أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن الشعب اليمني قادم في العام السادس من الصمود بمفاجآت لم تكن في حسبان تحالف العدوان وبقدرات عسكرية متطورة وانتصارات عظيمة.
كما أكد السيد عبدالملك الحوثي في كلمته بمناسبة يوم الصمود الوطني، الاستعداد لخيار السلم ووقف الحرب إذا اتجه العدوان بقرار جاد لإيقاف العدوان ورفع الحصار.
وقال ” اليمن شهد الخمس السنوات أعنف حرب على وجه المعمورة وأشرس عدوان على وجه الدنيا، استهدف الشعب اليمني بإشراف أمريكي وتنفيذ سعودي وحلفائه، قابله صمود أسطوري وثبات لا مثيل له في تاريخ شعبنا”.
وأضاف” نقدّر للشعب اليمني الموقف الحق وترجمتهم موقفهم بالتضحية وفي مقدمتهم رجال الميدان الذين لا يزالون مرابطين في الجبهات “.. مشيراً إلى أن الشهداء كانوا في ذروة العطاء، والجرحى من بعدهم، فيما إسهام الأسرى وأسرهم كبير في الثبات على الموقف.
وأشاد بتضحيات الشعب اليمني في كل مسارات العمل لدحر العدوان والتصدي له .. مبيناً أنه سُخرت في هذا العدوان منذ أول لحظة، أفتك الأسلحة لاستهداف وتدمير كل المقدرات والإمكانات الخدمية للشعب اليمني.
ولفت قائد الثورة، إلى أن الهجمة الوحشية شاهدة على سوء أهداف العدوان وكسب بذلك أسوأ صيت في الدنيا .. موضحاً أن ممارسات العدوان بالمناطق المحتلة، كشفته كمحتل وصراخ الخونة واعترافهم بأن وضعيتهم وضعية احتلال.
منطلقات الصمود:
وأفاد أن منطلقات صمود الشعب اليمني، إيمانية وأخلاقية، لا يقبل الخنوع لغير الله .. مشيراً إلى أن العدو راهن على هجمته الكبيرة والغطاء الذي يتمتع به على حسم سريع لا يتجاوز أسبوعين وبالحد الأقصى شهرين، كما راهن على الزمن وتراكم الجرائم لإضعاف الشعب اليمني وكسر إرادته وإثارة الفتن الداخلية.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي فشل فتن العدوان الداخلية بفضل الله ووعي اليمنيين الأحرار وموقفهم الحازم والحاسم، وكذا فشل كل مؤامرات العدوان، وما تحقق له هي أهداف محدودة وغير مضمونة باحتلال بعض المناطق.
مسار تصاعدي:
وذكر قائد الثورة، أن مسار الصمود كان تصاعدياً وحقق تماسكاً حال دون هدف العدوان في الانهيار التام .. وأضاف ” إن أول نتائج الصمود هو تماسك الدولة والمجتمع والمكونات ضد العدوان، وبقي لنا من التماسك الاقتصادي، ما ساعدنا على الثبات والصمود”.
وأثنى على الدعم والمساندة الشعبية للجبهات والذي لم يتوقف طوال السنوات الخمس رغم ما مر به الشعب اليمني من منعطفات خطيرة .. مشيرا إلى استمرار القوافل حتى من الأسر الفقيرة لدعم الجبهات وكانت وما تزال مواكبة وشاهدة على عطاء اليمنيين.
تطور القدرات العسكرية:
وتوقف السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، عند تطور القدرات العسكرية لليمن.. وقال” استمر التطوير للقدرات العسكرية وكان بمثابة معجزة لولا معونة الله والعزم والاجتهاد”.
وأكد أن الشعب اليمني بات يمتلك اليوم قدرات عسكرية متطورة ومتنوعة، ينتج مختلف أنواع الأسلحة، مضيفا” الإنتاج العسكري اليوم ينتج من الكلاشينكوف إلى الصواريخ الباليستية وطائرات مسيرة في ظل حصار ووضع اقتصادي صعب”.
وبين أن القدرات والعمليات العسكرية أخذت مساراً تصاعديا تكللت بإنجازات ميدانية كبيرة ونتائج مهمة .. منوها بالجهود الكبيرة للأجهزة الأمنية والتي واجهت حرباً شرسة وحققت إنجازات كبيرة وساهمت في المرابطة والمشاركة في الجبهات.
وأشار إلى أن معظم المسارات بدأت من نقطة الصفر إلى مربع الإنتصارات وتثبيت معادلات وفرض توازن الردع .. موضحا أن الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليوم في مداها البعيد ودقتها في الإصابة وقدرتها التدميرة، ثبتّت توازن الردع.
