أن تقصف السعودية بغارات مكثفة في مطلع العام السادس من عدوانها علی اليمن نفس المواقع والاهداف التي قصفتها في اليوم الأول من الحرب فهذا دليل حالة التخبط الذي وصلت له، بعد فشل استراتيجتها العسكرية في تحقيق اي نصر عسكري او حتی سياسي .
بل العكس تماما مع مرور كل يوم جديد من الاستمرار في الحرب تفقد الرياض ماتبقی بيدها من اوراق كانت كسبتها سابقا وتتساقط مناطق تحت سيطرة ادواتها وتتعمق الخلافات فيما بين الدول الحليفة لها من جهة وما بين الشركاء المحليين من جهة اخری.
والغريب انها رغم كل ذلك مستمرة علی مواصلة نفس النهج الذي اوصلها لهذا الفشل وتواصل حتی قصف مواقع عسكرية اصبحت اطلالا وسبق وقصفتها بمئات الغارات طوال خمس سنوات مضت وفي المقدمة قاعدة الديلمي والنهدين وعطان ونقم والحفا وغيرها .
ربما الانجاز الوحيد الذي حققته مقاتلاتها اليوم ويضاف لسجلها الإجرامي، نفوق 70 خيلا عربيا أصيلا وإصابة 30 في الغارات على الكلية الحربية بصنعاء .
وحتی وان كانت تعتبر هذه الغارات ردا علی استهداف عاصمتها بصاروخ باليستي مرسل من صنعاء ، فغياب اي هدف عسكري جديد تقوم بقصفه دليل علی انتهاء قائمة الاهداف امامها وذلك طبيعي بعد شن طيرانها الحربي مايقارب نصف مليون غارة دمرت البنية التحتية والعسكرية في اليمن طوال السنوات الماضية لكن ذلك لم يمكنها من تحقيق اي انتصار يذكر، ناهيك عن مواصلة الحرب بهذه الاستراتيجة الفاشلة اوصلها لمرحلة العجز والتخبط التام واقعها في المزيد من الانكسارات والهزائم العسكرية والخسائر المادية والبشرية ويكفي الاشارة فقط ان عاصمتها تتعرض للقصف بصاروخ باليستي في بداية العام السادس !!
لكن للاسف السعودية تكرس فشلها وتغرق كل يوم في المستنقع اليمني وتضاعف جرائمها بحق شعب فرضت الجغرافيا والتاريخ ان يكون بلداجارا وشقيقا لها، وجرائمها تلك لن تستطيع طمسها والتنصل من تبعاتها القانونية، فضلا عن كونها تغرس العداوة والبغضاء في قلوب اليمنيين.
ولذلك ليس امام السعودية من خيار اذا ارادات حفظ ماء الوجه الا التعجيل بانهاء الحرب والتكفل باعمار مادمرته والتعويض عن الخسائر البشرية وتدعم مشاورات سلام يمنية – يمنية بين الأخوة الفرقاء الاعداء بمايمكنهم من استخلاص حلولا توافقية تنهي ازمة بلدهم وتنقذ ماتبقی دون اي تدخل خارجي .
نصيحة قلناها وكررناها مرارا طوال خمس سنوات ونجددها اليوم، لكن عليها في ذات الوقت ان تدرك انها اذا استمرت بنفس استراتيجيتها الغبية، ربما لاياتي عام جديد وبيدها اية ورقة تناور بها في الملف اليمني وتكون هزيمتها منكرة .