ندى سامي
مع تصاعد أزمة فيروس كورونا المستجد رصدت بعض الإحصائيات زيادة أعداد الأشخاص المتوفين قبل وصولهم للمستشفى وتلقي العلاج، ما جعل الكثير من العلماء يواصلون البحث عن أسباب ذلك، وتبين اشتراك بعض المصابين في مرض يعرف بـ”الرئة الصامتة”.
التقرير التالي يستعرض أسباب وفاة ضحايا كورونا قبل الوصول إلى المستشفى، وما هي الرئة الصامتة؟
لاحظ بعض الأطباء على الكثير من المرضى انخفاض تشبع الأكسجين بالدم بالرغم من عدم المعاناه من ضيق في التنفس، ويقول فاندانا باتل، طبيب الأمراض الصدرية، إن هذه الظاهرة تعرف باسم نقص الأكسجين الصامت، وفقًا لموقع “Health”.
وأضاف أن المصابين بالرئة الصامتة يعانون من انخفاض مستويات تشبع الأكسجين في الدم، وفي أجسام المصابين بفيروس كورونا، فإن بعض الأشخاص لا يشعرون بأي ضيق في التنفس أو أي أعراض أخرى تتزامن مع حدوث متلازمة ضيق النفس الحادة،
يشرح الدكتور باتل، أن مستوى تشبع الأكسجين في الدم شبه الطبيعي يزيد عن 90% فإذا قام المريض بتسجيل رقم أقل من ذلك فقد لا تحصل الدماغ على الأكسجين الذي تحتاجه، مما يؤدي إلى الشعور بالتعب والخمول في البداية، إذا انخفض المستوى حتى 80% فهناك خطر من تلف الأعضاء الحيوية قد يصل الموت.
ونشر ريتشارد ليفيتان، طبيب الطوارئ في مستشفى بلفيو في مدينة نيويورك، مقالًا في صحيفة نيويورك تايمز حول تجربته مع مرضى كوفيد 19 الذين يعانون من نقص الأكسجين الصامت، قال إنه كان يرى المرضى الذين تمتلئ رئتاهم بالسوائل أو الصديد، لكنهم لم يواجهوا صعوبات في التنفس متوقعة مع هذه الأعراض حتى اليوم الذي وصلوا فيه إلى المستشفى، وقد يفسر ذلك ارتفاع أعداد الوفيات قبل الوصول إلى المستشفى.
بعض مرضى الفيروسات التاجية التي رآها الدكتور ليفيتان مصابين بالالتهاب الرئوي كانت مستويات تشبع الأكسجين في الدم لديهم منخفضة بنسبة 50%، مما يثبت مدى صمت نقص الأكسجين الصامت.
في العديد من حالات كوفيد 19 يتسبب الفيروس في إصابة الحويصلات الهوائية في الرئتين، ويقول الدكتور باتيل: “يؤثر الفيروس التاجي على الأكياس الهوائية، ويسبب الالتهاب الرئوي، مما يؤدي إلى ضعف في انتشار الأكسجين، في البداية تظل الرئتان تعملان، ويمكن أن تطرد ثاني أكسيد الكربون لذلك لا يشعر المرضى بأي إحساس بضيق النفس”
خيارات علاجية مطروحة
أدرك الأطباء أن نقص الأكسجين الصامت في وقت مبكر، يمكن معالجته من خلال أنابيب الأنف أو قناع الوجه أو أنبوب يوضع في القصبة الهوائية لإدخال الأكسجين، ويقول الدكتور باتيل إن وضع المرضى في وضع رأسي أو شبه مستلق حيث يكون الرأس والجذع بزاوية 45 درجة، أو في وضعية الانبطاح أي الاستلقاء على بطنهم قد يساعدهم، مع ضرورة المراقبة الدقيقة عن طريق اختبارات الدم بشكل دوري.
ولمنع نقص الأكسجين الصامت، يجب منع تلف الرئة الذي يسببه أولاً، ومع ذلك يمكن أن يساعد جهاز مراقبة الأكسجين والذي يسمى “مقياس التأكسد النبضي” في الكشف عن مستويات الأكسجين المنخفضة وتنبيه الأشخاص إلى التماس الرعاية الطبية المبكرة كما يقول الدكتور باتيل، وقد يساعد ذلك في تقليل أعداد الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد.