عبدالمجيد التركي
في طفولتي كنت مغرماً بعدِّ الشامات في وجوه النساء،
والثآليل في أعناق الرجال..
كانت النجوم تبصق عليهم وهم يعدونها،
ينتظرون أول الشهر الهجري وبأيديهم مكنسة ودعاء وحيد يسكبونه على الثآليل ويكنسونها حين ظهور الهلال.
النساء يتباهين بالشامة في أعلى الخد،
وبعضهن يضعن شامات مزورة بالخضاب
منذ ظهرت سميرة توفيق بشامتها الكبيرة في تلفزيون القرية الوحيد..
إحداهن كانت تغمض عينها بيدها وهي تتمرن على غمزة سميرة توفيق..
كانت أول غمزة في الإسلام تدخل قريتنا،
وكان الرجال يحقدون على نسائهم لعدم إتقانها.
كان صدر وردة مضرب مثل..
أول صدر يراه القرويون ويتخيلونه وهم مع نسائهم
اللواتي كن يعلقن المفاتيح بين أثدائهن،
أصوات المفاتيح تشعرك أنك بصحبة مسؤول السجن
أو برفقة لص..
وحين يغضب زوجها لأي سبب، يقول لها:
وكأن معك صدر وردة!!
الجمعة كان دور النساء في الانفراد بتلفزيون القرية الوحيد،
ظهر المذيع لقراءة موجز الأنباء..
تصايحن وهن يغطين وجوههن،
لم يكن على صاحبة البيت أن تفتح التلفزيون وهن غافلات عن حشمتهن
فالله قد أمر بالستر..
قطرتان من الدم كافيتان لصبغ خدين أبيضين بالخجل،
وهناك من تقرص خديها بقوة ليصبحا ورديين،
هكذا كان الميك أب حينها.