حتى وإن قرأت كتب رولان بارت، وكنوت هامسون..
يغريني العصيد أكثر من البرجر، أحب مذاق أصابعي أكثر من ملعقة المطعم التي تتذكرُ كل اللثات الملتهبة.
***
الغرف المطلية بعناية شديدة لا تروقني
المطابخ المرتبة تفقد حميميتها،
والأكل في الصحون البلاستيكية إهانة كبيرة.
احتسي النسكافيه والكباتشينو
اسمعي فيروز كل صباح،
وحدثي صديقاتك عن ياني وجاستن بيبر،
واكتبي منشورا طويلا عن تدرج الألوان في أظافرك
التي تعتنين بها كما لو أنها عشرة أيتام.
***
الحارثي وأيوب وعلي بن علي وصولٌ إلى الامتلاء،
أكثر مما أحتاج إليه من الشجن والموسيقى،
لم يغدر بي الزمان
ولا أحب الصور التي تمتلئ بالعيون المكحلة والدموع الناصعة كأنها كريستال..
لم أتلق طعنة في ظهري من أي صديق
لأني أنتقي أصدقائي جيدا.
أكره الاكتشافات المتأخرة التي تظهرني مغفلاً..
أمزق السيناريو قبل أن أصل إلى لعب دور الضحية،
وأواصل الحياة بشغفِ قرويٍّ ولدت بقرته عجلا جديدا.
***
أحتفظ بلهجتي القروية
رغم إقامتي في قلب صنعاء ثلاثين عاماً..
أحاديثك المهجنة بمفردات إنجليزية تصيبني بالتهاب المثانة،
برستيج.. تذكرني بالأميبيا
دايركت.. تذكرني بتونة السردين
لثغتك المتعمدة تملأ معدتي بكل الرخويات البحرية.
***
لا أستطيع أن أتهذب أمامك وأنا آكل شرائح الشبس
لست رزينا إلى حد أن أمسك منديلا طوال ثلاث وجبات تجنباً لحدوث أي طارئ،
فلا تبالغي في صدمتك وكأنك أمام ديناصور إن رأيتني أشرب علبة بيبسي كاملة على نفس واحد.
المقال السابقمن هو فر عون موسى المذكور 74 مرّة في القرآن