تتزين محافظة المحويت بعوامل الصمود والثقة بالنصر والهوية الإيمانية خلال مظاهر احتفالها هذا العام بذكری المولد النبوي الشريف .
وجسدت الحشود الجماهيرية في ثلاثة مهرجانات وست فعاليات خطابية في تسع مديريات بالمحافظة الارتباط العميق بالنبي الكريم، وبعثت رسالة صمود حقيقية في ذكرى مولد خاتم النبيين وسيد المرسلين محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله .
ورغم استمرار تكالب تحالف العدوان على الشعب اليمني إلا أن مظاهر الاحتفال بهذه المناسبة تزايدات هذا العام في قری وعزل المحويت لتجديد الولاء لرسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام وإيصال رسالة للعالم بتمسك اليمنيين بمنهج الحبيب المصطفى والتحلي بأخلاقه وسلوكه واستلهام العبر والدروس من سيرته العطرة.
وتنوعت الفعاليات والأنشطة الثقافية الشعبية والرسمية احتفاء بالمولد النبوي في 114 عزلة بمديريات المحافظة منذ غرة صفر، ما جسد مستوی الوعي بأهمية هذه المناسبة وما يحتله النبي عليه الصلاة والسلام من مكانة في قلوب اليمنيين.
وعلی امتداد الخارطة الجغرافية للمحافظة بمحاذاة صنعاء وحجة والحديدة أقيمت في نحو ألف و200 قرية أمسيات ثقافية لم تخلُ مضامينها من تجديد موقف الصمود وتحذير تحالف العدوان من أن بأس اليمنيين سيجرف تكالبهم ويقهر جبروتهم وأن النصر هو عاقبة الصبر على المعاناة في سبيل الله والتحرر من سيطرة قوى الطغيان والاستكبار.
زخم الاحتفال بالمناسبة مثل محطة تعبوية إيمانية وحراكاً غير مسبوق لتعزيز التمسك بالهوية والتحصن بالوعي وأخلاق الرسول وهذا ما أشارت إليه أكثر من 16 ندوة أكاديمية مركزية استهدفت طلاب الكليات والمعاهد والمؤسسات الحكومية و80 ندوة محلية أكدت التمسك بالدفاع عن اليمن والتصدي للعدوان.
واحتضنت مديريات الطويلة ومدينة المحويت وجبل المحويت وحفاش والرجم وملحان وبني سعد وشبام كوكبان برامج احتفالية شهدت حضوراً لافتاً، ودعت في فقراتها من ارتموا في أحضان العدوان للعودة إلى جادة الصواب واغتنام مناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم للاقتداء والتأسي به.
بدورها قدمت مدارس المحافظة الأنموذج في الصمود والتغلب علی التحديات وتداعيات العدوان والحصار بالإصرار علی إحياء ذكری مناسبة مولد خير البرية بإذاعات مدرسية وفعاليات وأنشطة متنوعة في 620 مدرسة .
وحرصت الأحزاب والمكونات السياسية والمجتمعية والعلماء والشخصيات الاجتماعية والسلطات المحلية والقضائية والمكاتب التنفيذية والخدمية علی المشاركة في إحياء ذكری مولد المصطفی لتعزيز التلاحم والاصطفاف الوطني والتمسك بالدفاع عن الأرض والحرية والاستقلال وفق الهوية الإيمانية.
فيما انفردت الهيئة النسائية بسلسلة حلقات ومصفوفة محاضرات دينية ومجالس وبرامج إحسان وفعاليات وندوات أكدت فيها أهمية استغلال ذكری المولد للاقتداء بالرسول خصوصاً والشعب اليمني يمر بمرحلة مهمة وفاصلة ويواجه عدوانا ظالما يستهدف كرامة أبنائه وهويتهم وانتمائهم.
تفاقم الوضع الإنساني والمعيشي جراء استمرار العدوان والحصار لم يثنِ قبائل وأبناء المحويت عن رفد قافلة الرسول الأعظم بكل غالٍ ونفيس تزامناً مع الاحتفال بذكری مولد خاتم الأنبياء في صورة عكست وفاء أبناء المحافظة وصمودهم وثباتهم انطلاقاً من محبتهم وتوقيرهم لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
وفي هذا السياق استطلعت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) آراء عدد من الأكاديميين بالمحافظة عن معاني ودلالات الصمود خلال مظاهر الاحتفاء بذكری المولد النبوي الشريف، حيث أكد الدكتور خالد القزحي أن احتفال أبناء المحويت هذا العام عكس صورة مشرفة فجسدوا بحضورهم الجماهيري واحدية الموقف والصمود في ظل العدوان والحصار علی الشعب اليمني.