وتحدث عن موقف المجتمع الدولي الذي ساهم في خذلان الشعب اليمني والوقوف إلى جانب العدوان عدا عن مراجعة بعض الدول مؤخرا لمآلات الأحداث.
خسائر عسكرية واقتصادية:
وعرج قائد الثورة، على الخسائر التي تكبدها تحالف العدوان ..وقال” تحالف العدوان تكبد خسائر عسكرية واقتصادية وغيرها واعترف بهزائمه على المستوى الإعلامي”.
ودعا تحالف العدوان إلى الاستفادة من إخفاقاته في كل المجالات بعد أن بات تقييم الكل على ذلك .. وقال” التقييم العام والدراسات تؤكد أن الخسائر الاقتصادية للنظام السعودي كبيرة وطموحاته فشلت”.
وأضاف” الحالة الاقتصادية التي يعاني منها النظامان السعودي والإماراتي هي مرحلة أزمة وتراجع مستمر، فهناك أزمة سياسية في النظام السعودي باتت معروفة في اعتقالات داخل الأسرة وملاحقات داخل وخارج المملكة”.
ولفت السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي إلى أن الإخفاق العسكري السعودي واقع رغم الحماية والسخرية والابتزاز الأمريكي .. وتابع” للأسف قدم النظامان السعودي والإماراتي في الذهنية العامة أنهم أسوأ من إسرائيل، فيما أمريكا وإسرائيل ترغبان في تقديم النموذج الوحشي للسعودية والإمارات بدلا عن إسرائيل”.
لا جدوى من استمرار العدوان:
وخاطب قائد الثورة تحالف العدوان بالقول” لا جدوى من الاستمرار في العدوان بعد كل الفشل والخسائر، فاستمراركم بعد خمس سنوات من العدوان لن يوصلكم إلى أهدافكم المشؤومة أبداً”.
وقال” ألا تجدون أن مسار صمود شعبنا في تصاعد وكلما استمر عدوانكم كلما كان وضعنا أقوى وأعظم، ألا تأخذون العبرة والدرس المهم أنكم لا تجنون إلا مزيدا من الفشل كلما استمر عدوانكم”.
وأضاف ” لا مبرر لكم في الاستمرار بالعدوان، وليس صحيحا أن الشعب اليمني يشكل خطراً على أمن أحد في محيطه العربي والإسلامي، ومن لهم موقف مبدأي تجاه قضايا أمتنا الإسلامية لا يشكلون خطراً على أحد في المحيط العربي والإسلامي”.
وتابع” إن كان هناك حفنة من الخونة باعوا أنفسهم، فإنهم لا شيء أمام الملايين من أبناء الشعب اليمني الذي يحمل الهوية الإيمانية، فهناك تأييد إلهي وقضية عادلة وموقف حق يتمسك به شعبنا ووعي بخطورة التقصير”.
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أنه لا يمكن التفريط ولا المساومة ومستعدون لتقديم التضحيات، فكلفة التفريط والاستسلام لا يمكن القبول بها.
وخاطب تحالف العدوان” هل تستكثرون على شعبنا الحرية والاستقلال ؟ وهل ذلك يشكل طامة عليكم؟، أنتم بحاجة لإعادة النظر في طبيعة نظرتكم للآخرين وإلى الشعب اليمني”.
الشعب اليمني جدير بالحرية:
وذكر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن الشعب اليمني جدير بالحرية والاستقلال، وله تاريخ وأصالة وعُرف أنه مقبرة الغزاة ومن يفكر أن يجعله أداة تحت سيطرته، فهو واهم وحالم .. وقال” من يستكثر علينا الاستقلال ويسعى لتروضينا على الخنوع، فهو فاشل وخائب ولن يصل إلى تحقيق أهدافه”.
ودعا النظام السعودي إلى تغيير نظرته السوداوية تجاه الشعب اليمني واحترام حق الجوار .. وقال ” يفترض أن ينظر إلى اليمن من محيطه أنه شعب يتمتع بمكارم الأخلاق ولا يمثل خطراً على أبناء أمته”.
واعتبر من يسعى لإذلال الشعب اليمني، إنما يسعى للخيال والسراب .. وتابع “عاش أحرار شعبنا ثمرة التوكل على الله في زمن كان البعض يعتبر الصمود في وجه العدوان مستحيلا”.
ومضى قائلا” لم يكن واقعنا هو التماسك فحسب بل كان توجهنا للبناء والقدرات العسكرية مثال بارز ونثق ونتيقن أن الله سيمّن علينا ويحقق لنا النتائج المهمة في المسار الاقتصادي”.
