تمكنت 5 دول في العالم حتى الآن من الانتصار على فيروس كورونا المستجد، وذلك بفضل اتخاذها إجراءات مبكرة لمكافحة الجائحة التي تجاوز عدد قتلاها في العالم 200 ألف شخص، حتى الأحد 26 أبريل/نيسان 2020، بينما تجاوز عدد المصابين مليونين و900 ألف شخص.
موقع Stuff النيوزيلندي، تحدث الأحد عن البلدان الخمسة التي تنتصر في معركتها ضد كورونا، وهي:
تايوان: رغم قربهم من مصدر تفشي المرض في الصين، تمكن سكان تايوان البالغ عددهم 24 مليون نسمة من تجنب الإغلاق الكلي الذي واجهته أغلب دول العالم.
بحلول صباح الجمعة، 23 أبريل/نيسان 2020، سجلت الجزيرة المعروفة بمواجهتها العدائية لبكين، 6 وفيات فقط بفيروس كورونا و427 حالة إصابة مؤكدة.
يعتبر نجاح تايوان المبكر بمثابة تتويج لعملية اتخاذ القرار العاجلة، ومركزية التخطيط والتكنولوجيا الجيدة، وسرعان ما تولت الحكومة إنتاج وتوزيع أقنعة طبية بعد مراقبة التصاعد الحاد في أسعار السلع لتجنب الشراء بدافع الهلع.
استُخدمت أيضاً أنظمة تتبع الهواتف لضمان التزام المسافرين بالحجر الإلزامي لمدة 14 يوماً بشروط العزل الخاصة بهم، وإذا ابتعد أي شخص عن المنزل لمسافة بعيدة سيتلقى المسؤولون مكالمة أو رسالة نصية لتتبع موقعه، وفي بعض الحالات سوف تأتي الشرطة أيضاً وتطرق الباب.
ألمانيا: بعد قرابة ثلاثة أشهر من أول حالة مسجلة بمرض “كوفيد-19″، برزت ألمانيا بوصفها نموذجاً للنجاح في قارة دُمِّرت إلى حد كبير بسبب هذه الجائحة العالمية.
فعلى غرار العديد من الدول الأوروبية، فرضت ألمانيا عمليات الإغلاق في مارس/آذار 2020، وهو ما ساعد على احتواء انتشار الفيروس، وكشفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي كانت عالمةً قبل دخولها عالم السياسة، عن عواقب تجاهل النصائح الصحية بصرامة حقيقية.
يقول خبير الأمراض المعدية بجامعة موناش، البروفيسور ألين تشينغ، إن جزءاً كبيراً من نجاح البلاد يعود إلى إجراء الفحوصات على نطاق واسع، مضيفاً: “كلما أجريت فحوصاً أكثر تلقيت حالات خفيفة، وهذا يتيح لك فرصة لمتابعة هذه الحالات للتأكد من أن الفيروس لا ينتقل إلى الآخرين”.
وفقاً لنظام تتبع فيروس كورونا في موقع Worldometers، أجرت ألمانيا حتى الآن أكثر من مليوني اختبار، أو ما يعادل 24738 اختباراً لكل مليون شخص.
جنوب إفريقيا: في بلد يعاني من ركود اقتصادي بالفعل، يمثل فيروس كورونا اختياراً مغامراً للعديد من سكان جنوب إفريقيا الذين حالفهم الحظ وعثروا على وظيفة؛ إما تنفيذ التباعد الاجتماعي والمخاطرة بالتعرض للجوع أو الاستمرار في العمل والمخاطرة بالتعرض للعدوى،
وكثيرون منهم يختارون الخيار الثاني.
لكن بينما تدرك السلطات أنه لا يمكنها حتماً تفادي الآثار المترتبة على الفيروس، حاولت تقليل الضرر من خلال الاختبارات المكثفة، بالاستفادة من خبرة العاملين في المجال الطبي والمنظمات غير الحكومية التي ساعدت في مكافحة مرض معدٍ آخر دمر البلاد؛ وهو فيروس نقص المناعة البشرية.
جرى تسجيل تواريخ سفر السكان بالإضافة إلى درجات حرارتهم، بينما أُنشئت عيادات خيرية في البلدات لتقييم حالات أولئك الذين لا يمكنهم تحمل نفقات سيارة أو تكلفة المواصلات العامة.
من جهتها، تقول المختبرات الوطنية للصحة، إن جنوب إفريقيا كانت تعمل على إجراء اختبار لـ 30 ألف شخص يومياً بحلول نهاية الشهر الجاري؛ وذلك بهدف رسم خرائط جغرافياً لتوضيح كيفية انتشار الفيروس.
كوريا الجنوبية: بدأت كوريا الجنوبية تنفيذ إجراءات الحجر الصحي والفحص الجماعي التي اتُّخذت من أجل الوافدين من ووهان في وقت يعود إلى 3 يناير/كانون الثاني، وبدأت مبكراً بنظام اختبار طموح ويسهل الحصول عليه.
بحلول 8 مارس/آذار 2020، جرى اختبار 189273 مواطن، مقارنةً بـ 1707 فقط في الولايات المتحدة، التي ظهر بها المرض بالتزامن مع كوريا الجنوبية.
قال الخبير بجامعة غرب أستراليا، جورج ميلن، الذي تعمل ابنته صوفي في مدرسة خاصة في كوريا الجنوبية، إن البلاد تتمتع أيضاً بميزة فريدة أخرى؛ وهي الإذعان، موضحاً: “تضع الحكومة توصيات ويتبعها الشعب”.
أستراليا: لدى أستراليا سبب يدعو إلى التفاؤل المشوب بالحذر، فبعد ثلاثة أسابيع من الإغلاق الأقل صرامة مقارنةً بدول أخرى، جرى الحد من معدلات العدوى والوفيات في البلاد.
تتراوح معدلات الإصابة اليومية الآن بين 10 حالات أو أقل، وهناك أيام كانت معدلات دخول المستشفيات في البلاد أسوأ بخمس مرات من نيوزيلندا، رغم أن الخبراء حذروا من ذلك.
نسب البعض نجاح أستراليا إلى نظامٍ أكثر تطوراً لتعقب مخالطي المرضى في بداية الجائحة.