقافي نجد أن اليمنيين كتبوا بخط واحد هو خط المسند، وكانت لهم لغة واحدة هي التي تسمى باللغة اليمنية القديمة، مع تعدد في اللهجات في ظل لغة واحدة كما هو حاصل لدينا في الوقت الحاضر.
وفي الجانب الاقتصادي قام اقتصاد اليمن في التاريخ القديم على ما تجنيه من أرباح جراء سيطرتها على الطريق التجاري الذي يربط بين عالم المحيط الهندي وعالم البحر المتوسط، الذي يعرف بطريق اللبان والبخور، حيث تحكم فيه اليمنيون وحافظوا على أسرار تجارته، وحاكوا الأساطير المخيفة لإبعاد الأجانب عن مزارع أشجار اللبان وتجارته بصفته عصب الحياة لهذا الطريق، وقد تكاملت الأدوار بين عواصم الدول اليمنية القديمة في تنسيق رائع يدل على التكامل الذي كان قائماً بين هذه الدول، لذلك تمكن أهل اليمن من الاحتفاظ بسيطرتهم على هذا الطريق مدة تزيد عن الألفين عام؛ منذ استئناس الجمل وحتى مطلع القرن السادس الميلادي، عندما انهارت دولتهم وخرج الطريق من أيديهم الى أيدي القرشيين فيما أصبح يعرف بطريق الإيلاف عندما احتل الأحباش اليمن.
1- في التاريخ القديم: من الخطأ الاعتقاد بأن دولة سبأ مثلها مثل الدول الأخرى (قتبان، معين، حضرموت، أوسان)، أنها كانت عمود التاريخ اليمني القديم، وكانت الدولة المركزية في اليمن، وما تلك الدول سوى تكوينات سياسية كانت تدور غالباً في فلكها؛ ترتبط بها في حقب قوتها، وتنفصل عنها عندما تأنس منها ضعفاً، غير أنها سرعان ما تعيدها الى حظيرتها عندما تتعافي وتستعيد قوتها. تعد دولة سبأ أهم وأقدم الدول اليمنية، وتاريخها يمثل تاريخ الوحدة اليمنية في عصور ما قبل الميلاد، حيث ارتبطت بها معظم الرموز التاريخية في اليمن القديم، فسبأ عند النسابة هو أبو حمير وكهلان، ومن هذين الفرعين تسلسلت أنساب أهل اليمن جميعاً، وهجرة أهل اليمن في الأمصار ارتبطت بسبأ، حتى قيل في الأمثال: «تفرقوا أيدي سبأ» والبلدة الطيبة التي ذكرت في القرآن الكريم هي أرض سبأ في قوله تعالى «لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور» صدق الله العظيم. ويمكن القول: إنه لا يوجد في تاريخ اليمن القديم كله ما يضاهي تاريخ وحضارة سبأ، حيث عمت شهرة سبأ آفاق العالم القديم، وباتت صفة (سبئي) تطلق على كل أهل اليمن. واستناداً إلى آثار سبأ وانتشارها نجد ان ملك سبأ كان يمتد من مأرب ليشمل اليمن كله إلى جانب المستوطنات السبئية في الحبشة وشمال غرب الجزيرة العربية على امتداد طرق التجارة الى فلسطين. وعندما تنافس الحميريون مع سبأ حلوا بدلاً منها في أواخر القرن الثالث الميلادي نجد أنهم قد لقبوا بلقب: «ملك سبأ وذي ريدان (وذو ريدان هو حمير)، أي إنهم عدوا أنفسهم أسرة جديدة حاكمة للدولة السبئية، وبعد ان تمكن (شمر يهرعش) من ضم حضرموت استطاع بذلك ان يوحد اليمن كلها، وحمل اللقب الملكي الطويل «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمانة» ليصبح بذلك أول التبابعة انطلاقا من ذكر المصادر العربية التي تشير إلى أن التبع هو الملك الذي تمتد سيطرته الى حضرموت والشحر. وقد تمكن خلفاء (شمر يهرعش) من المحافظة على تلك الوحدة التي تمت في عهده، بل إننا نجدهم خلال النصف الأول من القرن الرابع الميلادي قد توسعوا ومدوا سيطرتهم نحو مناطق شمال الجزيرة العربية؛ حيث وصلوا الى نجد وسواحل الخليج العربي، كما يذكر ذلك نقش عبدان الكبير، وقد مهد ذلك للتبع (أسعد الكامل)«أبي