انتقد النائب الفرنسي في البرلمان الأوروبي تييري مارياني سجل حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية، كما انتقد بلاده وبعض الدول الأوروبية لـ”معاملتها الاستثنائية” للسعودية على الرغم من سجلها السيء، واصفا تصدير السلاح لبلد مثل السعودية بـ”الأمر الخطير”.
جاءت تصريحات مارياني العضو في حزب الجمهوريين – الوزير السابق لشؤون النقل ووزير البيئة والتنمية المستدامة والنقل والإسكان في حكومة فرانسوا فيون الثالث، خلال مقابلة صحافية نشرها موقع “Brussles Morning”، اليوم الجمعة.
وأوضح النائب أن البرلمان الأوروبي يتابع عن كثب الأوضاع في السعودية وكان قد تم اعتماد قانون “ماغنسكي” لفرض العقوبات على الأشخاص والدول المتورطين في مختلف الجرائم. وقد قام البرلمان الأوروبي بتبني ذلك عقب مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في 2018.
وحول الانتهاكات التي يتعرض لها الصحافيون في السعودية، وما يمكن فعله لمساعدتهم، قال مارياني إن “العلاقات الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي مع الدول تقوم على تقييم مستمر لوضع حقوق الإنسان، وبالتالي حرية الصحافة، في البلد المعني.
وأشار إلى أن “حماية حرية الصحافة والتعبير هو أمر هام جدا وكذلك حماية وتعزيز حرية وسائل الإعلام “.
وأضاف أن البرلمان الأوروبي يراقب الوضع في السعودية وقد استمع إلى العديد من المنظمات غير الحكومية التي تنتقد وضع حقوق الإنسان فيها.
ولفت مارياني إلى “وجود تسامح كبير من المجتمع الدولي تجاه السعودية”، مشيرا إلى انعقاد المنتدى الإعلامي الدولي في الرياض في ديسمبر 2019 على الرغم من قمعها للأقلية الشيعية، والحرب في اليمن، وتمويل الجماعات المسلحة السورية، وإثارة التوترات مع قطر.
وأعرب النائب، في معرض رده على سؤال حول تعذيب النشطاء والناشطات في السجون السعودية، عن اشمئزازه من هذه الممارسات، لافتا إلى أنه “لا يمكن الاستمرار في التعامل مع الموضوع من منظور المعايير المزدوجة في المنطقة”. وأضاف قائلا “ما يندد يتم التنديد به في إيران، يجب أن يُندد به في السعودية، على الرغم من علاقاتنا التجارية المتميزة. لقد صادقت السعودية على اتفاقية مناهضة التعذيب في 1997، التي تدين بالفعل مثل هذه الممارسات، لكنها لم تصادق على الإضافات التالية والاتفاقية الدولية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية”.
وقال النائب الفرنسي إن البرلمان الأوروبي لا يجب أن يقف مكتوف الأيدي. وعليه أن يتبنى نهجا واقعيا للتعامل مع هذه الانتهاكات، وأن يطالب السعودية بتنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع الاتحاد الأوروبي.
وتطرق مارياني إلى علاقة بلاده “المميزة للغاية” مع السعودية، قائلا إن من الواضح أن “تجارة الأسلحة مع السعودية لن تتوقف غداً… ولكن من ناحية أخرى، علينا كدولة أن نحد من نطاق واستخدام الأسلحة التي يتم تسليمها. الواقعية لا تستبعد الأخلاق”. وأشار في هذا لسياق إلى قرار مجلس الدولة البلجيكي بمنع 17 رخصة تصدير إلى الرياض لأن الشروط لم تستوف لضمان عدم استخدام هذه الأسلحة في اليمن”.