لا شيء نحسد عليه فواقعنا المؤلم طيلة سنوات الحرب يؤكد أننا نعاني من ويلاتها المستمرة، والتي أنعكس رحاها سلبا بل ونقمة علينا وعلى أجيالنا وصرنا كشعب يمني محط أنظار وشفقة العالم أجمع، حيث صار وضعنا أكثر غرابة وواقعنا لا يمكن أن يتعايش معه أي شعب في العالم أو حتى مجاراته والاستمرار تحت وطأته. فشعبنا اليمني بات من الشعوب الأكثر فقرا في العالم نظرا لتوقف صرف الأجور وانعدام الوظائف، حتى المهن الحرة المستوعبة للأيادي العاملة تعاني من البطالة المقنعة وانعدام وسيلة العيش الكريم ، ناهيك عن أنتشار الامراض القاتلة والأوبئة التي فتكت ولاتزال بالكثير من أبناء هذا الوطن الحزين ، في ظل انعدام الوقاية الطبية اللازمة لمكافحة مثل هذه الأمراض المستعصية والجديدة على واقع شعوبنا ، وبالأخص شعبنا اليمني الذي صار يواجه أعتى مصيرا وأشد واقعا في سبيل الحصول على أبسط سبل العيش التي قد تحفظ له بقائه واستمراريته في الحياة والتعلق ولو بطفيف من الأمل في تغير حياته للأفضل خلال مراحل عمره المقبلة في ظل غياب الأمن والاستقرار المعيشي الذي بات مرهونا بصحوة الأطراف السياسية المختلفة على صنع مستقبل هذا البلد الجريح وشعبه كل من وجهة نظرته السياسية، والتي في حالها الراهن هذا لا تمت بأي صلة لصنع مستقبل أفضل لهذا الشعب الذي يعاني من البؤس ، الأمر الذي يستدعي وجوب تقديم التنازلات من كافة الأطراف المتناحرة التي في مجملها ستعمل على تقريب وجهات النظر السياسية وستخدم في الأساس أولا وأخيرا تحقيق السيادة والأمن والاستقرار لهذا الوطن ، ووضع مصلحته فوق كل المصالح الأنية والطائفية والمناطقية والحزبية والسياسية المختلفة ، التي باستمرارها على هذا المئال الذي لا يمكن معه تحقيق التقدم والرقي لهذا البلد وشعبه، فهل نعي جميعا خطورة هذه المرحلة في ظل المتغيرات العالمية المفروضة على شعوبنا، هل أستوعبنا الدرس جيدا أم على قلوب أقفالها؟!.