قبل خمس سنوات في وقت دخول أنصار الله لذمار وغيرها من المناطق، حصل تواصل بينهم وبين الشيخ محمد الإمام صاحب مسجد ومركز دار الحديث السلفي بمعبر.
وأسفرت تلك التواصلات لاتفاق ووثيقة مكتوبة، عنوانها التعايش بين الطرفين وعدم التعدي.
واستمرت تلك الوثيقة والعمل بها الى اليوم.
طلب أنصار الله من الشيخ الامام مندوبا رسميا في صنعاء للتواصل بهم في حال حدوث أي مشكلة له أو لأحد طلبته في مركزه بمعبر او مساجدهم الكثيرة في صنعاء وذمار وإب وغيرها.
وبالفعل تم تكليف احد الأشخاص بالتواصل، وصار هناك خط ساخن، لإبعاد الاشكالات او الاحتكاكات التي تحصل في بعض الايام.
وصار التواصل مرتبطا بمكتب السيد عبدالملك مباشرة، والذي قام مشكورا بتكليف أحد الإخوة (غالب المقراني) بالمتابعة لكل قضايا السلفيين وما يعترضهم من اشكالات او تعديات ضدهم من منتسبين لانصار الله او غيرهم.
وقام الأخ غالب بجهد كبير جدا على مدى سنوات في تذليل الصعاب وحل المشاكل التي يتعرض لها السلفيون، سواء من اصحاب محمد الامام او اصحاب جمعية الحكمة او اصحاب جمعية الاحسان او الحجوريين، والجميع بدأ بالتواصل معه لاحقا بطرق متعددة، وكان في قمة التعاون والمصداقية (وهذه شهادة لله، عن طريق معرفة مني واطلاع لسنوات على تحركاته وتعاونه).
كثير من القضايا تم حلها وايجاد مخارج لها، والبعض منها ربما تعثرت بسبب بعض العقيدات والتداخلات.
وفي الفترة الاخيرة تم تشكيل لجنة اوسع معنية بمتابعة قضايا السلفيين وما يعترضهم، مكونة من خمسة اعضاء برئاسة الاخ حزام الاسد عضو المكتب السياسي لانصار الله، وبتوجيهات مباشرة من الاخ السيد عبدالملك الحوثي.
أتذكر قبل سنوات حين تم توقيع تلك الوثيقة للتعايش بين الشيخ الامام بمعبر وأنصار الله، ارتفعت أصوات التحريض (المعروفة) بأنها ستكون وثيقة مؤقتة سرعان ما ينتهكها الحوثيون، ويقضون على الشيخ الامام ويصادرون مسجده ومساجد طلبته وألتابعين لجماعته، وكان البعض يراهن على هذا الامر (مثل مراهنتهم على دخول الجيش السعودي لصنعاء خلال اسابيع او أشهر).
لم يحصل شيء، وانتهت آمالهم وأمانيهم، وما زال الناس يتعايشون رغم تنوعهم واختلافاتهم الفكرية.
اليوم هناك عشرات المساجد السلفية في مناطق سيطرة المجلس السياسي وحكومة الانقاذ، في صنعاء وإب وذمار والحديدة وغيرها من المحافظات بما فيها صعدة!!
نعم صعدة نفسها-المدينة ودماج- ماتزال فيها مساجد سلفية، بما فيها مسجد الشيخ مقبل الوادعي والذي زرته قبل سنة وخطبت الجمعة فيه، ومازالت امامته وخطابته بيد أصحابنا السلفيين من أتباع الحجوري!
وهذه من الاعاجيب التي لا يستوعبها من لا يعرف اليمنيين وإمكانية التعايش فيما بينهم إذا وجد العقلاء.
إننا نحاول ابراز مثل هذه القضايا -بين الفينة والاخرى- لتكون منطلقا للتقارب والتعايش بين اليمنيين، والمصالحة الوطنية بينهم، مؤكدين ان الأساس هو ايقاف التحريض الذي يقوم به المتعصبون في كل الاطراف، والحملات التضليلية من خلف الحدود والتي لا تخدم الا خصوم بلادنا وشعبنا.
والله الموفق.