موقع متقدم:
وأكد السيد عبدالملك الحوثي أن الانتصارت والإنجازات التي تحققت والقدرات التي وصل إليها الشعب اليمني هي نتاج معونة الله مع العمل والتضحية .. وقال ” لو بلغ حجم مظلوميتنا ما بلغ دون أن نبذل الجهد لم تكن المظلومية لتكفي لتحقيق الصمود والتماسك، ولكي تثبت وتتماسك لا يكفيك أن تكون مظلوماً، بل يجب التحلي بالمسؤولية والسعي متوكلا على الله”.
وأضاف” وصلنا اليوم إلى موقع متقدم يتطلب منا الاستمرار في التوكل على الله وتوجهنا العملي باهتمام وسعي أكبر لإحراز النصر”.. لافتا إلى أن بناء مؤسسات الدولة وخدمة الشعب، يتطلب تعاوناً لبناء الجانب الاقتصادي وجوانب أخرى.
وأشار إلى أن اليمن بلد زراعي لمختلف المحاصيل وله بيئة متنوعة تساعد على تكامل وتوفير ما يحتاجه الناس من الغذاء .. مطالباً التجار التعاون مع الفلاحين وكذا مؤسسات الدولة لصالح دعم الإنتاج الزراعي المحلي وتحسينه وتوفيره.
وأوضح قائد الثورة أن إصلاح وتطوير قطاع التعليم سيساعد في تطوير البلد وتحقيق نتائج إيجابية في كل المجالات .. معتبراً الاستحضار المستمر لجرائم العدوان والمخاطر الكبيرة دافعاً للتحرك الجاد في مختلف مجالات العمل.
وأردف “إذا غاب عنا ما يفعله العدوان وما يريده بعدوانه علينا سنتحرك بروح باردة “.. مؤكداً ضرورة العناية بالتكافل الاجتماعي بعيداً عن الرهان على المنظمات، التي تقدم شيء محدود ومحكوم بسياسات، لا ينبغي الاعتماد عليه.
وبين أن الاهتمام بإخراج الزكاة سيفي بالغرض وستعالج البؤس، إضافة إلى الإنفاق، وجمع الزكاة سيغني الحاجة للمنظمات التي تعّود من تقدم لهم مساعدات على القعود .. موضحاً أن هيئة الزكاة لها برامج في التمكين الاقتصادي ومعالجة مشاكل الفقر بالعودة للعمل والإنتاج.
ولفت إلى أن العناية باليد العاملة والتعاون مع الجمعيات الخيرية تحتاج إلى التفاتة أكبر، وكذا العناية بالسلم الاجتماعي وحل مشاكل الثأر التي ينبغي التركيز عليها خلال المرحلة الراهنة.
دعوة لوقف العدوان:
وجدد قائد الثورة، الدعوة لتحالف العدوان لإيقاف عدوانه ورفع الحصار بشكل واضح وقرار صريح وبشكل عملي.. وقال “لا بد من موقف واضح لوقف العدوان وليس إطلاق التصريحات مع الاستمرار في الغارات والحصار والاحتلال “.
وأضاف “أنصح الخونة إلى الاستجابة لجهود اللجنة الوطنية للمصالحة ” .. لافتا إلى أن تحالف العدوان يذل الخونة ويقهرهم والوضعية التي هم فيها لا تدعوهم للتشبث بها.
فيروس كورونا:
وكشف قائد الثورة عن انتشار فيروس كورونا في أوساط الخونة .. وقال “مما يخفيه الخونة وتحالف العدوان هو انتشار كورونا بين أوساط الخونة في عدد من الجبهات والمحاور، حيث تؤكد مصادرنا انتشار كورونا في جبهة ميدي وبأعداد كبيرة”.
موقف مبدئي:
وأشاد السيد القائد، بالموقف الإيجابي والمتضامن والمناصر لحزب الله في لبنان والأحرار في العراق وسوريا وبقية شعوب العالم .. مؤكداً على ثبات الموقف المبدئي للشعب اليمني في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني وإدانة كل أشكال التآمر عليه.
وعبر عن الاستنكار الشديد لما تقوم به السلطات السعودية من اختطاف لأعضاء في حركة حماس ومحاكمتهم .. معلناً الاستعداد للإفراج عن أحد الطيارين الأسرى مع أربعة من ضباط وجنود المعتدي السعودي مقابل الإفراج عن المختطفين من حركة حماس.
وقال” النظام السعودي يحاكم المختطفين الفلسطينيين بتهمة دعم جهة إرهابية ويقصد المجاهدين” . . مؤكدا الجهوزية التامة لإنجاز عملية تبادل الأسرى التي دأب العدوان على التنصل منها.
واختتم السيد القائد كلمته بالقول” على شعبنا أن يثق بالفرج وبنصر الله وأن للصبر عاقبة حميدة يحددها الله سبحانه وتعالى”.