نجيب التركي
ما عدت أدري كيف يتسنى لـ “عبد المجيد” كل هذه العظمة في كتاباته، ولا أريد أن أعرف، لأنه قال، المعرفة ألم كبير.
أحتسي نصوصه وأخالني أعب نبيذا لم أعرف طعمه بعد، عناقيده لم تزل في طور النمو، وأنا المختال بالتذوق قبل ملامسة الشفاه.
كالماء ينساب من بين الأصابع، كالشمس حينما تعطف على الخالية قلوبهم من الدفء، كطالب معرفة غدوت ممتلأ بالثقة وأنا أقلب صفحات كتابه (هكذا أنا).
ضربا من الجنون، المقارنة بما في الساحة الأدبية من غث الكتب، وما يتصدر المشهد الإبداعي كحرف مخملي متمثل في سطور مجيد المجيد، وبين ما يتضمنه كتاب صدر حديثا بلغة ركيكة لا تعرف الفرق بين ما يجب وما ينبغي، اعتني جيدا بالغلاف ونوعية الورق، وتناسوا آلام الإلهام والاستجمام.
كان الكتاب كافيا لرصد إيقاعات الحياة، ورسم خط سيرها بنوع من الروية، خاليا من الحشو، مكتظا بالصور والأخيلة، مفتقرا لما يدعى بالنص العاجز عن الوصول إلى الكمال.
أشعر بالانتكاسة لتأخري عن قراءة هذا الكتاب، كطفل في الرابعة تكاسل عن كتابة واجبه المدرسي، أو كقسيس، نسي فجأة التراتيل اللازمة لإتمام مراسم الزواج.
تبقى سؤال لعبد المجيد:
حينما تكتب تلك النصوص، هل تكون في حالة عادية،(مثلنا) أم تشعر أنك خارج حدود الجغرافيا، كأنت حينما ترى النص ماثلا أمامك يرتجي التغلغل أكثر في ذهنية القارئ؟.