كرب أسعد» أن يضيف الإضافة الأخيرة الى اللقب الملكي في مطلع القرن الخامس الميلادي، وأصبح يحمل اللقب الملكي الأطول في تاريخ اليمن القديم وهو «ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الجبال وتهامه»، والمقصود بالطود وتهامة هي الجبال والسهول في منطقة شمال الجزيرة العربية، وكأنه أراد القول بأنه قد أصبح ملكاً للجزيرة العربية، وبذلك أصبح التبع الحميري حاكماً تلتجئ إليه كل قبائل الجزيرة العربية، وأصبح التبع للعرب بمثابة الخليفة للمسلمين، كما ذكرت كتب التاريخ وقد استمرت الأوضاع على ما كانت عليه حتى مطلع القرن السادس الميلادي حين بدأت الدولة بالضعف نتيجة الصراع الديني الذي شهدته إثر امتداد الديانتين اليهودية والمسيحية الى اليمن، حيث انتهى الصراع باحتلال الاحباش لليمن حتى طردهم منها (سيف بن ذي يزن) بمساعدة الفرس، الذين سرعان ما دبروا مؤامرة لاغتياله، وجعلوا من اليمن ولاية فارسية حتى ظهور الإسلام.
(2) في التاريخ الإسلامي: تعامل المؤرخون والجغرافيون العرب والمسلمون مع اليمن بصفته إقليماً واحداً، حيث نجدهم إبان عرضهم للأقسام الجغرافية للجزيرة العربية قد قسموا شمال الجزيرة العربية الى أربعة أقسام على أساس التضاريس الطبيعية المكونة لها، فالجبال هي الحجاز، والهضاب هي نجد، والسواحل الغربية تهامة، والسواحل الشرقية البحرين، في حين عدوا اليمن قسماً واحداً، ولم يقسموه على أساس تكويناته التضاريسية على الرغم من قولهم، إنه يشمل السهل والجبل، ولذلك فقد تم تصنيف أهل اليمن خارج اليمن عندما انتشروا في الأمصار على أنهم كتلة واحدة أمام الكتل المقابلة لها التي عرفت بالعدنانية أو المضرية أو الربعية. كان هناك إحساس بوحدة أهل اليمن عند ظهور الإسلام على الرغم من التفتت السياسي الذي عانت منه اليمن قبيل ظهور الإسلام، وقد برز ذلك الإحساس بهذه الوحدة عندما اتى وفد من أهل اليمن إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) حيث خاطبهم بقوله: «أتاكم أهل اليمن أرق قلوباً وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية» ولم يقل: أهل الأشاعرة، أو أهل تهامة، أو أهل صنعاء، أو أهل حضرموت، أو الإيمان شمالي، أو الحكمة جنوبية. وبعد دخول الإسلام إلى اليمن وانضمامه الى دولة الإسلام الفتية نجد ان اليمن قد قسمت الى مخاليف متعددة تراوحت بين الإثنين والأربعة، ومع ذلك ظل والي أحد هذه المخاليف هو صاحب الولاية العامة على كل (اليمن)، وكانت هذه الولاية العامة في البداية في يد صاحب مخلاف الجند، ثم انتقلت إلى يد صاحب مخلاف صنعاء، وبعد ذلك أصبحت اليمن ولاية واحدة ولها وال واحد، وذلك في عصر الخلفاء الراشدين والعصرين، الأموي والعباسي الأول.
وعندما بدأت الدول المستقلة تظهر في اليمن خلال العصر العباسي الثاني نجد الدولة الزيادية، ومن بعدها الدولة النجاحية قد اعطيت الولاية العامة على اليمن بصفتها ممثلة للخلافة العباسية، وكانت بقية الكيانات المعاصرة تقر لهم وتقدم لها الولاء. وبعد ذلك عرفت اليمن دولاً مدت سيطرتها على اليمن وصولا إلى مكة وكانت أولى هذه الدول هي الدولة الصليحية التي أسسها (علي بن محمد الصليحي)، ثم الدولة الأيوبية التي مثلت امتداداً لدولة (صلاح الدين الإيوبي) في مصر وبلاد الشام، ومن بعدها جاءت الدولة الرسولية التي أسسها (عمر بن محمد بن رسول)، ومن بعدها الدولة الطاهرية.
