محمد الحاضري:
خلافا لما أعلنته قوات “الدعم السريع” التابعة للجيش السوداني حول تقليص قواتها المتواجدة في اليمن، تؤكد معطيات على الأرض أنه لا يوجد تقليص حقيقي وإنما إعادة توزيع لتلك القوات في المناطق المحتلة وفقا لرغبة وحاجة القوات السعودية والإماراتية.
الناطق باسم قوات “الدعم السريع”، العميد جمال جمعة آدم قال، أمس الثلاثاء: إن مجموعة “بسيطة” ستبقى من القوات السودانية في اليمن، وهي آخر قوة موجودة هنالك تمثل 657 فردا، حد زعمه، موضحا أن “القوات السودانية الموجودة في اليمن كانت تعمل ضمن قطاعين، قطاع الإمارات داخل عدن، والقطاع السعودي الذي يمتد من الحدود السعودية اليمنية” وفقا لوكالة “الأناضول”.
وعلى النقيض من الإعلان السوداني، يؤكد ناطق قوى الحراك الجنوبي الدكتور محمد النعماني أنه “لا يوجد أي تقليص لعدد القوات السودانية في اليمن بل يوجد إعادة الانتشار لها من ساحات معارك القتال في منطقه الساحل الغربي والحديدة إلى داخل المدينة عدن وأبين”.
النعماني أوضح أن القوات السوداني “تقوم وبإشراف خبراء عسكريين سعوديين بحراسات المنشأة الحكومية الرسمية داخل محافظه عدن بالإضافة إلى انتشارها أمام القصر الرئاسي في معاشق والمنطقة العسكرية ومقرات تحالف العدوان والاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي ومناطق الفصل بين قوات ما يسمى الشرعية والانتقالي”، مؤكدا لـ”المسيرة نت” وأنه لا وجود للقوات السعودية على الأرض للفصل بين تلك القوات، وأن السودانيين منتشرين في مدينة عدن.
ويعود تواجد القوات السودانية في اليمن إلى العام 2015 حين استجلبها تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي ليستخدمها للقتال في الخطوط الأمامية بدلا عن قواته وذلك إبان حكم الفريق عمر البشير الذي أطاح به الجيش إثر احتجاجات شعبية، وكان استجلاب القوات السودانية بعد انسحاب قوات “بلاك ووتر” متعددة الجنسيات التي انسحبت من اليمن عقب تكبدها مئات القتلى والجرحى، ولم يعلن التحالف ولا السودان عن العدد الحقيقي للقوات السودانية المتواجدة في اليمن، غير أن ناطق قوى الحراك الجنوبي أكد أن “عدد القوات العسكرية السودانية في اليمن يتجاوز خمسين ألف عسكري بالإضافة إلى أن هناك حوالى خمسة ألف مدني يقومون بتقديم الخدمات الأخرى للقوات السودانية وقوات تحالف العدوان والاحتلال الأمريكي السعودي الإماراتي”.
كما يتكتم السودان عن عدد الخسائر البشرية التي طالت قواته خلال مشاركتها التحالف بيد أن المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة ، العميد يحيى سريع، كشف في الثاني من نوفمبر الفائت عن “حصيلة القتلى من مرتزقة الجيش السوداني المشارك في العدوان على اليمن، مؤكدا أنها تتجاوز الـ8 آلاف قتيل ومصاب”.
وكشف المتحدث العسكري في مؤتمر صحفي عن مناطق تواجد مرتزقة السودان، “يتمركز ما يسمى باللواء الخامس حزم وقوامه 5 آلاف جندي سوداني في الخوبة، وفي صامطة يتمركز اللواء السادس، وفي منطقة مجازة يصل قوام الجنود السودانيين إلى 2000 وفي سقام كتيبة قوامها 600 جندي وفي الساحل الغربي تتمركز ستة ألوية سودانية والمعلومات تفيد بترحيل ثلاثة منها قوامها 6000 جندي وضابط، أما في عدن ولحج يتواجد 1000 جندي وضابط موزعين في رأس عباس وفي مطار عدن وقاعدة العند الجوية”.
وذكر العميد يحيى سريع أن تحالف العدوان يعتمد على مرتزقة الجيش السوداني ولا يتعامل معهم كالمرتزقة العاملين في الشركات الأمنية الأجنبية، لافتا إلى أن جميع الأسرى من الجيش السوداني تم التعامل معهم بكل إنسانية وفق الدين والأخلاق.
وفي أعقاب تصريحات ناطق القوات المسلحة أعلن رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، تحديدا بداية ديسمبر الفائت، في تصريحات صحفية عقب عودته من واشنطن، عن بلاده “سحب قواتها من اليمن تدريجيا”، وهي خطوة وصفها عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد على الحوثي بـ”الإيجابية”، معتبرا أن الانسحاب “يلبي ما يتطلع إليه أحرار السودان و يحقن الدماء”، “فاستمرار مشاركة السودان في العدوان على اليمن لا تخدم سوى أجندات السلطة السودانية وتحالف العدوان، استمرار المشاركة السودانية في العدوان على اليمن يفرض على قواتنا اتخاذ خطوات جادة لإجبارهم على المغادرة”، والكلام هنا لناطق القوات المسلحة اليمنية.