لم يكن برنامج الغذاء يوما مهتما بمساعدة الجوعى والمحتاجين في اليمن وغيرها ، في اليمن لم يعمل البرنامج يوما للحد من أكبر كارثة إنسانية يشهدها العالم بفعل الحرب التحالفية دوليا وأمميا على اليمن ، ومنذ البداية رفض اعتماد آلية المساعدات النقدية التي تضمن وصول المساعدات إلى المستفيدين ، وفي غير اليمن الأدوار للبرنامج معروفة ويكفي أن هويته أمريكية كما هي أهدافه ، ثم إن البرنامج يختار شركاءه في التوزيع والتنفيذ بنفسه ويرفض التعامل مع أي تغيير أو تعديل في الجهة أو الشخوص في من يسميهم بالشركاء المنفذين.
اختار برنامج الغذاء شركاؤه هو بنفسه ، وحول المعونات إلى حالة من الافساد والعبث ، والاختراقات السوداء ، وعبر مختلف خطواته وسياساته يضع الآليات التي لا تساعد على وصول المساعدات إلى المستحقين ، بل تساعد على تعويم النهب والفساد فيها وتمنح البرنامج وشركاءه فرص التخفي عن الانكشاف ، ثم بمراكمته للعبث والنهب للمساعدات يصنع من ارتدادات فساده عناوين لاستثارة المجتمع وسخطه وفق سياقات خبيثة وعدوانية ، وهذه المهمة اللاإنسانية تجعل منه ذراعا خبيثة لدول العدوان ، فبقدر ما يحصل منها على أموال ، يقدم لها المعلومات والإحداثيات والمسوحات ، وفي الجانب الآخر من مهمته الأساسية التي يفترض بها أن تكون إنسانية ، وتتمظهر في توزيع المساعدات ، يحولها إلى فصول للنهب والسرقات والفساد ، فإذا كان موظفو مؤسسة الثورة أبلغوا البرنامج قبل نحو عام كامل بأن لا مساعدات تصل إليهم ، وأن عليه تسليمها مباشرة للمستحقين ، أو تخصيص مراكز توزيع محددة للاستلام ، ورفض التجاوب نهائيا ، وإذا كان البرنامج استمر في اعتماد تلك المعونات وصرفها ، رغم طلب المؤسسة قبل عام بأن عليه إيقاف الصرف ، وتحميله مسؤولية استمرار سرقة المعونات تلك بإسم الموظفين ، فإن السؤال المطروح…لماذا استمر البرنامج في الصرف رغم علمه المسبق؟ ، ولماذا رفض الكشف عن المتورطين في السرقة؟ ،ولماذا لم يتخذ أي إجراء بحقهم؟، وكل هذا يضعنا أمام حقيقة أن البرنامج يمارس السرقة والنهب للمساعدات ، بالمباشرة ، ومن خلال قفازاته المحلية ، وأننا أمام لصوص برعاية وحماية أممية ، واللصوص مقامات!
إن أموال المعونات التي يدعي برنامج الأغذية صرفها في اليمن ، للحد من التداعيات الإنسانية الكارثية ، هي مصروفات؛ إما شحنات فاسدة لا تصلح للاستخدام الآدمي ، أو مرتبات ونفقات وسيارات فارهة ومشتريات ، والقليل منها فقط يوزع كسلال غذائية ، لا تصل غالبا للمستحقين ، لا ممن شملتهم كشوفات التوزيع التي يعتمدها البرنامج ، أو من لم تشملهم تلك الكشوفات ممن يرفض البرنامج تسجيلها لاعتبارات سياسية متعددة ، إذ أنه يعمل بأهداف وغايات عدوانية ، ويلبسها بشعارات إنسانية براقة ، لكنه يمارس تعديا صارخا على القيم الإنسانية والأخلاقية ، فهو يدعي لنفسه مهمة توزيع المعونات المخصصة للفقراء الذين سحقهم العدوان التحالفي الدولي والأممي ، لكنه يسرقها من أفواههم ومن كشوفات استحقاقهم ، ثم وبمنتهى الوقاحة يقوم موظفوه في الربع الأخير من كل عام ، بالاتصالات العشوائية لبعض المستحقين المشمولين في قوائم التوزيع ، وإبلاغهم بأن مساعداتهم تصرف باستمرار وأن عليهم متابعتها دون توضيح أي تفاصيل، ثم ينهون مكالماتهم وإلى نهاية عام قادم!