3- في التاريخ الحديث والمعاصر: يبداً هذا العصر بالحكم العثماني الأول لليمن عام 1538م حيث حكمت الدولة العثمانية اليمن كلها بصفتها ولاية واحدة حتى عام 1636م، يليه عصر الدولة القاسمية التي تمكنت من فرض سيطرتها على اليمن كلها منذ عهد الإمام المتوكل على الله إسماعيل، غير ان ضعف الأئمة، وكثرة صراعاتهم، أدى الى تفتيت الوحدة السياسية لليمن.
وقد شهد القرن التاسع عشر عودة العثمانيين الى اليمن للمرة الثانية (1849-1872م)، وسيطرتهم على المناطق الشمالية والغربية، وحدث احتلال الانجليز لعدن في عام 1839م، وتوسعهم في بقية المناطق الجنوبية والشرقية، وهو ما أدى الى تقسيم اليمن بين العثمانيين والانجليز عام 1914م، وكان ذلك التقسيم أساساً للتشطير، حيث قامت المملكة المتوكلية اليمنية ومن بعدها الجمهورية العربية اليمنية، فيما أصبح يعرف بالشطر الشمالي، في حين قامت جمهورية اليمن الديمقراطية فيما أصبح يعرف بالشطر الجنوبي لليمن. ومع ذلك ظل المجتمع اليمني يشعر بوحدته وكيانه الواحد، حيث تبدى ذلك بوضوح في وحدة نضاله ضد الإمامة والاحتلال فقد اتخذت حركة الاحرار المناضلة ضد الحكم الإمامي من عدن منطلقاً لها؛ بل واندمجت في حركة واحدة مع المناضلين الجنوبيين في الجمعية اليمانية الكبرى، وبعد قيام ثورة سبتمبر 1962م وإعلان الجمهورية في الشمال هب أبناء الجنوب الى جانب إخوتهم الشماليين للدفاع عنها، بينما عمل الشماليون على دعم ثورة الكفاح المسلح ضد الاستعمار البريطاني، وأصبح الشمال قاعدة لإنطلاق ثورة التحرير. وبعد انتصار الثورة اليمنية وقيام نظامين متناقضين، ظل الشعب واحداً بكل مكوناته، حيث كانت تتضح تلك الوحدة عندما يلتقي أبناء اليمن ويتعاملون بصفتهم أبناء شعب واحد، وقد اتضح ذلك جلياً في الاتحادات الطلابية التي كونها الدارسون اليمنيون في الخارج، واتضح كذلك في التشجيع الرياضي عندما كان يلتقي أبناء اليمن لتشجيع أي منتخب يلعب في الخارج، وكأنه منتخب اليمن كاملاً، وتجدر الإشارة أنه لم يجرؤ أي من النظامين على عد القادمين من الشطر الآخر أجانب آنذاك، لذلك وجدنا شخصيات جنوبية تتقلد أرفع المناصب في الحكومات الشمالية، وكذلك تمكنت شخصيات شمالية من الوصول الى قمة هرم السلطة في الجنوب.
في الثاني والعشرين من شهر مايو سنة 1990م أنجز الشعب اليمني أكبر وأهم هدف من أهداف ثورته وهو أكبر إنجاز حققه اليمن في التاريخ الحدث والمعاصر بإعادة تحقيق الوحدة. وفي ظل أفول حدة الحرب الباردة، وانهيار المعسكر الاشتراكي التقطت القيادة السياسية اللحظة التاريخية المناسبة للدعوة الى الوحدة اليمنية بصفتها صمام أمان لليمن في ظل المتغيرات الدولية، وحلاً جذرياً لكل آلام وسلبيات التشطير، ووجدت هذه الدعوة قبولاً جماهيرياً واسعاً ، واستجاب الكل لهذه الدعوة التي انطلقت في لحظة تاريخية مناسبة، وبعد ستة أشهر من توقيع اتفاق عدن التاريخي في 30 نوفمبر 1989م ارتفع في عدن في 22 مايو 1990م علم الوحدة وتأسست الجمهورية اليمنية وارتبط بالوحدة الديمقراطية، والتعددية الحزبية، والتبادل السلمي للسلطة، وبدأت اليمن مرحلة جديدة في حياتها الداخلية وفي علاقتها الخارجية .