صدر حديثاً عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، كتاب “القضايا الاجتماعية الكبرى في العالم العربي”، وهو من تأليف عبد الرحمن الشهبندر.
الكتاب قد صدر أول مرة في القاهرة سنة 1936، ويتضمن بحوثاً وافية ودراسات معمّقة عالج فيها عبد الرحمن الشهبندر موضوعات مثل: النهضة والأخلاق، والدين، وأصل الشعور الديني، والدين والثقافة، ووحدة الأمة، والتجانس الوطني، والزعامة، وأشكال الحكم الصالح، والحكومة والرعية، والأسرة الشرقية، والأسرة والدولة… وتكمن أهمية هذا الكتاب، حسب الناشر، في أن القضايا التي عالجها الشهبندر قبل ثلاث وثمانين سنة ما زالت راهنة، الأمر الذي يمكّن من الإسهام في عقد جسر بين الفكر العربي التنويري، كما تجلى في بدايات عصر النهضة في بلاد الشام، وأفكار التقدم والنهوض ومقارعة الاستبداد التي تتململ مجدداً في العالم العربي اليوم.
وُلد عبد الرحمن الشهبندر في دمشق عام 1879، وتخرج في الكلية الإنجيلية السورية في بيروت (الجامعة الأميركية لاحقاً)، وعمل أستاذاً للطب في الجامعة نفسها. عاد إلى دمشق في سنة 1908، وبدأ نضاله السياسي ضد الطورانيين الأتراك في سبيل حرية بلده، ثم تابع نضاله ضد الاحتلال الفرنسي لسوريا، ونُفي وسُجن مرات كثيرة. ويُعدُّ الشهبندر أحد أبرز المتنورين العرب في بلاد الشام، وأحد الزعماء الكبار للثورة السورية الكبرى (1925) التي قادها سلطان الأطرش. أسس حزب الشعب سنة 1925، وعاش في المنفى بين 1926 و1937، بعد انحسار الثورة السورية، حين عاد إلى دمشق ليتابع مسيرته السياسية، فاغتيل في عيادته سنة 1940.