إن أغلب المعونات التي يدّعي البرنامج صرفها ، يتم سرقتها والعبث بها من البرنامج نفسه وعبر شركائه المنفذين ، وفي الوقت الذي يتجشأ موظفوه في صنعاء لسرقاتهم المشهودة تلك ، يخرج البرنامج وممولوه وجوقة العملاء و المرتزقة ومعهم المسؤولون الدوليون والموظفون الأمميون الذين اشتركوا في الحرب التحالفية على الشعب اليمني ومارسوا التجويع الجماعي بحقه ، وتواطأوا على جريمة نقل البنك المركزي وقطع مرتباته ، لإخبار الجميع بأنهم وكما تواطأوا على نهب مرتبات اليمنيين جميعا من موظفي الدولة ، واختلسوها ووردوها إلى جيوبهم وخزائنهم ، يفعلون الشيء نفسه بالمساعدات ، وعلى الجميع أن يكون على الحال نفسه ويتحول إلى مرتزق أو موظف أممي مثلا!
لقد تمادى برنامج الغذاء في فساده وسرقاته ونهبه ، لأنه أمن العقاب والحساب وكشف الفضائح والفظائع التي يرتكبها ، وأفعاله وألاعيبه السيئة على كثرتها ، لم تضعه تحت طائلة المساءلة الأخلاقية في بلد يتعرض لأبشع عدوان دولي وبغطاء أممي ، ويتحكم في أقوات مواطنيه لصوص أمميون ، ومرتزقة لئام ، يتنادون في المحافل والمؤتمرات الدولية باسم اليمن ومأساته التي صنعوها ، وبعد جمع الأموال والمساعدات يسرقونها بالشعارات نفسها ، فتذهب المليارات منها مرتبات ونفقات وسيارات فخمة ، وما بقي يستوردون به الغذاء الفاسد وكل ما لا يمكن أن يكون صالحا للاستخدام الآدمي ، ثم ما تبقى بعد كل ذلك يعبث به البرنامج فسادا ولا يصل للمستحقين إلا فيما ندر!
مؤسسة الثورة تحمّل برنامج الغذاء مسؤولية نهب معونات الموظفين ، وتطالب بسرعة تسلميها
وفي هذا الصدد على البرنامج أن يكشف الجهة التي صرف عبرها المعونات المستحقة لعدد من موظفي مؤسسة الثورة بعد إبلاغه لهم للمرة الثانية بأنها صرفت حتى سبتمبر ، ما لم فإن البرنامج يتحمل كامل المسؤولية الأخلاقية والقانونية والإنسانية إزاء هذه الجريمة ، والثورة إذ تضع الرأي العام في الحقيقة الكاملة وتفند الأكاذيب والإثارات الإعلامية للمرتزقة وأسيادهم ، في بيان مفصل سينشر لاحقا ، لتدعو إلى تضامن واسع مع موظفيها الذين نهبت معوناتهم ومساعداتهم من قبل برنامج الغذاء في صنعاء ، وتبدي استهجانها لمن نصّبوا أنفسهم حماة للموظفين ، وهم من نهبوا وسرقوا مرتباتهم لأكثر من ثلاثة أعوام ، وعليهم أولا أن يسلموا للموظفين حقوقهم ومرتباتهم ثم يتحدثون عن أوضاعهم، وفاقد الشرف لا يمنحه لأحد.
إن قيام برنامج الغذاء بالتواصل مع عدد من الموظفين وإبلاغه لهم باستمرار صرف المساعدات ، يزيح الستار عن لصوصية أممية وبمشاركة محلية تتعرض لها مساعدات اليمنيين ، وأن محاولة البرنامج الرمي بها على مجهولين ، نعتبرها محاولة لإثارة الفتنة، لذا تدعو مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر كل الجهات المعنية إلى فتح ملف الفساد الذي يخص برنامج المعونات ، وسرقة المساعدات المخصصة للمواطنين ، ومحاسبة البرنامج وكل شركائه في عملية النهب والسرقات الكبرى للمساعدات ، ونشرها للرأي العام ، ولتكن لائحة العار الأممي.
*افتتاحــــــــــــــــية الثورة