فيما اعتبر الدكتور ابراهيم شرف الدين الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية رسالة مفادها رفض الشعب اليمني للوصاية والتبعية والهيمنة الخارجية والاعتزاز برسول الإنسانية محمد عليه الصلاة والسلام..لافتاً إلى ما تمثله سيرة الحبيب المصطفى من حافز للصبر والصمود في مواجهة العدوان.
بدوره وصف الدكتور علي الحمزي الاحتفالات التي أقيمت بالمناسبة في مختلف أنحاء المحافظة بأنها لوحة صمود لترسيخ معاني العزة والبأس وإظهار البهجة والفرح والتوقير وتجديد الولاء له صلى الله عليه وسلم والتمسك بهديه القويم.. مشيراً إلى تزامن هذه المناسبة مع الانتصارات الكبيرة التي يحققها أبطال الجيش واللجان في مختلف الجبهات.
من جانبه لفت الدكتور أحمد الصرمي إلی أن زخم الاحتفال بذكری مولد الرسول الكريم عكس الحب والوفاء له واقتفاء أثره في كل شؤون الحياة..مبيناً أنه وبالرغم من أن الشعب اليمني يعيش اليوم ظروفاً صعبة ويعاني من عدوان ظالم وحصار جائر إلا أنه ظل صامدا صابراً مستمدا قوته وإرادته الصلبة من روح دينه الإسلامي الحنيف الذي جاء به خاتم النبيين.
الدكتور أحمد الشنيف نوه إلى أن اليمنيين كانوا سباقين لمناصرة رسول الله ومؤازرته والمساهمة في نشر الدعوة والفتوحات الإسلامية.. موضحاً أن أهمية هذه المناسبة تكمن في التزود منها بالقيم والمبادئ العظيمة بما فيها الصبر ومعاني الثبات في مواجهة العدوان ومخططاته التي تستهدف تمزيق النسيج الاجتماعي.
من جهته أشار الدكتور ماهر القزحي إلى أن الحراك الكبير الذي شهدته محافظة المحويت في ذكری مولد خير المرسلين حمل معان ودلالات عن مدى حب اليمنيين لرسول الأمة والسير على نهجه والاقتداء بأخلاقه خصوصا في هذا الظرف الاستثنائي وإيصال رسائل بالمضي على نهجه القويم في مقارعة الظلم والطغيان والثبات على الحق.
وأكد الدكتور القزحي أن احتفال الشعب اليمني بهذه المناسبة عكس مدى حبه لرسول الله رغم ظروف العدوان والحصار..لافتاً إلى أن الاحتفال بمولد الرسول هو تبيان لأحبابه وتفريق واضح بين أعدائه ومحبيه ومن يعظمون الرسول ويقدرونه وينتصرون له.
مدير المعهد العالي لتدريب وتأهيل المعلمين بالمحافظة أحمد الحبشي تطرق إلی ما شهدته المحويت من زخم شعبي ورسمي للاحتفاء بالمولد وما عكسه ذلك من توجه مجتمعي نحو الاقتداء بخلق سيد الأنام وتمثُل سيرته في كافة مناحي الحياة.
وأوضح أن الاحتفال غير المشهود هذا العام بمولد النبي الأكرم يمثل محطة تعبوية نحو مولد جديد لأمة قوية مهابة تتيقن النصر وتتحصن بالإيمان والصبر والصمود.. مبينا أن الاحتفاء بهذه المناسبة يعكس ارتباط الشعب اليمني بالنبي الكريم وشاهد على صموده وثباته رغم المآسي التي خلفها العدوان والحصار.
وعكس ابتهاج أبناء وقبائل محافظة المحويت بذكری مولده صلى الله عليه وآله وسلم كغيرهم من أبناء اليمن ارتباطهم الوثيق بنبيهم ونهجه العظيم وهو ما يمثل دافعاً قوياً لهم لتعزيز دورهم في المشاركة لصناعة النصر ومواجهة العدوان وتحرير الوطن وتجاوز مختلف التحديات.